التحقیق فی نفوذ اللوبی الصهیونی فی بریطانیا
دعوة إلى التحقیق فی نفوذ اللوبی الصهیونی فی بریطانیا
"ما أشبه اللیلة بالبارحة"، فقد سلطت الأضواء من جدید على قوى اللوبی “الإسرائیلی” فی بریطانیا بعدما طالبت مجموعة أکادیمیة تدعو إلى مقاطعة الکیان، بإجراء تحقیق برلمانی حول “النفوذ المتزاید للمنظمات الموالیة” للکیان الصهیونی فی المملکة المتحدة.
وقد بعثت الحملة المطالبة بمقاطعة “اسرائیل” اکادیمیاً واقتصادیاً وطبیاً، برسالة الى لجنة برلمانیة خاصة بمعاییر السلوک العام، تطالب فیها بضرورة اجراء هذا التحقیق لأن هناک نواباً بریطانیین “یتناولون الطعام من أیدی الحکومة “الإسرائیلیة”” وقد وجهت الرسالة الى سکرتیر اللجنة تشارلز وآخرین.
ویتهم منظمو هذه الحملة فی رسالتهم اصدقاء “اسرائیل” بأنهم قد رسخوا اقدامهم داخل المؤسسة السیاسیة البریطانیة وداخل لب الحکومة البریطانیة نفسها وذلک بهدف التأثیر فی السیاسات البریطانیة فی الشرق الأوسط لمصلحة “إسرائیل”.
المفارقة الغریبة هی ان صحیفة “جویش کرونیکل” لسان حال الجالیة الیهودیة هی التی کشفت عن هذه الحملة التی تنظمها الجماعات التی تدعو الى مقاطعة “إسرائیل”، خاصة فی المجالات الأکادیمیة، وتتوافق هذه الحملة مع الوثائق الرسمیة التی تنشرها “الخلیج” والخاصة بعام ،1977 التی تحذر من نفوذ قوی للوبی الصهیونی فی بریطانیا.
وترکز الحملة فی رسالتها على جمعیة أصدقاء “إسرائیل” فی حزب المحافظین المعارض، وتتساءل عن “مدى ولاء أعضائها لبریطانیا” وخاصة مدیرها ستیوارت بولاک اذا ما اصبح نائبا فی البرلمان البریطانی.
کما توضح الحملة ان وزیر الدولة البریطانی المختص بشؤون الشرق الأوسط فی وزارة الخارجیة کیم هولز کان رئیسا سابقا لجمعیة اصدقاء “إسرائیل” فی حزب العمال الحاکم.
ومن بین الشخصیات البالغ عددها 11 شخصاً الذین وقعوا على هذه الرسالة افراد کانوا بارزین فی الحملة التی تطالب بمقاطعة “إسرائیل” اکادیمیا السیدة منى بیکر الاستاذ بجامعة مانشستر بشمال انجلترا. وکانت السیدة بیکر قد قامت بفصل اثنین من الاکادیمیین “الإسرائیلیین” من هیئة تحریر المجلة التی تصدرها وذلک بسبب دفاعهما المستمر عن “إسرائیل”.
ومن بین الموقعین على الرسالة دیریک سامرفیلد الذی کان قد شکل مجموعة تطالب بمقاطعة الاتحاد الطبی “الاسرائیلی” وکذلک دیفید سیدون عضو “اللجنة البریطانیة لجامعات فلسطین”.
وکانت جماعات الضغط الصهیونیة قد تمکنت من وقف الدعوة لمقاطعة “إسرائیل” اکادیمیا، والتی کانت قد انطلقت من بعض الجامعات البریطانیة، کما تم احباط حملة لمقاطعة البضائع “الإسرائیلیة”.
من ناحیة أخرى ذکرت مصادر موالیة ل “إسرائیل” أن الدعوة الى اجراء تحقیق یعتبر بمثابة “محاولة یائسة للقیام بدعایة من أجل احیاء حرکة مقاطعة “إسرائیل””. وعبر مدیر جمعیة اصدقاء “إسرائیل” فی حزب المحافظین بولاک عن غضبه، فوصف الحملة بأنها غریبة جدا، واکد انه لن یجری مثل هذا التحقیق المطلوب على الاطلاق، وشدد على أن 11 جمعیة تشعر بالفخر لما تقوم به على نحو جید من أجل توعیة النواب والمرشحین لخوض المعارک الانتخابیة حول القضایا “الاسرائیلیة”.
أما جمعیة مجلس النواب الیهود ومجلس القیادة الیهودی فقد شجبا الاتهامات الواردة فی الرسالة والرامیة الى الدفع باتجاه مقاطعة “إسرائیل”.
وأعرب بعض النواب من اصول یهودیة ایضا عن قلقهم ازاء هذه الحملة، ووصف النائب اندرو دیزمور الرسالة والدعوة الى اجراء تحقیق بأنهما “عبارة عن هراء”.
وقال سکرتیر اللجنة البرلمانیة التی تلقت الرسالة شارلز رافردین انه من غیر المحتمل الى درجة کبیرة ان مثل هذا التحقیق سیدرج على جدول اعمالها.
م/ ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS