تغلغل العنصریة فی القضاء الإسرائیلی
بحث أکادیمی یکشف تغلغل العنصریة فی القضاء الإسرائیلی
کشف بحث أکادیمی جدید أن قرارات وأحکام المحاکم الإسرائیلیة تتأثر بشکل واضح بالانتماء العرقی لکل من القضاة والمتقاضین أمامهم وأن العنصریة ضد العرب تغلغلت إلى أروقة القضاء بشکل واضح.
فقد قام الباحثان أورن جزالئیل و رعنان سولیتسیانو بدراسة 944 طلباً أولیاً لتمدید اعتقال مشتبه فیهم فی محاکم حیفا والناصرة خلال عام 2004، مثلوا بموجبها أمام 52 قاضیا یهودیا و13 قاضیا عربیا.
وجاءت نتائج البحث لتوضح أن للمشتبه فیه حظا أوفر فی الإفراج عنه حینما ینتمی لنفس الهویة العرقیة للقاضی، غیر أن ما لم تشر إلیه الدراسة بشکل واضح هو أن التمییز یکاد ینحصر ضد العرب الفلسطینیین لکون 95% من القضاة إسرائیلیین.
ولم تشر الدراسة أیضا إلى أن مجمل النظام السیاسی والقضائی والقوانین الإسرائیلیة ذات الطابع العنصری هی التی رسمت ملامح هذه النتائج.
إذ تبین للباحثین الإسرائیلیین أن نسبة الإفراج عن المشتبه فیه الیهودی من قبل قاض یهودی -فی الحالات التی تمت دراستها- وصلت إلى 34% فی حین هبطت احتمالات خروجه من السجن إلى 23% فی القضایا التی کان القاضی فیها عربیا.
وفی صورة معکوسة للنتیجة السابقة بلغت نسبة الإفراج عن المشتبه فیه العربی إذا کان القاضی یهودیا 25% فی حین ارتفعت هذه النسبة إلى 35% فی حال کون القاضی عربیا.
ویخلص البحث للقول إن احتمال رفض طلب الشرطة اعتقال المشتبه فیهم مرتبط إلى حد کبیر بالهویة العرقیة للطرفین لافتا إلى أن للمشتبه فیهم العرب حظوظا متدنیة فی الإفراج عنهم داخل جهاز القضاء الإسرائیلی عند تقدیم طلب تمدید اعتقالهم لأن 95% من القضاة هم من الیهود.
من جهته أکد الحقوقی د. یوسف جبارین أن نتائج البحث الإسرائیلی الجدید حول مدى نزاهة القضاء فی إسرائیل لم تفاجئه مشیرا إلى أن ذلک یثبت ما کان معلوما لدى جمهور المحامین العرب منذ سنوات طویلة.
وأضاف: "أن الواقع الحقیقی یبدو أکثر قسوة وفظاظة خاصة أن البحث اقتصر على الناصرة وحیفا فقط".
وقال المحاضر فی القانون بجامعة تل أبیب فی تصریح للجزیرة نت إن نتائج الأبحاث الإسرائیلیة تبرهن على تغلغل الاعتبارات القومیة للمحاکم وتأثرها بالأجواء السیاسیة والعنصریة المتفشیة فی البلاد على الرغم من أن القضاء یبقى -حسب رأیه- أقل المؤسسات الإسرائیلیة تأثرا بذلک.
م/ ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS