معلمون: قطع رواتبنا " جنون یتزاید ولا یطاق "

حکومة رام الله تصل إلى مرحلة "لا تطاق" فی ملاحقتها لأرزاق الموظفین وقطع رواتبهم وخاصة المعلمین، وأعداد المقطوعة رواتبهم فی تزاید بشکل خطیر، ونقابة المعلمین تحذر من مخاطرها على التعلیم..   

انتهى الأمر بالمعلمة الأرملة سهیر الهمص التی عانت من ویلات الاحتلال الاسرائیلى الذی لاحقها هی وأبناءها سنوات باتخاذ بیتها جدارا للتدریب على القنص ومن ثم هدمه لیشردها وأبناءها إلى مکان آخر والآن ینتهی بها الأمر إلى ملاحقتها فی رزقها بقطع راتبها من حکومة سلام فیاض فی رام الله.

"لقد کانت صدمة کبیرة، کنت أجلس أنا وأبنائی قبل شهر نتشاور کیف نقضى عطلة منتصف العام، وبینما نتحدث وأبنائی تغمرهم الفرحة بأنهم سیتنفسون هواء الراحة، وإذا بمکالمة تخبرنی بأن راتبی قطع، ومن یومها کسرت نفوس أبنائی وقضینا العطلة نشکو إلى الله أن یحمینا من مصاب أجل". هکذا تقول المعلمة الهمص.

وکانت حکومة رام الله شرعت بقطع رواتب آلاف الموظفین العاملین فی قطاعات ومؤسسات مختلفة فی قطاع غزة لاسیما قطاع التعلیم والصحة کان أخرها قطع راتب أکثر من 700 معلم الشهر الحالی.

المعلمة الهمص اعتبرت قطع راتبها أکبر صدمة من هدم الاحتلال لبیتها ووفاة زوجها، وقالت :" ملاحقة الاحتلال لی وتشردی وأبنائی الأربعة أمر اعتبره طبیعیا لأنه العدو ولا ننتظر منه إلا هذا أو أکثر، وموت زوجی ویتم أبنائی قدر ونحن نؤمن بالله، ولکن أن ألاحق فی رزقی أخیرا فهذا أمرا لایتصوره بشر".

وتابعت " لکن هذا لن یثنینى عن رسالتی وواجبی تجاه الطلبة وأبناء الشعب، وسنستمر فی تحیید المؤسسات التعلیمیة عن الأحزاب، وهذا ما وقعناه وکافة المعلمین واعتبرناه عهدا وسنتمسک به".

حمدی أبو لیلى أمین سر نقابة المعلمین، أکد أن حکومة فیاض فی رام الله وصلت إلى مرحلة فی قطعها لرواتب الموظفین "لا تطاق" وأنها توجد شرخا کبیرا فی الصف الوطنی من خلال التقاریر الکیدیة التی یرسلها أشخاص بأوامر من حکومة رام الله.

وقال أبو لیلى فی حدیث للشبکة الإعلامیة الفلسطینیة "أصبحت الرواتب تقطع وبشکل جنونی وقد تزایدت أعداد المقطوعة رواتبهم لهذا الشهر وحده إلى أکثر من 700 موظف أغلبهم من المعلمین، بینما قطعت رام الله راتب أکثر من 450 موظف.

وتابع "الرئیس عباس یتحمل تبعات هذه الخطوة على قطاع التعلیم والمعلمین والطلبة والمرحلة أصبحت فی غایة الخطورة والمئات کل یوم تقطع رواتبهم وهم ممن لیس لهم أى علاقة بأی حزب".

المعلم بسام أبو شمالة الذی قطع راتبه أیضا هذا الشهر، لم یتمنى شیئا إلا أن یکون أخر المقطوعة رواتبهم وأخر من یلاحق فی رزقه من حکومة رام الله .

قال أبو شمالة بثقة :" لم أکن أتوقع أن یقطع راتبی أنا بالذات أبدا وفوجئت بأنه قطع هذا الشهر ولن أطالب أحدا بأن یأتی لى به لأنه حق یجب أن یأتینی دون أن أطالب به أحدان لکننى سأتحمل وسأبقى على طریقی لأننی لم أفعل ما یغضب الله وأدعو الله أن یهدی حکومة رام الله لأنهم أصبحوا یتدخلون فی أرزاق الله للناس".

رأفت جبر الناطق باسم نقابة المعلمین فی قطاع غزة، حذر من تصاعد إجراءات حکومة رام الله ضد المعلمین فی قطاع غزة وتبعاتها على المسیرة التعلیمیة وعلاقة المعلمین داخل المؤسسات التعلیمیة.

وقال جبر :" إن ما تشهده قضیة الرواتب من تصاعد غیر مسبوق فی قطعها للرواتب أثر وبشکل خطیر على المسرة التعلیمیة وهو محاولة صریحة لتخریب التعلیم وقد أصبح المعلم المقطوع راتبه کالمنبوذ والمعلمین أصبحوا یتخوفون من أن یحتکوا بهم خوفا أن تقطع رواتبهم".

وشدد جبر على أن "النقابة ستقوم بإجراءات تصعیدیة ضد قرارات حکومة رام الله وأنه ستکون هناک اعتصامات ومؤتمرات صحفیة ومسیرة حاشدة فی الأیام القادمة لکافة الموظفین الذین قطعت رواتبهم"

ونوه إلى أن هذه الخطوات قررتها النقابة بعد تجاهل الرئیس محمود عباس وحکومة رام الله لکافة الاحتجاجات والطلبات التی کررت النقابة رفعها إلیهم دون أى جدوة أو حتى تصریح.

م/ ن/25