الاربعاء 16 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

شهیدة أمریکیة توثق محرقة غزة

مع حلول الذکرى الخامسة لمقتلها بإحدى الجرافات الإسرائیلیة أثناء محاولتها منع قوات الاحتلال من تدمیر منزل فلسطینی فی قطاع غزة، تعتزم أسرة ناشطة السلام الأمریکیة راشیل کوری نشر مذکراتها الأسبوع المقبل.  وتروی هذه المذکرات کیف تحولت راشیل من مجرد طالبة صغیرة تعیش حیاة الرخاء فی مدینة أولمبیا بولایة واشنطن إلى صوت للضمیر الإنسانی وماتت "شهیدة فلسطینیة"، فی سبیل الدفاع عن الفلسطینیین وضحیة من آلاف الضحایا الذین یتساقطون حتى الیوم فی ذات المکان.

وقالت صحیفة "أوبزیرفر" البریطانیة الأحد 2-3-2008: إن مذکرات راشیل تضم کتابات بخط یدها ونسخًا مطبوعة من رسائل إلکترونیة وخطابات ورسومات خاصة بها تجسد جمیعها مأساة الفلسطینیین، والجرائم التی ترتکبها ضدهم قوات الاحتلال الإسرائیلی.

وتوثق تلک المذکرات للجرائم الإسرائیلیة ضد الفلسطینیین بعد الانتفاضة الثانیة والتی تشبه ما یدور فی غزة حالیًّا من "محرقة"، على حد وصف نائب وزیر الحرب الإسرائیلی ماتان فیلنای.

ولفتت الصحیفة إلى أن مذکرات راشیل التی تم جمعها وإعدادها تحت عنوان "دعنی أقف وحیدًا" ضمت آخر رسائلها التی بعثت بها قبل 4 أیام فقط من مقتلها فی 16-3-2003.

وفی إحدى الرسائل التی کتبتها قبل مقتلها قالت راشیل التی کانت تعیش وسط الفلسطینیین أثناء تواجدها فی الأراضی المحتلة "أحیانًا کنت أجلس لتناول وجبة العشاء مع الناس وأنا أدرک تمامًا أن الآلة العسکریة الإسرائیلیة الضخمة تحاصرنا، وتحاول قتل هؤلاء الفلسطینیین الذین أجلس معهم".

وقتلت راشیل التی کانت عضوة بالحرکة الدولیة للتضامن مع الشعب الفلسطینی عن 23 عامًا فی عام 2003، وهی تحاول منع جرافة إسرائیلیة من تدمیر منزل فلسطینی فی مخیم رفح للاجئین جنوبی قطاع غزة. وقال 6 من شهود العیان وقتها: إن سائقی الجرافة تعمدوا قتل راشیل التی کانت ترتدی "سترة" برتقالیة اللون.

وتحولت کوری بعد مقتلها إلى بطلة للانتفاضة الفلسطینیة و"شهیدة أمریکیة" ضد الاحتلال الإسرائیلی، بحسب الصحیفة البریطانیة.

ومن جهتها قالت سیندی والدة راشیل لـ"أوبزیرفر": بعد ساعة من مقتل راشیل أتذکر جیدًا ما قلته بشأن ضرورة إعلان کلماتها أمام الرأی العام.

وأضافت: "لم یکن أحد یتصور أن یصدر کتاب یرصد ما عایشته راشیل، ولکننا عزمنا على إصدار تلک المذکرات"، ولم توضح أسباب تأخر إصدارها لمدة 5 سنوات.

یشار إلى أن مقتل راشیل شجّع الممثل البریطانی الشهیر آلان ریکمان عام 2005 على إخراج مسرحیة "اسمی راشیل کوری" التی ترسم صورة شخصیة لراشیل من خلال رسائلها عبر البرید الإلکترونی ویومیاتها؛ للکشف عن کاتبة شاعریة تتدفق منها الأفکار وتنضح بالحیویة وروح الفکاهة. وقد تم عرض المسرحیة فی کثیر من دور العرض بمختلف أرجاء العالم.

وقامت الممثلة میجان دودز بدور راشیل وتلت فقرات من آخر رسائلها الإلکترونیة لأمها التی قالت فیها: "أعتقد أنها فکرة جیدة لنا جمیعًا أن نتخلى عن کل شیء، ونکرّس حیاتنا لوقف هذا الذی یحدث. لا أعتقد أنه تطرف أن نقوم بذلک".

ویتذکر کرایج والد راشیل عندما اتصل به الرئیس الفلسطینی الراحل یاسر عرفات عقب تلقیه نبأ وفاة ابنته، وقال له: "إنها لیست ابنتک فقط.. إنها أیضًا ابنة کل الفلسطینیین".

ویتذکر أیضًا عندما تذکر الکلمات التی کتبتها العائلات بقطاع غزة على جداریة لتخلید ذکراها والتی تقول: "راشیل مواطنة أمریکیة بدماء فلسطینیة".

"أصبحت ضحیة للانتفاضة وبطلة استطاعت أن تقف فی وجه الجیش الإسرائیلی.. وتخلیدًا لذکراها أطلق کثیر من الأمهات على موالیدها اسم (راشیل)"، بحسب کرایج.

وقضت راشیل آخر أیامها مع الفلسطینیین، وقبل أیام قلیلة من مقتلها قالت فی حدیث تلفزیونی: "أشعر بأنی شاهدة عیان على التدمیر المنهجی لقدرة الشعب الفلسطینی على الحیاة.. إنه أمر مرعب حقًّا".

ووصفت راشیل فی إحدى رسائلها جسد طفل فلسطینی وقد امتلأ برصاصات الاحتلال الإسرائیلی، وفی خطاب أرسلته لأمها قبیل موتها قالت راشیل: "یجب أن تتوقف هذه الجرائم.. أعتقد أنها فکرة جیدة أن نترک کل شیء ونکرس أرواحنا وحیاتنا لوقف الجرائم الإسرائیلیة".

وبعد مرور نحو 5 أعوام على مقتل راشیل لا تزال صورة المشهد الفلسطینی کما هی. ومنذ بدأت إسرائیل عملیة "الشتاء الساخن" المتواصلة الأربعاء 27-2-2008 بلغ إجمالی عدد الشهداء 116 شهیدًا بینهم 19 طفلاً و35 مقاومًا والباقی من المدنیین بینهم عدد من النساء.

م/ن/25


| رمز الموضوع: 132534







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)