الاربعاء 16 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

إسرائیل تستعد للحرب وواشنطن تدعمها

أعلن جیش الاحتلال الإسرائیلی حالة تأهب غیر مسبوقة فی المناطق الشمالیة المحاذیة لجنوب لبنان ، وذلک بالتزامن مع الحشد العسکری الأمریکی ببوارج "کول وأخواتها" قبالة السواحل اللبنانیة.

وأبلغت أجهزة الدفاع المدنی الإسرائیلیة السکان فی مناطق الشمال أن جمیع الملاجئ ستکون جاهزة لحرب فی العاشر من الشهر الحالی، ووزعت قائمة بأماکن هذه الملاجئ.

وکشفت مصادر مطلعة أن الحشد العسکری الأمریکی ببوارج "کول وأخواتها" قبالة السواحل اللبنانیة یحمل أکثر من احتمال تصب جمیعها فی اتجاة مخطط یجری ترتیبه للمنطقة إما ضد لبنان أو ضد سوریا أو ضد قطاع غزة ، ویتم ذلک بتنسیق أمریکی إسرائیلی وبمبارکة أوروبیة.

وقالت الوکالة الوطنیة اللبنانیة للإعلام الرسمیة إنه مع وصول کول تحرکت قوات إسرائیلیة فی محاذاة السیاج الحدودی على امتداد القطاع الشرقی فی جنوب لبنان، وأن وفدا من کبار الضباط فی جیش الاحتلال قام بجولة میدانیة فی المنطقة الممتدة من مستعمرة المطلة غربا حتى الطرف الجنوبی من جبل الشیخ شرقا، وأن عشرات الآلیات والمدرعات وناقلات الجند المدرعة شوهدت فی المنطقة.

وقالت صحیفة اماراتیة إن هناک سیناریوهات تعکس واقع التحرک الأمریکی على الأرض، وهی سیناریوهات هدفها دعم إسرائیل فی حالة اتخاذها قراراً باجتیاح غزة للقضاء على حرکة حماس، ویکون التواجد الأمریکی فی هذه الحالة لحمایة إسرائیل من احتمال تدخل حزب الله فی هذه الحالة.

أما السیناریو الآخر فهو عکسی، أی أن تقوم إسرائیل بعد أن تشغل الرأی العام فی غزة بالعدوان على لبنان ومهاجمة حزب الله بهدف کسر شوکته نهائیاً، فی ظل توفیر الولایات المتحدة الحمایة اللازمة للدولة العبریة ، ودلیل ذلک حرص الولایات المتحدة على إرسال أنظمة دفاعیة متطورة مضادة للصواریخ الصغیرة لا سیما تلک التی یصل مداها الى عمق اسرائیل وسبق لحزب الله ان استخدمها فی دفاعه خلال عدوان یولیو /تموز 2006 على لبنان.

ومن جانبه ، قال رئیس مجلس النواب اللبنانی نبیه بری فی حدیث لقناة "إیه ان بی " اللبنانیة ، إن وجود المدمرة الأمیریکیة "یو اس اس کول" فی البحر الأبیض المتوسط ،قبالة الشاطئ اللبنانی السوری، تهدیدًا حقیقیًا ولیس عرض عضلات ، بل إن هدفه صرف الأنظار عن "محرقة" ترتکب فی غزة وتوجیهها نحو لبنان.

وحسبما ذکرت جریدة "السفیر" اللبنانیة ربط بری بین زیارة وزیر الحرب الاسرائیلی ایهود باراک الى الولایات المتحدة وبین قرار ارسال المدمرة الأمریکیة، وتوقف عند اعلان الفرنسیین أنهم کانوا على علم، وقال "ان الهدف من هذه الخطوة هو ما یجری فی غزة وأن یتم ما یجری فیها من دون أن یتحرک أحد للمؤازرة وکذلک الخوف من المقاومة فی لبنان"، معتبرا الخطوة الأمریکیة بمثابة تهدید حقیقی ولیس مجرد عرض عضلات.

ویرى محللون إن حجم القوة التی تم ارسالها وتوقیت ارسالها ونوعیتها أیضاً تعکس توجهات لیست جدیدة على ادارة بوش،بمعنى الاستمرار فی سیاسة التعامل بقوة الردع العسکری.

وکانت مصادر فی واشنطن قد أکدت أن المدمرات الأمریکیة التی ستحرص على البقاء فی المیاه الاقلیمیة الدولیة أمام السواحل اللبنانیة وغیر بعیدة عن سواحل سوریا، لن تکون فی مرمى البصر بل على بعد یصل الى 3 کیلومترات، وهذه المدمرات مزودة بنظام "ایجاس" وهو نظام دفاعی مضاد له القدرة على اصطیاد الصواریخ طویلة المدى وأیضا قصیرة المدى، ومماثلة لتلک التی فی حوزة حزب الله، وهو ایضا ذات النظام الذی استخدمته الولایات المتحدة فی اسقاط قمر التجسس الاصطناعی فی الفضاء قبل حوالی الاسبوع.

وکانت الاوامر الامریکیة العسکریة قد صدرت للمدمرة کول والمدمرات المرافقة لها فی 19- 20 فبرایر/شباط الماضی أی قبل أکثر من عشر أیام، بالتوجه الى البحر المتوسط وبحر العرب من قاعدة نورفولک البحریة على الاطلسی التی تبعد حوالی 3 ساعات من العاصمة الامریکیة.

وهکذا تکون امام السواحل اللبنانیة المدمرة کول وهی حاملة للصواریخ (کروز) الموجهة، والتی صدرت لها الأوامر الثلاثاء الماضی بالتوجه من مالطا الى السواحل اللبنانیة، ومعها سفینتا تموین وقود اضافة الى سفینة إنزال برمائیة هجومیة هی السفینة "ناسو u.ss" ومعها 6 سفن مرافقة تحمل قوة قتالیة یبلغ عددها 2800 من جنود المارینز، وستکون لدى هذه القوة الامریکیة القدرة على حمل أعداد من الطائرات المقاتلة.

وإضافة لهذه القوة تم إرسال مدمرتین هما "روس" و"بالکلی" وبارجة "بحر الفلبین" وغواصة هجومیة تسیر بالطاقة النوویة (ألبانی).

 یذکر أنه سبق للولایات المتحدة أن تدخلت عسکریاً فی لبنان مرتین، الأولى العام 1958 لدعم الرئیس اللبنانی آنذاک کمیل شمعون، ثم العام 1982 حیث تم إنزال أمریکی آنذاک وتعرضت قاعدة عسکریة أمریکیة قرب مطار بیروت لعملیة انتحاریة أدت الى مصرع عشرات الجنود الأمریکیین.

کشفت مصادر مطلعة إن قرار ارسال کول قد اتخذ بالتنسیق مع حلفاء واشنطن فی المنطقة بصفة عامة وداخل لبنان ، دون تأکید" ما اذا المصادر رسمیة أو غیر رسمیة.

وأوضحت المصادر إن هذا التنسیق یؤکده قرار بعض البعثات الأجنبیة والعربیة، وخاصة الأمریکیة، بحظر سفر رعایاها الى لبنان، فضلا عن أن التوقیت جاء عشیة انجاز التقریر السادس للأمین العام للأمم المتحدة بان کی مون الذی أعرب فیه عن قلقه من تقاریر أفادت بأن "حزب الله" ینتهک بشکل خطیر حظر الأسلحة المنصوص علیه فی القرار ,1701 محملا الحکومتین السوریة والایرانیة مسؤولیة خاصة فی هذا المجال!.

وقد نفت الحکومة اللبنانیة رسمیا وجود سفن حربیة أجنبیة فی المیاه الإقلیمیة اللبنانیة، فی اشارة الى اعلان واشنطن رسمیا عن ارسال المدمرتین "یو.اس.اس. کول" و"یو.اس.اس.ناساو" وأربع سفن حربیة الى قبالة الشواطئ اللبنانیة.

و زعم رئیس الوزراء اللبنانی فؤاد السنیورة :"لیس فی المیاه الاقلیمیة اللبنانیة إلا سلاح البحریة اللبنانیة وقوات الطوارئ الدولیة، وقال "إننا لم نستدع أی بوارج حربیة من أی جهة کانت".

واللافت إنه عن سؤال المتحدث باسم مجلس الأمن القومی الأمریکی جوردون جوندرو عن موقف الرئیس السنیورة وعدم علمه بالخطوة الأمریکیة سارع للقول حرفیا وباللغة الانجلیزیة: "کلا، ما أرید أن أقول أنّ هناک مشاورات منتظمة مع رئیس الوزراء السنیورة وحکومته، کذلک مع حلفائنا فی المنطقة، کذلک فی أوروبا، حول الوضع فی لبنان".

وقد أعطى موقف جوردون اشارات أولیة بأن الأمریکیین تشاوروا مسبقا مع الحکومة اللبنانیة قبل ارسال بوارجهم، غیر أن المکتب الاعلامی لرئیس الحکومة تولى توضیح موقف المتحدث الأمیرکی وترجمة نصه الحرفی وتعمیمه وکذلک القول بالنیابة عن البیت الأبیض الأمیرکی إن ما نسب الى المسؤول الأمریکی "هو کلام غیر دقیق ولا اساس له من الصحة وجاء نتیجة ترجمة مغلوطة"!

ومن جانبه ، قال الزعیم الدرزی ولید جنبلاط :" ان معنویات قوى 14 آذار مرتفعة ولا تحتاج الى بوارج لرفعها، وإن کول لیست البارجة الوحیدة فی البحر الابیض المتوسط الملیء بکل أنواع البوارج. وتابع "اطمئنوا.. 14 آذار کانت موجودة وستبقى اقوى ببوارج او من دونها".

وعلى الجانب الأخر قال حسن فضل الله القیادی بحزب الله اللبنانی إن الخطوة الأمریکیة تصعد التوتر فی لبنان، وتهدد الاستقرار فیه، وانها تشکل تدخلا عسکریا بعد أن کان التدخل الأمریکی سیاسیا، ورأى أن واشنطن اعتمدت سیاسة إرسال البوارج لدعم من سماها جماعتها.

وأکد فضل الله أن حزب الله لا یخضع للتهدید والتهویل العسکری الذی تمارسه أمریکا لفرض هیمنتها ووصایتها على لبنان. واستهجنت قوى وفاعلیات لبنانیة وطنیة وإسلامیة واسعة الخطوة الأمریکیة، وطالبت الحکومة برد قوی علیها.

وقالت مصادر أوروبیة فی بیروت لـجریدة "الحیاة" إن الخطوة الأمریکیة لا تنم عن وجود توجه لدى واشنطن للقیام بأی عمل عسکری، بمقدار ما انها جاءت بعد التهدیدات التی أطلقت ضد المصالح الأمریکیة، على خلفیة تحمیل إدارة بوش مسؤولیة فی شأن اغتیال القیادی فی "حزب الله" عماد مغنیة.

وأضافت المصادر إن وجود المدمرة "کول"" ینطلق من تقدیر واشنطن انها فی حاجة الى تدبیر عسکری استعراضی یساهم فی ردع أی طرف یدرس القیام بعمل عسکری یترتب علیه تهدید للاستقرار فی المنطقة.

م/ن/25


| رمز الموضوع: 132518







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)