انتقادات للصلیب الأحمر فی فلسطینیین

انتقادات حادة للصلیب الأحمر ودوره فی حمایة الفلسطینیین  

المطالبة بفضح "المحرقة الجدیدة" التی أعلنتها إسرائیل ضد قطاع غزة

تحولت ندوة عقدت فی العاصمة الأردنیة لمناقشة العدوان الأخیر على قطاع غزة فی ظل القانون الدولی الإنسانی إلى محاکمة لدور الصلیب الأحمر فی تطبیق هذا القانون فی فلسطین المحتلة، فیما دافعت الناطقة باسم الصلیب الأحمر عن دور المنظمة فی حمایة المدنیین تحت الاحتلال.

المتحدثون فی الندوة -التی عقدت مساء السبت بدعوة من لجنة الحریات فی نقابة المهندسین الأردنیین- انتقدوا ما وصفوه "الحیاد السلبی" الذی یمارسه الصلیب الأحمر من خلال الصمت على الجرائم الإسرائیلیة بحق الشعب الفلسطینی، واقتصار مهامه على نقل الرسائل فیما بین المعتقلین فی السجون الإسرائیلیة وعائلاتهم "وکأنها رسائل عشق وغرام من جانب المعتقلین".

 کما انتقدوا بشدة "المساواة" بین الضحیة والجلاد من خلال إشارة المتحدثة باسم الصلیب الأحمر فی الندوة بانا السائح إلى "استمرار النزاع بین المقاومین وإسرائیل بلا رحمة".

وقالت السائح إن ردود الفعل تجاه دور الصلیب الأحمر تشیر إلى "التوقعات العالیة من الناس لدور الصلیب الأحمر"، وأضافت "الصلیب الأحمر منظمة إنسانیة لکن دورها یتوقف عند حدود معینة تکون المسؤولیة فیها على عاتق الدول".

وحول تقریر المنظمات البریطانیة الأخیر الذی أشار للأوضاع فی قطاع غزة بأنها الأسوأ منذ عام 1967 قالت السائح إن تقاریر الصلیب الأحمر لا تستند لأی تقاریر لمنظمات أخرى "مع احترامنا لها".

وردا على سؤال عن ما إذا کان الصلیب الأحمر یدرس إعادة النظر برفضه الإعلان عن الانتهاکات التی یقوم برصدها، أوضحت السائح أن الهدف الأساسی للصلیب الأحمر هو الوصول للضحیة، لأن هذا الهدف هو أفضل من الإعلان عن الانتهاک، حیث أن إعلاننا عن انتهاکات قد یدفع کثیرا من الدول لرفض وجودنا، على حد تعبیرها.

من جهته قال الخبیر فی القانون الدولی أنیس قاسم إن ما تقوم به إسرائیل فی الأراضی الفلسطینیة یرقى لحد الإبادة الجماعیة وفقا لاتفاقیة "منع جریمة الإبادة الجماعیة" لعام 1951، موضحاً أن عدداً من تصریحات سیاسیین ورجال دین ومثقفین إسرائیلیین تضمنت دعوة للإبادة الجماعیة بحق الفلسطینیین.

فقد بین قاسم أن حاخام الیهود الشرقیین الأکبر وجه رسالة لرئیس وزراء الکیان المحتل یقول فیها "طبقا لقواعد الحرب الیهودیة فإنه یمکن اعتبار مدینة کاملة مسؤولة مسؤولیة جماعیة عن تصرفات غیر أخلاقیة لبعض أفرادها، وفی غزة کل السکان مسؤولون لأنهم لم یوقفوا إطلاق (صواریخ) القسام".

وأشار قاسم إلى أن إسرائیل تحاول التملص من مسؤولیاتها کقوة احتلال مسؤولة عن المدنیین تحت الاحتلال عبر ذرائع عدة منها اعتبار غزة کیانا معادیا لها، وأنها تقوم بالدفاع عن نفسها من هجمات صواریخ القسام.

 کما أثبت قاسم أن ما تقوم به إسرائیل فی قطاع غزة ومخیم جنین یعتبر جریمة إبادة جماعیة وفقا للقانون الإنسانی الدولی واتفاقیة جنیف الرابعة.

 وقد أقرت السائح بأن الصلیب الأحمر لم یتمکن من الدخول إلى مخیم جنین عام 2002 إلا فی الیوم السابع من الهجوم الإسرائیلی علیه، کما أشارت إلى أن الطواقم الطبیة لم تتمکن من الوصول للجرحى والضحایا فی الساعات الأولى من الهجوم الإسرائیلی الأخیر على قطاع غزة.

من جهته اعتبر رئیس لجنة الحریات فی نقابة المهندسین میسرة ملص أن العدوان على غزة یتم برعایة دولیة وعربیة وبتنفیذ إسرائیلی، مؤکداً أن العمل تحت مظلة القانون الدولی الإنسانی یواجه "ازدواجیة هائلة" أکدها تداعی مجلس الأمن للاجتماع بعد عملیة القدس لإدانتها.

وخرجت الندوة بمطالبات بتحرک دولی لملاحقة مجرمی الحرب الإسرائیلیین فی کافة أنحاء العالم، والقیام بجهد إعلامی وتوثیقی یفضح "المحرقة الجدیدة" التی أعلنتها إسرائیل ضد قطاع غزة. 

ن/25