صمت یخیم على العواصم العربیة
ویقول محللون سیاسیون إن العواصم العربیة تتهیب الکلام فى هذه اللحظات الحاسمة خوفا من إغضاب الرئیس بوش الذى زار المنطقة وأعطى الضوء الأخضر للهجوم على غزة.
ویقول هؤلاء المحللون إن بوش حصل على ضمانات من العواصم التى زارها بأن تلتزم "ضبط النفس" تجاه العدوان الإسرائیلى على غزة إلى أن تحقق إسرائیل أهدافها فى تصفیة المسؤولین عن إنتاج الصواریخ وتطویرها من مختلف الفصائل وبالذات حماس.
وتسود أجواء من الغضب والإحساس بالقهر جانبا کبیرا من الشارع العربى الذى یردد فى السر والعلن "أیها القادة العرب.. أغضبوا ولو مرة واحدة".
الصوت العربى الوحید الذى خرق سیاج الصمت هو الأمین العام لجامعة الدول العربیة عمرو موسى الذى أدان إغلاق إسرائیل قطاع غزة والغارات التى تشنها قواتها علیه.
وأفاد بیان صادر عن الأمانة العامة لجامعة الدول العربیة، أن موسى "أدان بشدة ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائیلى من قتل وتدمیر وتهدید حیاة ما یزید عن ملیون ونصف فى غزة".
ودعا موسى "اللجنة الرباعیة والأمم المتحدة خاصة عدم الاکتفاء بتوجیه النداءات والتحرک الفورى والجدى لوقف مسلسل العدوان والسماح للمساعدات الإنسانیة بالدخول الى غزة وإنهاء المأساة الإنسانیة التى یعانى منها سکان قطاع غزة، وتفادى انهیار مفاوضات التسویة الجاریة على المسار الفلسطینی- الإسرائیلی".
ویتساءل الکثیر من الفلسطینیین داخل غزة: لماذا لا یأتى عمرو موسى إلى غزة کما یذهب إلى بیروت ودمشق؟، لماذا لا یأتى فى زیارة مفاجئة إلى غزة کما یفعل بوش ورایس ورامسفیلد وغیتس فى بغداد؟ هل تجرؤ إسرائیل على اعتقاله أو المس به؟ بالتأکید لا لأنه یمثل الشرعیة العربیة التى تعطى مشروعیة للمفاوضات وتضع أسس التطبیع.
وفى سیاق أبعد من العمق العربى للقضیة، دعا الأمین العام لمنظمة المؤتمر الإسلامى أکمل الدین إحسان اوغلى الأمم المتحدة ومجلس الامن للتدخل لوقف "العدوان" الإسرائیلى وفک "الحصار الظالم" على قطاع غزة، وفق بیان للمنظمة.
ودعت إیران بدورها الى عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجیة الدول الأعضاء فى منظمة المؤتمر الإسلامی، للنظر فى "الجرائم الهمجیة التى یرتکبها النظام الصهیونى فى قطاع غزة".
ووجه وزیر خارجیتها منوجهر متکى رسالة الى الأمین العام للمنظمة أکمل الدین إحسان اوغلى طلب فیها عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجیة "لبحث الجرائم الهمجیة التى یرتکبها النظام الصهیونى "..." وسبل منعها".
و حذر اقتصادیون فلسطینیون من کارثة إنسانیة وشیکة ستحل بقطاع غزة، بعد منع إدخال الغذاء والوقود الى القطاع منذ الخمیس الماضی. وأعلن مستشفى غزة الأوروبى عن وقف کافة العملیات الجراحیة ما عدا الطارئة منها لعدم توفر الوقود والانقطاع الدائم والمستمر للتیار الکهربائی.
ن/25