الحوار الفلسطینی: بین زیارات بوش ورایس
الحوار الفلسطینی: بین زیارات بوش ورایس..وحیرة عباس..!!
کلما تناما تداول أخبار قرب تنظیم حوار بین حرکتی فتح وحماس بوساطة دول عربیة أو من الجامعة العربیة، تتحفنا الشمطاء رایس بأنباء محبطة تفید بنیتها تکثیف زیاراتها إلى منطقة الشرق الأوسط، متنقلة بین إسرائیل والأراضی الفلسطینیة، وعدد من الدول العربیة، وتحدیدا بعد الأعیاد وذلک للإشراف عن قرب على الاتصالات الفلسطینیة الإسرائیلیة باتجاه تحقیق سلام دائم، وکأن البیان الذی خرج به مؤتمر أنابولیس یؤسس لمفاوضات جادة ومعمقة حول إقامة الدولة الفلسطینیة، متناسین أن خطاب بوش فی أنا بولیس وحدیثه عن تمسکه بیهودیة الدولة العبریة قد نسف کل أمل للتقدم بعملیة السلام نحو نتائج حقیقیة فضلا عن أن تکون دائمة، وقد دشن هذا الاعتقاد الحملة الاستیطانیة المحمومة التی انطلقت بعد أنابولیس، ومن شاهد المبدع أحمد الشیخ على شاشة الجزیرة وهو یلاحق الجدار الذی یتلوى کالثعبان فی الأراضی الفلسطینیة المحتلة عام 67 وهو یبتلعها ویمزقها وینفی کل أمل بإقامة دولة فلسطینیة قابلة للحیاة یدرک ذلک.
وتضیف ا|لأخبار السوداء أن الشغل الشاغل للوزیرة رایس هو دفع الجانبین الفلسطینی والإسرائیلی ، وبکل الوسائل وصولا إلى حلول سیاسیة، و أن هناک فریقا کبیرا داخل الإدارة الأمریکیة یدعم ویؤید خطوات رایس، وهذا الفریق یرى أن بقاء الأوضاع على ما هی علیه یضر بالمصالح الأمریکیة، ویشکل خطرا حقیقیا على إسرائیل، حیث أن الاولویة لدى الادارة الامریکیة هو المصالح الاسرائیلیة والتی لن تصب المصالحة والحوار الفلسطینی الفلسطینی فی نهرها المتوقف.
أی أن الهدف الرئیس المعلن لزیارة الرئیس الأمریکی جورج بوش المرتقبة إلى إسرائیل هو دعم الجهود التی تقوم بها الإدارة الأمریکیة لدعم المفاوضات الفلسطینیة الإسرائیلیة والوصول إلى نهایة للصراع بین الجانبین، فیما الهدف الخفی هو اثارة مزید من غبار المفاوضات واللقاءات المسکونة ببریق الکامیرات للتغطیة على عملیات ابتلاع مع تبقى من الارض الفلسطینیة فی اطار سیاسة فرض الوقائع على الارض التی تنتهجها اسرائیل، الى حین مغادرة بوش للبیت الابیض حیث سیواجه الفلسطینیون حینها ادارة امریکیة جدیدة بأجندة واولویات جدیدة لیس فی مطلعها لا القضیة ولا المصالح الفلسطینیة.
هذا عدا أن الرئیس بوش مهدد بامکانیة قیام اسرائیل من اقناعه بضرورة القیام بعملیة عسکریة واسعة ضد حماس والمقاومة فی قطاع غزة، فسیکون علیه حینها العمل على توفیر ما أسماه بالهامش الزمنی المطلوب لهذه العملیة، تماما کما وفر مثل هذا الهامش لحربها على لبنان، لذى من المتوقع یدفع الرئیس بوش ووزیرة خارجیته رایس خلال زیارتهما المرتقبة الى المنطقة الى اطلاق جدول اعمال تفصیلی للمفاوضات یغرق فیه الفلسطینییون، ولا یترک للرئیس عباس أی فرصة للحیرة فی الاختیار بین مواصلة المفاوضات وبین الحوار مع حماس.
( المقال للکاتب عماد عفانه)
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS