مصریون : وجدنا شعبا لن یهزم
أجمع مصریون دخلوا قطاع غزة فی ظل حادث اقتحام الحدود المصریة الفلسطینیة منذ أسابیع على أن الفلسطینیین فی القطاع یتمتعون بمعنویات عالیة ویواجهون الحصار الإسرائیلی بشجاعة وصبر.
وأکد العائدون المصریون أنهم وجدوا وراء الحدود ترحابا وحفاوة من أبناء الشعب الفلسطینی، وأدلوا بشهاداتهم فی مؤتمر "فلسطین فی قلب مصر" الذی نظمته شبکة فلسطین للإعلام والدراسات بمقر نقابة الصحفیین.
وقالت الناشطة والباحثة فی الجامعة الأمیرکیة بالقاهرة دالیا صلاح للجزیرة نت إنها لمست "روحا معنویة عالیة" عند أبناء غزة ولم تجد لدیهم "انکسارا أو خذلانا".
وأوضحت أنها دهشت للإصرار والصمود والثبات عندهم وتعایشهم مع واقعهم المریر، وأکدت أنها شعرت بدفء فی معاملة الفلسطینیین للمصریین الذین دخلوا القطاع. وأضافت "لقد أصبحت على یقین بأن الشعب الفلسطینی سوف ینتصر فی معرکته ولن یهزم مهما قلت أدواته أو منع عنه الدعم".
أما مدیرة موقع التعریف بالإسلام فی موقع إسلام أون لاین مروة النجار، فقد عبرت عن دهشتها لما شهدته من فرحة لدى أبناء غزة للقائهم أشقاءهم المصریین.
وشککت النجار فی الروایات التی اتهمت الفلسطینیین بأنهم رشقوا المصریین بالحجارة أو رفعوا العلم الفلسطینی، وقالت للجزیرة نت إن بعض أفراد قوات الأمن المصری کانوا یعاملون الفلسطینیین بجفاء رغم التعلیمات العلیا لهم بترک الحدود مفتوحة.
وقالت رئیسة تحریر شبکة فلسطین للإعلام والدراسات زینات أبو شاویش للجزیرة نت إن أحداث معبر رفح "کشفت اللمسة الإنسانیة الرائعة لدى الشعب المصری وأکدت التحام الجسدین المصری والفلسطینی بعیدا عن أی رؤى سیاسیة قد تسعى لضرب هذه الوحدة".
وأکدت أن هذه الأحداث أثبتت أن شباب مصر لا یزال قادرا على فعل الکثیر، وأن أغلب من دخلوا من المصریین إلى غزة هم من الشباب الذین لا ینتمون إلى أی فصیل أو حزب سیاسی.
وقد قدم نخبة من المفکرین خلال المؤتمر اعتذارا للشعب الفلسطینی عن موقف الإعلام المصری الرسمی من أحداث معبر رفح الأخیرة.
وأکد المفکر المصری فهمی هویدی أن مصر فی مساندتها لغزة لم تکن تدافع عن الفلسطینیین بقدر ما کانت تدافع عن الأمن القومی المصری ذاته.
وقال هویدی إن "حصار غزة کان عربیا ولیس إسرائیلیا"، مشیرا إلى أن "هناک تواطؤا عربیا لإحکام الحصار على غزة".
وأضاف أن بعض الکتابات إبان الأزمة کانت "جارحة ومهینة" لیس فقط للشعب الفلسطینی، وإنما للوطنیة المصریة أیضا.
ووصف هویدی هذه الکتابات بأنها "لا تعبر عن ضمیر الشعب العربی ولا تحسب على الشعوب العربیة"، معتبرا أن الإعلام کان "یتصید أخطاء بعض الفلسطینیین".
وکشف هویدی عن أن ثمة إحصائیة موثقة لکن الأجهزة الرسمیة تسکت عنها، وهی أن 57 جندیا مصریا قتلوا على الحدود مع إسرائیل برصاص إسرائیلی فی السنوات الأربع الأخیرة.
وبدوره أبدى المفکر الفلسطینی عبد القادر یاسین دهشته لما أسماه "الغیرة المفتعلة والمزیفة إثر أنباء عن إصابة بعض الجنود المصریین بحجارة فتیة فلسطینیین، بینما لم ینزعج هؤلاء الکتاب لمقتل المصریین على الحدود برصاص إسرائیلی، وعذاب واستشهاد الفلسطینیین الذی تحول إلى مشهد من الحیاة الیومیة لکل أسرة".
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS