وکالة قدسنا فی جولة إلى معبر رفح
وکالة قدسنا فی جولة إلى معبر رفح :المواطنون یهبون بصورة عفویة لهدم الحدود من أجل کسر الحصار والتسوق.
الحدود الفلسطینیة- المصریة: تغطیة خاصة وکالة قدسنا للأنباء
الحیاة فی قطاع غزة لها أوجه متعددة ، فلکل فرد توجهه السیاسی الخاص به ، ولکن هناک إجماع على شیء واحد ألا وهو رفع الحصار المفروض عن الشعب الفلسطینی ، هذا الحصار الظالم الذی أضر بکل مقومات الحیاة الطبیة ، المعیشیة ، الاقتصادیة ، وغیرها ، فی هذا التقریر نرصد جولة قمنا بها ، بعد أن هبت الجماهیر الفلسطینیة وفتحت معبر رفح مع جمهوریة مصر العربیة ".
الساعة الرابعة فجرا من یوم الأربعاء 23-1- 2008، تلقیت رسالة تفید بالتالی" مسلحون یفجرون الجدار مع مصر " ، وبعدها بقلیل رسالة أخری تفید " مواطنون یتدفقون إلى الأراضی المصریة " ، الفضول الصحفی القاتل دفعنی للاتصال بالعدید من المصادر المقربة ، هذه المصادر أکد لقدسنا " ان سبب القیام بذلک هو من اجل رفع الحصار الظالم عن شعبنا وانه لا هدف سیاسی من وراء ذلک ".
بعد صلاة الفجر مباشرة توالت الأخبار والاتصالات من کل حد وصوب ، وخرج الأمر عن حده المألوف ، اتصلت بأحد الأصدقاء المقیمین بالقرب من الحدود وطلبت منه صورة لما یحدث قال " الوضع هنا لیس عادی الآلاف من المواطنین یقتحمون الحدود مع مصر ویعبرون ، والکل یحمل بیده حقائب ویعبر بوابة صلاح الدین وان هناک أناس من العالقین عبروا إلى رفح ، هنا انقطع الاتصال مع الصدیق ".
جهزت نفسی وأردت الذهاب لتغطیة هذا الحدث الهام ، ولکن بقت المشکلة فی شیء واحد ألا وهو السیارة ، فمکثت أکثر من ساعة أنتظر سیارة ،لکن لا جدوی وکأن السیارات تبخرت من مدینة غزة ، فاتصلت على مکاتب تأجیر السیارات وطلبت سیارة لرفح فضحک صاحب المکتب وقال " أجرة الراکب 20 شیکل وأجرة الطلب 100 شیکل ، فسألته عن السبب فقال، الحدود فتحت ولا یوجد سیارات وکذلک البنزین والسولار ارتفع بسبب شحه والکمیة الموجودة لا تکفی ".
شکرت صاحب المکتب ولم أوافق على هذا الجشع والطمع الذی حدث بین عشیة وضحاها ، لحظات قلیلة واتصل صدیق صحفی وقال بأنه یرید الذهاب للمعبر، وطلب منى الذهاب معه، فأخبرته بما حدث ، فحضر بسیارته وانطلقنا من الساحة موقف سیارات غزة إلى معبر رفح ، لکن ماذا عن المشاهد فی الطریق ؟ هذا سؤال مهم لقارئ " وکالة قدسنا للأنباء" العزیز ، موقف الساحة هو تجمع لکافة السیارات من أرجاء القطاع ، وفی الیوم العادی تجد المئات من سیارات الأجرة والکل ینادی على الرکاب، لکن ما حدث فلا توجد سیارات ، فقط مواطنون یتمنون سیارة لتقلهم".
توقفنا وحملنا معنا 3 أشخاص واخبرونا بأنهم ذاهبون لمعبر رفح، قلنا لهم طریقنا ، عرفتهم بأننا صحفیون ، وسألتهم لماذا یریدون الذهاب فقال " خلیل 24 عام وهو طالب جامعی کما عرف نفسه : " یرید الذهاب لشراء السجائر ، وکذلک الفسحة ، لأنه مل حیاة الحصار ".
أما زمیله حسن 24 عاما فقال :" أرید الذهاب من اجل شراء بعض الحاجیات الضروریة للبیت " ، بینما قال عبد الله 20 عاما وهو شقیق حسن " بأنه ذاهب مع شقیقة ".
وخلال الطریق کانت الشوارع خالیة من حرکة المرکبات إلا القلیل منها، وتشاهد أناس یسیرون ، وآخرون یأشرون لک للتوقف ، ساعة واحد أخذت معنا الطریق حینما وصلنا " دوار العودة بمحافظة رفح ".
ما شهدناه هالنا حقا ، الآلاف من المواطنین على مرمی البصر، فالمسافة من دوار مسجد العودة وحتى بوابة صلاح الدین کیلو ونصف ، تلک بشر ، کذلک حرکة الباعة ، منذ الحصار لم نشاهد المنتجات المصریة تدخل أما ونحن هناک فحدث ولا حرج کل شیء تجده ، الاجبان ، الملابس ، مواد البناء ، جلونات من السولار والمحروقات ، المواشی ، لقد رأینا الابتسامة حقا على وجوه المواطنین ".
هنا یجب أن نتوقف ونقطع المسافة سیرا، لأنه لم یعد مجال للمضی قدما بالسیارة ، التاجر محمد أبو شعر صاحب بقاله قال لنا : " هذه البضاعة من مصر ، اشتریناها بأسعار قلیلة ، لکن احتمال ان ترتفع هذه الأسعار إذا استمر تدفق المواطنین ، وعن أکثر شیء علیه شراء قال" الاجبان ، والشیکولاته وکذلک حلیب الأطفال".
وصلنا بلدیة رفح فرأینا بعض التجار المصریین من الشیخ زوید ، وهم یعرضون العدید من المنتجات وخاصة الملابس ومستحضرات التجمیل فقال أحدهم :" نحن حضرنا هنا من اجل البیع والشراء ، وتخفیف المعاناة عن أهلنا فی غزة ، ویا رب ینتصروا على إسرائیل ".
من المشاهد التی رأینها أیضا العدید من المواطنین وهم یحملون " أکیاس الإسمنت" مواد البناء ، وکذلک من یقوم بشراء المواشی ، ورأینا آخرون وهم یعملون على هدم ما تبقی من الجدار على الحدود، هذا ما رأیناه خلال جولة قصیرة إلى الحدود مع جمهوریة مصر العربیة".
الأحادیث کلها متشابه ، فحرکة النشاط الاقتصادی المحمومة و التی عمت مدینة رفح ومنها إلى باق محافظات غزة ، أحدثت نقلة اقتصادیة فی حیاة المواطنین حیث دخل وفق الخبراء السیاسیین الفلسطینیین أکثر من 400 ألف مواطن دخلوا یوم الأربعاء فقط".
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS