حماس ترد بالقسام على استشهاد 18 فلسطینیا بغزة

 رد الجناح العسکری لحرکة المقاومة الإسلامیة (حماس) بصواریخ القسام على التوغل الإسرائیلی فی قطاع غزة الذی أسفر عن استشهاد 18 فلسطینیا وأثار موجة تندیدات فی داخل فلسطین وخارجها.

وقالت کتائب عز الدین القسام الذراع العسکریة لحماس إنها أطلقت ما یزید عن ثمانیة صواریخ على مغتصبة سدیروت ردا على العدوان الإسرائیلی الذی تسبب فی سقوط 18 شهیدا معظمهم من عناصر الکتائب وبینهم نجل القیادی بحماس محمود الزهار. کما خلف التوغل 50 جریحا بینهم 15 فی حالة خطرة.

وأکد جیش الاحتلال الإسرائیلی أن أحد الصواریخ سقط على عسقلان بینما سقط أربعة آخرون على الأقل على سدیروت الواقعة شمال شرقی قطاع غزة التی تعتبر الهدف المعتاد لصواریخ المقاومة الفلسطینیة.

وقد أصیب تسعة إسرائیلیین على الأقل من سکان سدیروت بجروح طفیفة کما لحقت أضرار بمنزل جراء إطلاق صواریخ محلیة الصنع وبشکل متوال من القطاع على البلدة. وقد تسبب ذلک أیضا فی قطع التیار الکهربائی عن أجزاء من البلدة إثر إصابة إمدادات الضغط العالی.

من جهة ثانیة قالت کتائب القسام إنها نفذت "عملیة قنص وإطلاق نار شرق بلدة القرارة شرق خان یونس ما أدى إلى مقتل مستوطن صهیونی فی ما یعرف بکیبوتز عین هشلوشا".

وکانت حرکة حماس قد توعدت على لسان القیادی محمود الزهار بالرد على اعتداءات الاحتلال الإسرائیلی الذی صعد الثلاثاء هجماته من خلال توغل بحی الزیتون شرق مدینة غزة، شارکت فیها عشرات الآلیات العسکریة مصحوبة بغطاء من المروحیات وأطلقت النار والقذائف عشوائیا.

واتهم القیادی فی حماس الرئیس الأمیرکی جورج بوش بتحریض الإسرائیلیین على قتل الشعب الفلسطینی، وقال "سنرد علیهم بالطریقة التی یفهمونها".

وفی رد آخر على التصعید الإسرائیلی قال رئیس الحکومة الفلسطینیة المقالة إسماعیل هنیة إنه أعطى أوامر حاسمة لأجهزة الأمن المعنیة بملاحقة "العملاء والجواسیس" فی قطاع غزة، واعتقل ما یزید على 30 مشتبها به.

وحذر هنیة فی کلمته أثناء تشییع الشهداء من وصفهم بأنهم "عملاء صغار موجودون فی المیدان ویقدمون المعلومات للاحتلال".

من جهة أخرى قال المتحدث باسم حماس سامی أبو زهری إن الحرکة التی تسیطر على غزة منذ منتصف یونیو/ حزیران الماضی "تعلن إضرابا شاملا فی الضفة وقطاع غزة استنکارا للمجزرة الصهیونیة فی شرق القطاع".

کما أعلنت الحکومة المقالة الحداد العام لثلاثة أیام وتنکیس الأعلام فی المؤسسات الرسمیة، داعیة الوفد الفلسطینی المفاوض لوقف محادثاته مع الإسرائیلیین.

وبدورها طالبت حکومة تسییر الأعمال التی یرأسها سلام فیاض فی الضفة الغربیة المجتمع الدولی بالتحرک السریع لوقف العدوان الإسرائیلی على قطاع غزة, ودعت فی بیان تلاه وزیر الإعلام ریاض المالکی إلى إرسال قوات دولیة لحمایة الشعب الفلسطینی.

أما الرئیس الفلسطینی محمود عباس فقد ندد بالهجوم الإسرائیلی على غزة ووصفه بأنه "مجازر لا یمکن السکوت عنها".

وقال عباس إن "ما جرى الیوم فی غزة مجزرة ومذبحة ضد الشعب الفلسطینی"، وأضاف فی تصریحات للصحفیین بالضفة الغربیة "شعبنا لن یسکت على هذه المجازر".

على الصعید الإقلیمی استنکرت مصر العملیة العسکریة التی قام بها الاحتلال الإسرائیلی، وطالب المتحدث الرسمی باسم وزارة الخارجیة المصریة إسرائیل بـ"التوقف عن تلک الممارسات التی تؤدی إلى تأزم الموقف وضبط النفس".

وتأتی التطورات الأخیرة فی قطاع غزة متزامنة مع بدء مفاوضات الوضع النهائی بین الفلسطینیین وإسرائیل. کما تأتی بینما یواصل بوش جولته فی المنطقة. وکان بوش قد دعا فی مفتتح جولته إلى التصدی لما قال إنه إرهاب حرکة حماس فی قطاع غزة.

 ن/25