الحملة الإسرائیلیة ضد وکالة الطاقة الذریة
أسباب الحملة الإسرائیلیة ضد وکالة الطاقة الذریة ورئیسها
فی تصعید إسرائیلی جدید صرح وزیر الإسکان الإسرائیلی زائیف بویم واصفاً الدکتور محمد البرادعی رئیس وکالة الطاقة الذریة العالمیة بأنه عمیل لإیران، وقد جاء فی التصریح الإسرائیلی على خلفیة تقاریر الوکالة التی أشارت إلى عدم وجود أدلة على قیام إیران بإنتاج الأسلحة النوویة.
* سیناریو استخدام الوکالة فی الصراع الدولی:
تم إنشاء وکالة الطاقة الذریة العالمیة فی العام 1975م بهدف الحد من انتشار الأسلحة النوویة، کما لا تتبع الوکالة لأی دولة وإنما حصراً الأمم المتحدة. یقع مقر الوکالة فی العاصمة النمساویة فینا وتتکون من ثلاثة أجهزة هی:
• مجلس الأمناء.
• المؤتمر العام.
• السکرتاریة.
لا ترفع الوکالة تقاریرها لأی دولة وفقط لمجلس الأمن الدولی والجمعیة العامة للأمم المتحدة. وقد لعبت الوکالة خلال الفترات الماضیة دوراً کبیراً فی عملیة حظر انتشار الأسلحة النوویة، تأسیساً على اتفاقیة حظر انتشار الأسلحة النوویة التی تعتبر من الاتفاقیات العالمیة الهامة المتعلقة بتحقیق الأمن والسلام الدولی کما هو وارد فی میثاق الأمم المتحدة. وبرغم الطابع الدولی الحیادی للوکالة إلا أن هناک الکثیر من الشکوک حول مدى مصداقیة الدور الذی تقوم به الوکالة التی تبین أنها قد لعبت دوراً خاطئاً فی العراق مما أدى إلى استمرار العقوبات والحظر الدولی ضد العراق على مدى أکثر من عشرة سنوات، وتشیر المعلومات إلى أن ریتر کبیر مفتشی الأسلحة النوویة فی العراق کان شدید الارتباط بالموساد الإسرائیلی وبوکالة المخابرات المرکزیة الأمریکیة، وبسبب ذلک کانت کل تقاریر التفتیش التی یرفعها حول العراق للوکالة ولمجلس الأمن الدولی تتعمد إضفاء الشکوک حول العراق، و کانت دائماً تخدم وجهة نظر أمریکیة – إسرائیلیة تتهم نظام صدام حسین بالسعی لامتلاک الأسلحة النوویة وأسلحة الدمار الشامل ومن ثم، فقد کان بسبب هذه التقاریر من غیر الممکن عملیاً لمجلس الأمن الدولی بالنظر فی عملیة رفع العقوبات الدولیة التی سبق أن فرضتها على العراق.
* أبعاد الدور الجدید المفترض أمریکیاً – إسرائیلیاً للوکالة:
کان جون بولتون یتولى منصب نائب وزیر الخارجیة الأمریکی لشؤون ضبط التسلح وحظر انتشار الأسلحة النوویة، وخلال فترة الحصار على العراق کان بولتون على تنسیق کامل مع ریتر کبیر المفتشین الدولیین فی العراق، وتقول المعلومات بأن تقاریر التفتیش التی کان یعدها ریتر کانت فی واقع الأمر تقاریر تم إعدادها بإشراف جون بولتون. وعندما تولى جون بولتون منصب السفیر الأمریکی فی الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولی رکز على رسم سیناریو جدید شامل لعمل الوکالة بحیث تعمل ویتم توجیهها بما یتماشى مع التوجهات الأمریکیة وبحیث تعمل کذراع لأمریکا. أما خطة بولتون فتقوم على أساس اعتبارات أن یتم استخدام تقاریر الوکالة فی حملة بناء الذرائع ضد الدول المستهدفة بواسطة أمریکا وهی سوریا، إیران، کوریا الشمالیة، کوبا، فنزویلا وغیرها، بحیث تقوم الوکالة برفع التقاریر الکاذبة التی تقول بأن هذه الدول تسعى لامتلاک أسلحة الدمار الشامل، واستناداً إلى ذلک یقوم مجلس الأمن الدولی بفرض العقوبات الدولیة ضد هذه الدول والتضییق علیها أکثر فأکثر بحیث یتم الدفع بواسطة أمریکا وفرنسا وبریطانیا إلى اتخاذ الإجراءات العسکریة الدولیة ضدها. أما الحلقة المفقودة بالنسبة لجون بولتون وأجهزة المخابرات الأمریکیة هی إکمال عملیة التسلل والتغلغل بما یؤدی إلى اختراق أجهزة الوکالة بعدد کبیر من العملاء ولکن من أقوى الأسباب التی أحبطت مخطط بوولتون کان قیام المفتش الأمریکی ریتر بالانضمام للحزب الدیمقراطی الأمریکی وکشفه علناً فی الصحف الأمریکیة والعالمیة لحقیقة الدور المزدوج الذی کان یقوم به فی العراق، وکشفه لنوایا جون بولتون وإدارة بوش. وتحذیره من عواقب نجاح الأجهزة الأمریکیة والموساد الإسرائیلی فی القیام باختراق الوکالة.
* سوریا من بین الأهداف المفترضة للوکالة:
قیام الطائرات الإسرائیلیة فی صبیحة یوم 6 أیلول 2007م باستهداف أحد المبانی السوریة فی منطقة دیر الزور کان بهدف تحقیق الخطوة الأولى فی حملة بناء الذرائع ضد سوریا، واستدراج وکالة الطاقة الذریة العالمیة إلى القیام بإرسال مفتشین دولیین إلى سوریا ثم القیام بعد ذلک بإعداد تقاریر مزورة تفترض وجود برنامج نووی سوری بما یؤدی إلى قیام مجلس الأمن الدولی بفرض العقوبات الشاملة ضد سوریا، ولکن بسبب إدراک خبراء الوکالة ورئیسها إلى التدقیق فی المزاعم الأمریکیة – الإسرائیلیة وأیضاً فی فحوى المستندات التی حاولت إسرائیل وأمریکا تقدیمها للوکالة، وقد أدى ذلک إلى إفشال حملة بناء الذرائع ضد سوریا.
* ماذا یرید الإسرائیلیون:
تصریحات الوزیر الإسرائیلی الأخیرة ضد رئیس الوکالة الدولیة للطاقة الذریة تتطابق تماماً مع تصریحات جون بولتون التی أدلى بها ضد الدکتور البرادعی الشهر الماضی فی إسرائیل عند حضوره فعالیات مؤتمر هرتسلیا السنوی. ومن هنا یمکن القول بأن إقصاء الدکتور البرادعی عن منصب رئیس الوکالة هو الخطوة الأولى التی یسعى الإسرائیلیون والأمریکیون من أجل القیام بها، وإذا نجحوا فی ذلک فإن الترکیز سیکون على تعیین رئیس للوکالة یستطیعون استغلاله فی القیام بـ"زراعة" المفتشین الذین یستطیعون استخدامهم وتوجیههم فی القیام بعملیات التفتیش على غرار نموذج المفتش الدولی ریتر. وتقول المعلومات بأن صدور أی تقریر بواسطة وکالة الطاقة الذریة یقول بأن سوریا أو إیران أو أی بلد آخر یتورط فی برنامج إنتاج أسلحة نوویة سیؤدی بالضرورة، استناداً إلى میثاق الأمم المتحدة، واتفاقیة حظر انتشار الأسلحة النوویة، جعل هذا البلد یواجه العقوبات الدولیة ومخاطر الغزو العسکری الدولی.
م/ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS