مؤتمر شعبی لمواجهة الحصار
أکد الدکتور محمود الزهار وزیر الخارجیة الأسبق والقیادی البارز فی حرکة المقاومة الإسلامیة "حماس" أن الأرض الفلسطینیة لیست للمساومة أو البیع، مشدداً على أن "حق العودة لا یملک أحد أن یتنازل عنه".
وجدد فی کلمة له أمام المؤتمر الشعبی الذی نظمه مرکز فلسطین للدراسات والبحوث مساء السبت (26/1) فی قاعة مرکز رشاد الشوا الثقافی بمدینة غزة والذی جاء تحت عنوان "جمیعاً فی مواجهة الحصار"، قبول حرکته بالدعوة التی وجهها الرئیس المصری حسنی مبارک لبدء حوار جدی مع حرکة فتح.
وقال الزهار: "إن حرکة "حماس" ستذهب بکل النوایا الحسنة، وستذهب بکل الحرص، کما ذهبت سابقاً للحوار مع حرکة فتح".
وتوجه الزهار بالشکر إلى علماء المسلمین والوطنیین والذین وقفوا مع الشعب الفلسطینی وقفة صمود وتحدی، مطالباً مجلس الجامعة العربیة الذی سیعقد غداً الأحد أن یتخذوا قراراً جدیاً بفک الحصار عن الشعب الفلسطینی.
بدوره؛ أکد الدکتور محمد الهندی القیادی فی حرکة الجهاد الإسلامی أن الحصار المفروض على الأراضی الفلسطینیة سیاسة مستمرة ومتصاعدة تحاول سلطات الاحتلال من خلاله استغلال حالة الانقسام الفلسطینی والضعف العربی الإسلامی، بهدف "تصفیة روح المقاومة والجهاد لدى شعبنا وامتنا".
وقال الهندی: "إن سیاسة الحصار تصاعدت مؤخراً للحفاظ على حالة الانقسام الفلسطینی الداخلی واستمرار الضغط على الطرفین بطرق مختلفة"، مؤکداً أن الحصار "تحوّل إلى سیاسة عقاب جماعی یطال المرضى والطلاب والحجاج والتجار وکل فئات المجتمع وأیضاً حصار مالی یهدف إلى تجویع غزة وعزلها وتحویلها إلى سجن کبیر عقاباً لها".
وأوضح أن دولة الاحتلال لم تخرج من غزة بل هی تخنق سکانها وتتحکم بمفاصل حیاتهم، وتابع یقول: "نحن لا نحتاج وقودهم ولکنهم یمنعوننا من استغلال واستخراج الغاز من بحر غزة، نحن لا نحتاج مستشفیاتهم، لکنهم یمنعون الدواء عن مرضانا ویمنعون خروجهم إلى المستشفیات العربیة ولا یترکون أمامهم إلا الموت، حتى تصل غزة إلى حافة الجوع فی رسالة تقول لا فائدة لکم من المقاومة لا فائدة من الصمود علیکم بالاستسلام".
واعتبر قیادی الجهاد الإسلامی أن الغطاء والدعم الأمریکی الأعمى لسیاسة الحصار والعقاب الجماعی والذی تمثل فی إعلان الرئیس الأمریکی جورج بوش أثناء زیارته للمنطقة عن تفهمه لخطوات الکیان الصهیونی ضد غزة "یؤکد من جدید أن الإدارة الأمریکیة جزء أساسی من الحصار والعدوان على شعبنا کما أن الصمت العربی الرسمی المریب یساعد الاحتلال على التمادی ویحول سیاسة الحصار والعقاب الجماعی إلى حالة مستمرة ومقبولة".
وأکد الهندی أن "شعبنا الفلسطینی لن یرکع ولن یستسلم وهو تجاوز محطات کثیرة صعبة وخرج منها أکثر قوة وتصمیماً على مواصلة درب الجهاد والمقاومة"، داعیاً الأطراف الفلسطینیة إلى التوقف أمام سیل الدم الفلسطینی والموت والحصار و بدء حوار فلسطینی داخلی فوراً.
وفی کلمة له خلال المؤتمر الذی شارک فیه قادة کبار من حرکات المقاومة الفلسطینیة وأکادیمیین ووجهاء ومسیحیین بالإضافة إلى مشارکة حزب "العمل" المصری، أکد محمد السخاوی عن حزب العمل المصری الذی استطاع أن یحضر وفد منه المؤتمر أکد أن "الشباب العربی والأمة العربیة والإسلامیة لا تعترف بالتجزئة وأنها تربت على أن أمتنا أمة واحدة".
وأضاف السخاوی أن شعب مصر کباقی الشعوب العربیة یؤمن أن الحدود بین الدول هی حدود مصطنعة وهی حدود "سایس بیکو"، مضیفاً أن کل الشعوب العربیة لها دولتها الواحدة وهی لا تؤمن بهذه الحدود وتؤمن أن أمتها هی قلب العالم الإسلامی.
کما شدد العضو فی حزب العمل المصری أن الشعوب العربیة لا تؤمن بالمقایضة، کما أنها لا ترضى بمقایضة فلسطین 48 بفلسطین 67، متسائلاً "کیف نقایض أرضاً عربیة بأرض عربیة".
وتابع یقول: "لا یمکن أن نقایض مستوطنات، ونحن نؤمن بأن فلسطین إسلامیة عربیة، لا یملک أی أحد أو حزب أن یتنازل عنها"، موضحاً أن هناک "طریقان لا ثالث لهما وهی الطریق الأمریکیة الصهیونیة وطریق رفض المقایضة والتجزئة التی یرفضها کل مواطن عربی شریف".
من جانبه؛ وجه النائب جمال الخضری رئیس اللجنة الشعبیة لمواجهة الحصار الشکر والتقدیر للجماهیر العربیة والإسلامیة والجالیات العربیة والنشطاء الدولیین فی المجتمع الدولی على وقفتهم المبارکة والفعالیات التی نظموها ولا زالت مستمر لکسر الحصار عن قطاع غزة الذی لازال محاصراًَ.
وأکد الخضری أن الانفراج الجزئی من خلال تدفق المواطنین إلى الأراضی المصریة "لا یمثل أی حلقة من حلقات کسر الحصار النهائی وإنما انفراج جزئی للأزمة القائمة"، مضیفاً أن حلقات الحصار "ستکسر عندما یسمح لتنقل الأفراد والبضائع والتجارة وعندما تفتح المصانع والمعابر ویعود العمال إلى عملهم وتعاد مشاریع البناء المعطلة لإیواء المئات من أبناء شعبنا الفلسطینی الذین هدمت منازلهم بفعل العدوان الإسرائیلی".
وقال: "نحن نقول إن الحصار والمعاناة لا زالت مستمرة، وأن 1500 حالة مرضیة لازالت بحاجة للعلاج فی الخارج، وأن مئات العالقین فی غزة من الطلاب وأصحاب الإقامات یریدون أن یلتحقوا بجامعاتهم وأعمالهم"، مشیراً إلى أن سلطات الاحتلال "لا زالت تحتجز المئات من البضائع".
وفی مداخلة قصیرة لمحمد البابا من لجان المقاومة الشعبیة أکد أن المقاومة الفلسطینیة ستستمر فی ضرب الاحتلال الصهیونی، وأنها لن ترضخ لسیاسات الحصار، مذکراً الحاضرین بتجربة دحر الاحتلال عن القطاع بفعل ضربات المقاومة.
وفی ختام المؤتمر توجه المشارکون بالشکر إلى علماء الأمة وإلى الجماهیر العربیة التی خرجت من المحیط إلى الخلیج والتی أثبتت أن حرکة الجماهیر أکبر من کل المؤتمرات والتوصیات الرسمیة البائدة لرفع کل أشکال الحصار والمعاناة.
ودان المؤتمرون الصمت الدولی والاعتراضات الخجولة والانحیاز الأعمى للکیان الصهیونی، مؤکدین أن مجلس الأمن "الذی فشل فی إدانة الحصار والتجویع والقتل البطیء لشعبنا وکل أشکال العقاب الجماعی یؤکد من جدید أنه أداة تستخدمها الإدارة الأمریکیة ومن وراءها الکیان الصهیونی فی قمع حریة الشعوب وحقوقها خاصة حق شعبنا الفلسطینی فی الحریة والاستقلال".
ودعوا الأطراف الفلسطینیة الرئاسة فی رام الله والحکومة فی غزة إلى الاتفاق مع مصر حول سیاسة إعادة تشغیل معبر رفح والمعابر الأخرى دون تدخلات أجنیة حتى لا یتکرر التجویع والانفجار.
وطالبوا "فتح" و"حماس" لوقف کافة أشکال الحملات الإعلامیة والإفراج عن المعتقلین السیاسیین ووقف کل أنواع الملاحقات والبدء فوراً فی حوار وطنی حقیقی یعید السیاسات والأولویات إلى سیاقها الصحیح.
کما طالبوا السلطة الفلسطینیة إلى إلغاء اتفاق باریس الاقتصادی الذی جعل لقمة العیش وقطرة الماء وحبة الدواء والغاز والوقود والکهرباء وغیرها من الاحتیاجات الحیویة مرتبط بإرادة الاحتلال واقتصاده.
وفی ختام توصیاتهم توجه المؤتمرون بالتحیة إلى الشعب الفلسطینی "المرابط على أرض الرباط فی الضفة وغزة وفلسطین المحتلة عام 48 وفی الشتات"، مؤکدین أن برنامج المقاومة "لیس خاضعاً للمساومة أو التجویع والحصار".
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS