إرباک أمنی فی صفوف العدو
فی إطار الردود على سلسلة مجازر الاحتلال فی غزة والضفة
أحدثت العملیة الاستشهادیة الجریئة التی نفذها مجاهد واحد على الأقل فی مدینة القدس المحتلة مساء أمس الخمیس (6/3)، إرباکاً أمنیاً کبیراً بین صفوف العدو الصهیونی، کون هذه العملیة الاستشهادیة جاءت بسرعة کبیرة عقب المجزرة والمحرقة الصهیونیة التی ارتکبتها قوات الاحتلال الصهیونی فی شمال قطاع غزة، وراح ضحیتها قرابة 130 شهیداً معظمهم من النساء والأطفال وأکثر من 350 جریحا بینهم حالات بالغة الخطورة.
وسائل إعلام العدو الصهیونی تناولت الخبر بسرعة فائقة، وبدأ عدد القتلى الصهاینة فی ارتفاع بشکل سریع حیث أعلنت تلک الوسائل أن العملیة خلفت قتیلاً واحداً ثم اثنان ثم أربعة ثم ستة ووصل العدد على صفحات إعلام العدو إلى ثمانیة قتلى وإصابة کثیرة، وشکلت تلک العملیة صدمة فی الأوساط الصهیونیة وأحدثت دربکة فی عدد القتلى منذ البدایة.
الإذاعة الصهیونیة اعترفت بمقتل ثمانیة أشخاص فیما أصیب خمسة عشر آخرین (خمسة منهم فی حال موت سریری) فی العملیة التی وقعت فی المعهد الدینی للضباط "مرکاز هاراف" الدینی فی حی "کیریات موشیه" فی القدس.
وقالت إن فلسطینی مسلح دخل مبنى المعهد وأطلق النار بصورة عشوائیة، وتمکن رجال الأمن من قتله بعد عشر دقائق من بدء إطلاق النار، حیث أطلق مئات الرصاصات.
وبحسب وسائل الإعلام الصهیونیة وفور وقوع العملیة الاستشهادیة؛ أغلقت الشرطة الشوارع القریبة من مکان الحادث بما فی ذلک المدخل الغربی الرئیسی للمدینة، وتم نصب الحواجز فی مشارف مدینة القدس المحتلة حیث قام أفراد الشرطة بفحص السیارات المارة.
وأضافت أنه "رفعت حالة التأهب فی جمیع ألویة ووحدات الشرطة وحرس الحدود فی مختلف أنحاء (البلاد) تحسباً لأی احتمال".
من جهة أخرى؛ فقد اعترفت صحیفة "یدیعوت أحرونوت" الصهیونیة بالعملیة الاستشهادیة "الموجعة" وقالت أنها فعلاً خلفت ثمانیة قتلى وجرحت الکثیرین، وأضافت أنها شکلت "ضربة للأمن" الصهیونی، فیما حذر محللون صهاینة عسکریون وسیاسیون من استمرار سلسلة من العملیات للمقاومة الفلسطینیة فی عمق الکیان الصهیونی، وذلک نتیجة المذبحة التی ارتکبتها قوات الاحتلال الصهیونی ضد الأهالی والمواطنین فی شمال قطاع غزة.
من جهته؛ فقد سارع رئیس السلطة الفلسطینیة محمود عباس، وعلى الفور، بإدانة العملیة الاستشهادیة الجرئیة التی نفذتها المقاومة الفلسطینیة فی مدینة القدس المحتلة، بینما شجب المحرقة الصهیونیة ضد أهالی قطاع غزة على استحیاء بعد مرور أکثر من 48 ساعة واستشهاد تسعین فلسطینیاً وإصابة عشرات المواطنین الفلسطینیین فی محافظة شمال قطاع غزة، والذی أصابهم العدوان الصهیونی.
وقال رئیس السلطة فی تصریح صحفی عاجل له، نشر على وکالة الأنباء الفلسطینیة الرسمیة إن "الرئیس محمود عباس، یدین الهجوم الذی وقع مساء الیوم (الخمیس)، على المدرسة الدینیة فی القدس الغربیة، وأکد إدانته لکافة العملیات التی تستهدف المدنیین".
ویذکر أن عباس کان فی مرات عدیدة قد وصف العملیات الاستشهادیة بأنها عملیات "حقیرة"، وأن منفذیها هم "مجرمون وحقیرون"، وهو ما أثار حفیظة أبناء الشعب الفلسطینی کون هذه العملیات تدافع عنهم وترد على العدوان والمجازر الصهیونیة التی ترتکب ضدهم.
وبعکس هذا الموقف؛ بارکت حرکة المقاومة الإسلامیة "حماس" العملیة الاستشهادیة التی وقعت فی مدینة القدس المحتلة، وقالت: "إن هذه العملیة البطولیة تأتی فی إطار الرد على جرائم الاحتلال الصهیونی المتواصلة بحق الشعب الفلسطینی، والتی کان آخرها ارتکاب هذا العدو المجرم المحرقة بحق أهالی ومواطنی قطاع غزة الصامد".
وقال أیمن طه، الناطق باسم الحرکة فی تصریح خاص أدلى به لـ "المرکز الفلسطینی للإعلام"، مساء الخمیس: "هذه العملیة هی رد طبیعی على مذابح ومجاز العدو الصهیونی بحق أبناء شعبنا الفلسطینی والتی کان آخرها فی شمال قطاع غزة، حیث قتل العشرات من الأطفال والنساء إلى جانب إعدام الکثیر من المواطنین بدم بارد"، وأضاف: "على العدو الصهیونی أن یدفع ثمن تلک الاعتداءات الغاشمة".
وشدد طه على أن هذه العملیة تأتی : "للتدلل على أن المقاومة الفلسطینیة موجودة وبکل قوة، فی الضفة الغربیة وبرغم التنسیق الأمنی بین قوات الاحتلال الصهیونی وبین أجهزة عباس الأمنیة فی الضفة الغربیة"، مضیفاً: "إن کل تلک الإجراءات التی تحاول أن تضرب المقاومة لن تثنی من عزیمة المقاومة وأن هذه المقاومة لقنت العدو الصهیونی درسا لن ینساه أبدا". وأکد طه قائلاً: "الانتفاضة لن تموت أبداً ولن تجتث أصولها من قلب شعبنا الفلسطینی الصامد".
وعلى صعید مشابه؛ أکد الدکتور سامی أبو زهری، الناطق باسم حرکة المقاومة الإسلامیة "حماس"، على أن العملیة الاستشهادیة فی مدینة القدس المحتلة، التی وقعت مساء أمس الخمیس (6/3)، هی "رد فعل طبیعی على المجزرة الصهیونیة التی ارتکبتها قوات الاحتلال الصهیونی"، وذکّر بأن المجزرة الصهیونیة ضد المدنیین والأطفال والنساء والشیوخ فی قطاع غزة أسفرت عن ارتقاء نحو مائة وثلاثین شهیداً وأکثر من 350 جریحاً، مؤکداً أیضاً أن هذه العملیة "هی رد على مجمل الاعتداءات الصهیونیة المتواصلة بحق الشعب الفلسطینی".
وشدد أبو زهری فی تصریح خاص أدلى به لـ "المرکز الفلسطینی للإعلام"، مساء الخمیس (6/3)، على أن هذه العملیة "تؤکد على استمرار مشوار المقاومة بکافة أشکالها وبما فی ذلک العملیات الاستشهادیة"، مضیفا: "إن هذه العملیة أیضاً تأتی لکی تثبت بشکل واضح فشل مسلسل التنسیق الأمنی الذی یحاول إجهاض مشروع المقاومة، وهو الذی تمارسه أجهزة عباس الأمنیة مع قوات الاحتلال الصهیونی فی الضفة الغربیة المحتلة".
وفور سماع نبأ العملیة الاستشهادیة فی مدینة القدس المحتلة فقد خرج الآلاف من المواطنین والأهالی مکبرین ومهللین فرحا بالعملیة الاستشهادیة "القویة والجریئة" التی أوقعت ما یزید عن ثمانیة قتلى صهاینة، فیما ذهب آخرون یوزعون الحلوى على بعضهم البعض ابتهاجا بالعملیة الاستشهادیة ذاتها.
وعجت المسیرات العارمة العفویة شوارع المدن والمخیمات والبلدات الفلسطینیة، حیث توجهت هذه المسیرات السعیدة إلى بیوت أهالی وذوی الشهداء الذین قتلتهم قوات الاحتلال الصهیونی فی المحرقة الصهیونیة لتهنئتهم بالعملیة والتأکید على أن دماء أبنائهم لا ولن تذهب هدار، کما بدأت مکبرات الصوت فی مساجد قطاع غزة بالتکبیر والتهلیل، فی إطار الاحتفال بالعملیة الاستشهادیة البطولیة.
وتبادل المواطنون الاتصالات عبر الهواتف الأرضیة والنقالة ابتهاجاً بالعملیة الاستشهادیة، وفیما انشغلت شبکة "الجوال"، اکتفى الکثیرون بتبادل رسائل التهانی والتبریکات بالعملیة البطولیة من خلال رسائل الـ ( sms ) والتی جاء فی أحد هذه الرسائل: "هاهی دماء الأطفال قتلتهم، وأنات الثکالى جندلتهم وبثبات الرجال ودعاء الرکّع جاء النصر".
ولابد من التذکیر أن هذه العملیة الاستشهادیة جاءت عقب المجازر والمذابح الصهیونیة بل والمحرقة التی ارتکبتها قوات الاحتلال الصهیونی ضد الأهالی والمواطنین فی محافظة شمال قطاع غزة، حیث استشهد خلال المحرقة إیاها قرابة 130 شهیدا وأصیب قرابة 350 مواطناً، وصفت الکثیر من الحالات بأنها بالغة الخطورة، کما أن معظمهم المستهدفین هم من النساء والأطفال.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS