الاربعاء 16 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

انتصار ایرانی کبیر فی ملفها النووی

 *البرادعی یؤکد شفافیة البرنامج النووی الایرانی وتسویة القضایا الست العالقة

* دبلوماسیون: امریکا وبریطانیا وفرنسا یساورها القلق من تقریر البرادعی

* التقریر الاستخباراتی عن ایران کشف زیف المخابرات الأمریکیة

 فی المواجهة غیر العادلة فی الوکالة الدولیة للطاقة الذریة فی فیینا بین ایران من ناحیة وامریکا وحلفائها من ناحیة اخرى، حققت ایران نجاحاً قاطعاً فی المجال السیاسی والفنی.

وکما کان متوقعاً قدم محمد البرادعی مدیر عام الوکالة الدولیة للطاقة الذریة مساء أمس الجمعة تقریراً جدیداً حول القضایا المتبقیة بین ایران والوکالة الدولیة الى الاعضاء ال«۳۵» فی مجلس الحکام.

وأعلن محمد البرادعی فی هذا التقریر الذی یتألف من «۱۱» صفحة و «۵۸» فقرة، ان النشاط النووی الایرانی هو سلمی، وانه تمت إزالة کافة الشبهات والغموض حول الملف النووی الایرانی، استناداً لخطة العمل بین الطرفین.

وقد رأى المراقبون فی تقریر المدیر العام للوکالة الدولیة للطاقة الذریة انتصارا کبیرا لایران فی ملفها النووی، واحباطا لبعض الدول الغربیة وعلى رأسها الولایات المتحدة التی حاولت الکثیر للضغط على ایران فی مسیرتها النوویة.

وقد أکد المدیر العام للوکالة الدولیة للطاقة الذریة محمد البرادعی عصر أمس الجمعة، شفافیة البرنامج النووی الایرانی.

واشار البرادعی فی تقریره النهائی حول الملف النووی الایرانی الذی قدمه الى مجلس حکام الوکالة، الى ان الادعاءات حول صنع ایران لاسلحة نوویة لا اساس لها من الصحة.

وقال البرادعی انه حقق تقدما ملموسا فی حسم الأسئلة المعلقة الخاصة بالأنشطة النوویة الإیرانیة فی السابق.

وأکد تقریر المدیر العام للوکالة الدولیة للطاقة الذریة على تعاون ایران الشامل مع مفتشی الوکالة لانهاء الشکوک المتبقیة حول ملف ایران النووی.

وکان التقریر السابق الذی رفعه محمد البرادعی حول الملف النووی الایرانی لمجلس حکام الوکالة فی فیینا، فی ۱۵ تشرین الثانی / نوفمبر ،۲۰۰۷ قد أکد بان المعلومات التی قدمتها ایران بشأن اجهزة الطرد المرکزی «بی۱» و «بی۲» تتطابق مع ما توصلت الیه الوکالة.

وفی هذا التقریر تطابقت المعلومات التی قدمتها ایران بشأن الوضع الحاضر والماضی بشأن اجهزة الطرد المرکزی «بی۱» و «بی۲» مع ما توصلت الیه الوکالة.

واضاف التقریر السابق: بالطبع فان الوکالة ما زالت تواصل التطبیق بشأن ما توصلت الیه واکمال تحقیقاتها حول هذا الموضوع.

وتابع التقریر: سترکز الوکالة خلال الاسابیع المقبلة على محور النشاطات التی یمکن ان تکون لها اعراض بیئیة.

واشار البرادعی فی التقریر الى تأیید الوکالة بعدم انحراف البرنامج النووی المعلن من قبل ایران، واضاف: ان ایران قد وفرت مستلزمات الوکالة الدولیة فی هذا المجال فی الوصول والتحقق مما ترید.

واکد امین المجلس الاعلى للامن القومی الایرانی سعید جلیلی بعد اصدار تقریر البرادعی السابق بان تقریر البرادعی اشار الى الانتهاء من موضوع اجهزة الطرد المرکزی «بی۱» و «بی۲».

واضاف جلیلی: ان اعلان البرادعی بان اجوبة ایران فی هذا المجال تتطابق مع ما توصلت الیه الوکالة یعنی بان ملف هذا الموضوع قد ختم.

واوضح: ان هذا التقریر مؤشر الى ان الکثیر من نقاط الغموض التی طرحت بزعم انحراف البرنامج النووی الایرانی کانت خاطئة، وان الاسس المبنیة على ذلک قد انهارت ومن ضمنها رفع الملف النووی الایرانی الى مجلس الامن الدولی.

وأفاد الدبلوماسیون ان المضمون العام لتقریر البرادعی الجدید هو لصالح الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة ومؤشر على تعاون ایران المناسب مع الوکالة الدولیة للطاقة الذریة والذی سیؤدی الى غلق الموضوع بین ایران والوکالة.

والمواضیع التی تم حلها بین ایران والوکالة هی موضوع اختبارات البلوتونیوم وماضی برنامج أجهزة الطرد المرکزی «بی۱» و«بی۲» ووثیقة الیورانیوم المعدنی ومصدر التلوث فی احدى الجامعات الفنیة فی طهران والبلوتونیوم ۲۱۰ ومعدن کجین.

فی سیاق متصل، أعلن احد الدبلوماسیین الغربیین المقربین من الوکالة الدولیة للطاقة الذریة، ان امریکا وبریطانیا وفرنسا قلقون من ایجابیة تقریر المدیر العام للوکالة الدولیة للطاقة الذریة محمد البرادعی بخصوص ملف ایران النووی.

ویرى الخبراء ان معالجة المواضیع المتبقیة فی اطار برنامج العمل بین ایران والوکالة الدولیة یؤکد زیف ادعاءات الغرب حول سریة نشاطات ایران النوویة.

هذا وقد استبقت بریطانیا وفرنسا والمانیا تقریر البرادعی بتقدیم مشروع قرار جدید إلى مجلس الأمن الدولی لتشدید العقوبات على ایران.

وقال المندوب البریطانی فی المجلس جون سوورز: ان الهدف من مشروع القرار هو الضغط على طهران لوقف تخصیب الیورانیوم.

ورغم تأکید الوکالة الدولیة المستمر لسلمیة البرامج الایرانیة، تبجح المندوب الامریکی فی الامم المتحدة  قائلاً: ان فریقاً تابعاً للوکالة عام ۲۰۰۲ أعلن أن إیران تسعى بشکل سری لتطویر قدراتها النوویة وتخصیب الیورانیوم والتعامل مع الماء الثقیل!!

ولم یتوقف السفیر الأمریکی عند هذا الحد، بل واصل مزاعمه بأن إیران حتى الآن لم تتعاون مع الدکتور البرادعی وانها رفضت التوقیع على الملحق الإضافی للمعاهدة الدولیة ولم تقدم المعلومات المطلوبة منها.

و واصل السفیر الأمریکی تحامله على إیران رغم أن السؤال الذی وجّه إلیه یقول: أتذکر الآن فترة ما قبل الغزو الأمریکی للعراق الإصرار الأمریکی على وجود أسلحة دمار شامل لدى العراق وأثبتت الأیام أنکم کنتم على خطأ فهل یمکن أن تکونوا الآن تکررون نفس الخطأ مجددًا؟ أجاب: ان ایران وضع مختلف تماماً.

وتلقى السفیر الامریکی سؤالاً اعتراضیاً یقول: لکن تقریر وکالة المخابرات الأمریکیة اثبت أن إیران لا تسعى لتطویر قدراتها النوویة العسکریة، فأجاب بأن تقریر الـ«CAI » أثبت أن إیران قامت بالتخلص من بعض الأنشطة النوویة منذ أربع سنوات وهو یشیر بالفعل إلى نیات إیرانیة للسیر قدماً فی التسلح النووی وهو الأمر الذی یقلق أمریکا.

واعترف السفیر الأمریکی بأن الأمریکیین یعتقدون أن إیران لیس لدیها سلاحاً نوویاً الآن، لکنهم یعلمون أنهم یطورون قدراتهم للوصول إلى التکنولوجیا القادرة على صنع سلاح نووی وأنه لا یوجد لدى الأمریکان شک أن إیران وضعها مختلف عن العراق.

إلى ذلک، تتواصل حتى الآن التحلیلات والتفسیرات عن الأسباب الحقیقیة التی دفعت الإدارة الأمریکیة للکشف عن التقریر الاستخباراتی الذی أکد سلمیة برامج إیران النوویة.

ویبدو أن صدور التقریر فی الوقت الذی کان فیه الرئیس أحمدی نجاد بقطر، کان هدفاً أمریکیاً مقصوداً لتشویه صورة إیران أمام دول الخلیج الفارسی وتصویرها بأنها «نمر من ورق» لیس من مبرر لخطب وده أمنیاً أو اقتصادیاً، فی الوقت الذی رأى فیه البعض أن هذا التقریر کان حرکة تکتیکیة تنسجم مع تغیر أولویات الأجندة الأمریکیة.

وأکد البعض ان التقریر أعیدت صیاغته ثلاث مرات بناء على طلب نائب الرئیس الأمریکی دیک تشینی وأنه کان جاهزاً بشکل نهائی منذ خریف .۲۰۰۶

الأدهى من ذلک أن الإدارة الأمریکیة کانت على علم بفحوى هذا التقریر والأدلة الجدیدة التی جاء بها منذ تموز ،۲۰۰۳ لکنها تحدت تلک النتائج لأنها لا توافق هوى فی نفسها وادعت أنها محاولة للخداع من الجانب الإیرانی.

والتقریر الأمریکی الذی قصد به إحراج إیران أمام دول الخلیج الفارسی کشف عن خیبة أمل الأمریکان وفشل أجهزتهم الاستخباراتیة للوصول إلى الحقائق بعد أن أکد مرکز للمعلومات بواشنطن أن المعلومات التی حصلت علیها المخابرات الأمریکیة هو الاعتقاد الذی بنی على معلومات تم الحصول علیها من خلال «لاب توب» خاص بمهندس إیرانی حصلت علیه الولایات المتحدة عام ۲۰۰۴ وکان یحتوی على وثائق خطیرة تتضمن معلومات تفصیلیة عن برنامجین نووین إیرانیین أطلق علیهما من قبل الإیرانیین ۱۰۱ج» و۱۰۲.ج»

وأکدت بعض الآراء أن أمریکا ترید إجراء حوار مشترک مع إیران، والبعض الأخر رأى انه کان یهدف إلى صرف النظر عن القوة النوویة لإسرائیل عقب ما أثیر فی مؤتمر أنابولیس، لکن الدکتور محمد السعید المؤمن - الخبیر فی الشأن الإیرانی - اختلف مع کل التحلیلات السابقة، وأکد أن التقریر وقت تسریبه لم یکن فی اعتبار الدوائر الأمریکیة الاستخباراتیة بأن دول الخلیج الفارسی وإیران سوف تتفق على التعاون أو التقارب وأنه یمثل شکلاً من أشکال المهادنة المؤقتة مع إیران.

ویضیف الدکتور المؤمن قائلاً: انه یخالف الرأی القائل بأن هذا التقریر یشیر الى انفصال السیاسة الأمریکیة عن الإسرائیلیة، مؤکداً ان السیاسة الإسرائیلیة ستظل فی اتصال دائم وتصدیق على مواقف السیاسة الأمریکیة ولن تستطیع توجیه ضربة أحادیة لإیران.

وفی السیاق ذاته، اعتبر رئیس لجنة الامن القومی والسیاسة الخارجیة بمجلس الشورى الاسلامی اصدار مجلس الامن الدولی بضغط غربی قراراً جدیداً ضد ایران، أمر غیر مستبعد.

وقال علاء الدین بروجردی فی الملتقى الخامس لجبهة المفکرین الاحرار: ان الامریکیین یحاولون بأی ثمن کان اصدار قرار ثالث قبل تقریر البرادعی لان المناخ الذی سیوجد بعد هذا التقریر لن یسمح بالاجماع حول اصدار قرار جدید.

وأشار رئیس لجنة الأمن القومی والسیاسة الخارجیة بمجلس الشورى الاسلامی الى السیاسة النوویة للبلاد خلال الفترتین الماضیة والحالیة قائلاً: مع وجود التنازلات والتعلیق والمرونة فی الفترة الماضیة، فقد واجهنا رسالة من وزراء خارجیة الدول الاوروبیة تطالب بضرورة استمرار التعلیق، حتى انهم حددوا فترة ۱۰ سنوات لذلک.

ن/25

 

 

 

 


| رمز الموضوع: 132467







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)