أهالی غزة یروون وقائع ملحمة جبالیا
أهالی غزة ومقاوموها یروون وقائع ملحمة جبالیا
جسدت معرکة الأیام الأربعة شرقی بلدة جبالیا الواقعة شمالی قطاع غزة, التی شهدت ساحتها العملیة العسکریة الإسرائیلیة التی أطلقت علیها "الشتاء الحار" صورا للصمود والترابط الفلسطینی فی وجه آلة الفتک الإسرائیلی.
فبعد انقضاء عدة أیام على اندحار قوات الاحتلال البریة عن المنطقة، ما زال یتردد بین سکان بلدة جبالیا والبلدات المجاورة، کیف نجح سکان الأحیاء التی سیطرت علیها قوات الاحتلال فی احتضان رجال المقاومة فی بیوتهم أثناء تصدیهم للجیش الإسرائیلی, ومساعدتهم ومساندتهم، رغم ما أصابهم من مجازر واعتداءات.
ویؤکد أبو مسلمة, أحد القادة المیدانیین لکتائب عز الدین القسام الجناح العسکری لحرکة المقاومة الإسلامیة (حماس) بغزة, أن مواطنی منطقة "عزبة عبد ربه" التی شهدت العملیة العسکریة الإسرائیلیة لعبوا دورا کبیراً فی إنجاح العدید من العملیات العسکریة لرجال المقاومة التی کانت تستهدف جنود الاحتلال.
وأشار إلى أن رصد المواطنین لکافة تحرکات الجنود الإسرائیلیین الذین کانوا یتحصنون داخل بیوتهم أو بین أزقة شوارعهم وإبلاغ المقاومین عنها، کان لها عظیم الأثر فی سیر المعرکة لصالح المقاومة الفلسطینیة.
وأضاف أن العدید من المقاومین تمکنوا من قتل جنود إسرائیلیین بفعل إبلاغ المواطنین عن أماکن تواجدهم, لافتاً إلى أن بیوت المواطنین الفلسطینیین کانت بمثابة محطات رصد واستراحة لرجال المقاومة, الذین تمکنوا من خلالها تحقیق أهدافهم.
من جانبه ذکر أبو مجاهد أحد أفراد کتائب عزالدین القسام, وأحد المقاومین الذین شارکوا فی المعرکة، أنهم "تفاجؤوا" بمدى وقوف وحرص المواطنین على إیوائهم ومساندتهم، على الرغم من إدراکهم للنتائج الوخیمة التی سیترتب علیها قیامهم بهذا العمل وتعریض حیاتهم للخطر.
وأضاف أبو مجاهد فی حدیثة للجزیرة نت, أن مساعدة المواطنین لرجال المقاومة کان له أثر السحر فی رفع معنویات المقاومین المشارکین فی المعرکة، لافتاً إلى أن إصرار المواطنین القوی والعنید على التصدی للعدوان بصدورهم العاریة، أکسب المقاومین مزیداً من الثبات والتصدی بکل قوة للقوات المتوغلة.
ورغم إدراک المواطنین لخطورة ما سیترتب على إیوائهم المسلحین الفلسطینیین فی بیوتهم, فإن جرائم الاحتلال ومجازره التی لم تفرق بین مدنی ومقاوم، کانت وراء التفاف کافة السکان حول المقاومة وتقدیم ید العون لها بکل ما أوتیت من إمکانات.
ویقول الحاج أبو محمود عبد ربه (57عاماً) -أحد سکان عزبة عبد ربه بجبالیا, الذی استشهد أحد أبنائه أثناء الاجتیاح الإسرائیلی- إنهم کانوا موقنین بأن إخفاء مقاوم فی المنزل یعنی الهلاک والموت من قبل الجیش الإسرائیلی الذی لم یسلم من حمم قذائفه المدنی الأعزل أو المقاوم المسلح.
وأضاف أبو محمود فی حدیثة للجزیرة نت, أن رؤیته للمدنین یتساقطون أمامه بفعل الاحتلال هو الذی دفعه إلى فتح أبواب منزله لخدمة رجال المقاومة "الذین کانوا یشکلون خط دفاع أول للأهالی".
أما المواطن أبو طارق (60عاما)، الذی حول بیته لغرفة عملیات لرجال المقاومة الفلسطینیة, فیشیر إلى أنه لم یتوان لحظة واحدة عن خدمة عناصر المقاومة الفلسطینیة وتزویدهم بالطعام وإسعاف مصابیهم.
وأضاف : أن وحدة الصف بین السکان المدنیین والمقاومین کانت من بین أبرز العوامل التی أدت إلى فشل العملیة العسکریة وعدم توسعها إلى أحیاء ومناطق أخرى.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS