مؤتمـر انابـولــیـس.. رشـوة الـحـکـام الـعـرب

أضـواء : مؤتمـر انابــولـــیــس..... رشـوة الــحــکـام الـعــرب

وصل إفلاس الأنظمة العربیة وجامعة الدول العربیة درجة عجزها عن إعلانها رفض المشارکة فی مؤتمر أنابولیس إلا بشروط مسبقة ، فی وقت یعلمون فیه جیداً أن إسرائیل لن تلتزم بأی شرط، فهی لم تلتزم بما یسمونه الشرعیة الدولیة، فکیف بها تلتزم بما هو أقل من ذلک.

الأنظمة العربیة والجامعة العربیة وضمنهم السلطة الوطنیة الفلسطینیة سبق وسلموا أوراقهم وأعلنوا إفلاسهم وعجزهم فی تحقیق طموحات الأمة العربیة والشعب الفلسطینی، وأعلنوها على الأشهاد من خلال إطلاقهم للمبادرة العربیة، والتی کانت أهم مبادئها التطبیع الکامل للدول العربیة مقابل انسحاب إسرائیل الکامل من الأراضی الفلسطینیة والعربیة المحتلة عام 67، فهذا بحد ذاته اعتراف بالجملة بحق إسرائیل فی أراضی 48، مما حقق حلم بن غوریون قدیماً بأن الیوم سیأتی الذی یعترف فیه العرب بالکیان الإسرائیلی.

الولایات المتحدة وإسرائیل وقوى الشر الغربیة ومن یدور فی فلکها یخططون للمنطقة العربیة ویرسمون سیاساتهم ویحددون أهدافهم، وما الأنظمة العربیة الرجعیة إلا وسائل مساعدة لإنجاح مثل هذه المخططات السوداء والظلامیة والتی لن تعود على الأمتین العربیة والإسلامیة إلا بمزید من الهیمنة والتبعیة والفقر.

إن مؤتمر الخریف "أنابولیس" لا یتعدى تظاهرة إعلامیة ومهرجاناً احتفالیاً إنقاذاً للولایات المتحدة وإسرائیل الملطخة أیدیهما بدماء العرب والمسلمین فی فلسطین والعراق وأفغانستان، ورفعاً لأسهم زعیمی الدولتین أمام الرأی العام داخل بلدیهما، فی حین أن أبو مازن والقیادة الفلسطینیة تعانی حالة الانقسامات الداخلیة وتفشی البطالة والحرب الإسرائیلیة المتواصلة على الشعب الفلسطینی.

إنهم یخططون لشن عدوان مرتقب على إیران، وهذا ما یریده بوش قبل انتهاء ولایته لربما بشهور (11/08) لیزید من فرص نجاح مرشح الحزب الجمهوری، ولیکتب ذلک التاریخ انجازاً له، کما فعل ذلک فی العراق بعدما دمر دولة بأکملها فأهان کرامة قادتها ومرّغ بالتراب شعبها وولغ فی دماء أهلها ونهب خیراتها ویخطط لتقسیمها لدویلات طائفیة متناحرة.

فمؤتمر انابولیس إذن لا یعدو کونه رشوة خسیسة من قبل الولایات المتحدة للأنظمة العربیة للحصول على دعمهم وموافقتهم على شن العدوان القادم على إیران، وما طرح موضوع حل القضیة الفلسطینیة هذه الأیام إلا ما یشبه ملهاة للحکام العرب لشراء ذممهم وسکوتهم ومبارکتهم تدمیر المقدرات الإیرانیة وذبح أطفال وشیوخ ونساء إیران.

وأخیراً لا بد من الإشارة أیضاً إلى أن توقیت عقد هذا المؤتمر العقیم والذی إن أثمر فلن تتعدى ثماره إزالة حواجز وإطلاق سراح مئات من الأسرى الفلسطینیین وتسهیل حرکتهم، إن توقیت عقده جاء کما ذکر الکثیرون یوم إعلان الحملات الصلیبیة (1095م) وأیضاً مرور 60 عاماً على قرار التقسیم وإعلان الأمم المتحدة میلاد دولة الیهود وخراب ونکبة فلسطین.

( المقال من مرکز الدراسات المعاصرة )

م/ ن/25