الاربعاء 16 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

إسرائیل تربط الیهود بدلاً عن تهجیرهم

کشفت صحیفة "هآرتس" الصهیونیة أن قادة الجالیات الیهودیة فی ألمانیا وبَّخوا رئیس وزراء الاحتلال إیهود أولمرت فی زیارته الأخیرة لبرلین؛ بسبب قراره بافتتاح مقرات فی عدة مدن ألمانیة لمنظمة "نتیف" التی تعمل على تهجیر الیهود بشکل سرّی، وتخضع لدیوان رئیس الوزراء الإسرائیلی.

وأشارت الصحیفة إلى أن قادة "الوکالة الیهودیة"، المعنیة بشکل رئیسی بتهجیر الیهود، طالبوا أولمرت بعدم تنفیذ القرار على اعتبار أنه لا یلیق بإسرائیل أن تقوم بمثل هذا العمل عبر منظمات سریة، إلى جانب رغبة الجالیة الیهودیة فی بقاء الیهود فی ألمانیا للحفاظ على تأثیرها على دوائر صنع القرار فی ألمانیا، وهو التوجه الذی بدأت الوکالة تعطیه الأولویة مؤخرًا فی ضوء صعوبة إقناع یهود الخارج بالهجرة إلى الدولة العبریة.

وتأسست منظمة "نتیف" فی الخمسینیات من القرن الماضی، وتخصصت فی العمل بشکل سرّی على جلب الیهود من الاتحاد السوفییتی الذی کان قد فرض فی ذلک الوقت قیودًا مشددة على هجرة الیهود من أراضیه لإسرائیل. وبخلاف منظمة "نتیف"، فإن الوکالة الیهودیة تعمل بشکل علنی على تهجیر الیهود، لکن بالتعاون مع الحکومات التی یتواجد فیها الیهود، وتأسست الوکالة الیهودیة قبل إقامة (إسرائیل).

من ناحیتها، وجهت الوکالة الیهودیة تعلیمات جدیدة لممثلیاتها فی الدول التی کانت تشکل الاتحاد السوفییتی بالتوقف عن محاولة إقناع الیهود هناک بالهجرة لإسرائیل، والاکتفاء بتعزیز ارتباط الجالیات الیهودیة هناک بدولة الاحتلال الإسرائیلی.

ونقلت صحیفة "هآرتس" عن رئیس إحدى بعثات الوکالة الیهودیة فی إحدى هذه الدول قوله: إن التعلیمات الصادرة له من رئاسة الوکالة الیهودیة تشدد على "وجوب إعطاء مزید من الاهتمام بتعزیز روابط الجالیات الیهودیة بـ(إسرائیل)، أکثر من الجهود المبذولة لإقناعهم بالهجرة".

ونقلت الصحیفة عن زئیف بیالسکی رئیس الوکالة الیهودیة قوله خلال مؤتمر عقد الأسبوع الماضی أمام مؤتمر لرؤساء بعثات الوکالة الیهودیة فی "کییف" عاصمة أوکرانیا: "یجب التسلیم بأنه أصبح من الصعوبة علینا العمل على إقناع الیهود بالهجرة إلى إسرائیل مقارنة مع الأزمان الماضیة؛ لذا علینا أن نستبدل بهذا الجهد العمل على تعزیز العلاقات بین الجالیات الیهودیة وبین (إسرائیل)".

وأضاف "یا لیتنا کانت لدینا القدرة على جلب مئات الآلاف من الیهود إلى إسرائیل، لکننا ببساطة غیر قادرین على ذلک؛ لذا علینا أن نتعود على عدد المهاجرین القلیل الذی یوافق على الهجرة، دون أن یتسلل الیأس والإحباط إلى نفوسنا جراء ذلک".

وأشار إلى أنه على الرغم من أن "الوکالة الیهودیة ما زالت ترى فی تهجیر الیهود إلى إسرائیل مهمتها الرئیسیة، فإن واقع الجالیات الیهودیة یؤکد أن القدرة على إقناع أبنائها بالهجرة لإسرائیل آخذ بالتناقص مع مرور الوقت؛ لذا علینا أن نهتم بأمور أخرى".

وأشارت الصحیفة إلى أن "أقوال بیالسکی أثارت الإحباط فی نفوس رؤساء البعثات المخضرمین، فی حین أنها قوبلت بتفهم لدى رؤساء البعثات من صغار السن".

ونقلت الصحیفة عن أحد هؤلاء قوله: "إننی أفهم أن مهمتنا لم تَعُد تترکز على جلب الیهود لإسرائیل، بل جلب إسرائیل للیهود"، بمعنى تعزیز الرابط الشعوری والعاطفی بین الیهود وإسرائیل.

کما نقلت الصحیفة عن رؤفین غرینبیرغ مسئول التثقیف فی بعثة الوکالة الیهودیة فی مدینة "دنیبروتروبسک"، فی أوکرانیا قوله: "الوکالة الیهودیة لا تعرف ببساطة ما ترید؛ وهی غیر قادرة على تحدید هدف لوجودها".

وأشار غرینبیرغ کذلک إلى تراجع الشعور بالتضامن مع إسرائیل فی أوساط الجالیات الیهودیة فی أرجاء الدول التی کانت تشکل الاتحاد السوفییتی، قائلاً: "إنه فی بعض المخیمات الصیفیة التی تنظمها الجالیات الیهودیة لا یتم رفع العلم الإسرائیلی"؛ وبسبب هذه الروح، فإن بعض بعثات الوکالة الیهودیة تتردد قبل دعوة الیهود للهجرة إلى إسرائیل.

وحسب بیالسکی فإن معظم موارد الوکالة الیهودیة ستوجه من الآن فصاعدًا للجانب الثقافی وتعزیز الروابط الروحیة بین إسرائیل والیهود ولیس لجهد الهجرة.

ووفقا لهآرتس فإن 80% من موارد الوکالة کانت فی الماضی مخصصة للأنشطة المتعلقة بالهجرة إلى (إسرائیل)، فی حین کان 20% فقط مخصصًا للأنشطة الثقافیة.

ونقلت "هآرتس" عن رئیس دائرة التثقیف فی الوکالة الیهودیة ألو هوفمان أنه حسب المعاییر الجدیدة للوکالة الیهودیة، فإن "الترکیز على الثقافة الیهودیة یسبق أنشطة الهجرة؛ لأن هذه أفضل الطرق لربط الیهود بدولة (إسرائیل)".

وسبق أن تعهد إیهود أولمرت فی أکتوبر الماضی بحوافز مادیة مغریة ومعیشیة أفضل؛ لتشجیع یهود العالم على الهجرة إلى (إسرائیل)، إلا أن دعوته ووجهت بانتقادات حادة من قادة یهود فی الغرب طالبوه بالتخلی عن هذا الهدف؛ لعدة أسباب فی مقدمتها انعدام الأمن فی دولة الاحتلال.

وجاء تعهد أولمرت تعبیرًا عن الهاجس الذی تعیش فیه دولة الاحتلال الإسرائیلی من اختلال دیمغرافی فی غضون العقود القادمة بین السکان الیهود والعرب، فی ظل تراجع نسبة الموالید الیهود إلى 1.2% سنویًّا، مقابل 3.94% بین الفلسطینیین، بحسب المراقبین.

وتعتمد دولة الاحتلال فی تعویض هذا النقص على المهاجرین الیهود الجدد، إلا أنه طبقًا للإحصاءات الصادرة عن وزارة الهجرة فإن معدل المهاجرین وصل فی 2007 لأدنى مستویاته منذ العام 1988، مسجلاً ما یقرب من 16 ألف مهاجر فقط مقارنة بـ19.624 فی العام السابق.

وبحسب معطیات تقریر لمعهد تخطیط الشعب الیهودی فإن عدد الیهود الذین یعیشون فی العالم ودولة الاحتلال یبلغ حالیًّا 13.1 ملیون یهودی، منهم 5.4 ملایین فی دولة الاحتلال، و7.7 ملایین فی باقی أنحاء العالم.

م/ن/25


| رمز الموضوع: 132447







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)