الاثنين 14 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

صواریخ المقاومة هزیمة للصهاینة

أشغلت صواریخ المقاومة الفلسطینیة، المحلیة الصنع، والإصرار الذی یتحلى به مجاهدو المقاومة فی قطاع غزة، مراکز صناعة القرار فی الکیان الصهیونی، لا سیما بعدما شکّلته من هزیمة نفسیة وعسکریة للمغتصبین والجیش على حد سواء.

و فشل الجیش الصهیونی، الذی یصنّف عالمیاً من بین أکثر الجیوش المالکة للقوة العسکریة، فی الحد، ولیس وقف إطلاق الصواریخ الفلسطینیة، التی بدأت بإطلاقها کتائب الشهید عز الدین القسام"، الجناح العسکری لحرکة المقاومة الإسلامیة "حماس" منذ نحو ستة سنوات، وتبعتها مختلف فصائل المقاومة الفلسطینیة، شکّل هاجساً أمام الساسة الصهیونیة والمغتصبین بأن هذه الصواریخ لن تتأخر فی الوصول إلى العمق الصهیونی.

رئیس وزراء الکیان الصهیونی الحالی إیهود باراک، ومن قبله بنیامین نتنیاهو رئیس الحکومة الأسبق وغیرهم من القادة العسکریین والسیاسیین، أکدوا فی العدید من تصریحاتهم أن هذه الصواریخ لن تقف عند "سدیروت"، التی فر معظمهم من بداخلها بسبب الصواریخ؛ وإنما قد تصل إلى عمق عسقلان بل إلى تل أبیب (تل الربیع)، التی تشکّل ما یوصف بـ "العاصمة الاقتصادیة" للکیان الصهیونی، ما سیسببه بوقوع "کارثة".

وبالرغم من تفاخر جیش الاحتلال الصهیونی بقتل أکثر من 300 مقاوم فلسطینی خلال الأشهر القلیلة الماضیة، وقتل خمسة آلاف وجرح خمسین آخرین من الشعب الفلسطینی منذ اندلاع الانتفاضة؛ إلا أن کل ذلک فشل فشلاً ذریعاً فی وقف المقاومة أو الحد من تطوّرها، بل تمکنّت بالرغم من الضغط العسکری الصهیونی من تطویر قدراتها وتکتیکاتها الدفاعیة، بحث أصبح الاحتلال یُقر ویعترف بصورة علنیة وغیر مسبوقة بأن ما یواجهونه جیشاً منظماً ولیس فصائل.

وهذه الصواریخ، التی تؤرق الصهاینة سیاسیین وعسکریین ومغتصبین، هی ذاتها التی یقلل رئیس السلطة الفلسطینیة محمود عباس وفریقها منها، حیث توصف بأنها "عبثیة" وأنها عدیمة الجدوى، ولا تسبب إلى الویلات على الشعب الفلسطینی، إلا أن ما یُرصد على أرض الواقع الصهیونی تخالف ذلک وتؤکد مدى جدوى مثل هذه الصواریخ فی الدفاع على الأقل عن الشعب وصد العدوان.

وکان من آخر الاعترافات الصهیونیة بالهزیمة أمام الصواریخ المصنوعة من مواد أولیة، یصعب على الرادارات الصهیونیة المتطورة اکتشافها إلا قبل سقوطها بعشر إلى خمسة عشرة ثانیة فقط، ما جاء على لسان ضابط رفیع المستوى فی هیئة الاستخبارات الصهیونیة.

فقد قال هذا الضابط، والذی أطلق على نفسه اسم "یوفال حلمیش" بأنه "لا توجد لدی إسرائیل حلول لصواریخ المقاومة الفلسطینیة والتی تطلق انطلاقاً من قطاع غزة تجاه إسرائیل".

وحسب أقوال الضابط فی الاستخبارات؛ فإن الجیش "لا یملک حلاً لهذه الصواریخ على الرغم من عملیات الاغتیال الأخیرة بحق المقاومین الفلسطینیین". وأضاف: "الحظ هو من یلعب الدور لصالح الإسرائیلیین، فالصاروخ الذی سقط قبل فترة فی قاعدة زکیم العسکریة أصاب حوالی 70 جندی ولم یقتل أحداً منهم، وعندما یسقط صاروخ علی مبنی فی سدیروت فأحیانا أیضا الحظ یلعب وبمعجزه لا یصاب أحد".

وتابع یقول: "صواریخ المقاومة الفلسطینیة تعتبر صواریخ بدائیة مصنعه یدویاً ولکنها ألحقت أضراراً معنویة فی الجبهة الداخلیة فی إسرائیل وألحقت أضرار فی صفوف الجیش الإسرائیلی الذی یستطیع حتى الآن مواجهتها.

وأوضح أن سیکون "من الصعب علی الجیش الإسرائیلی مواجهة هذه الصواریخ أو یمکن القول بأنه من غیر الممکن أبداً مواجهتها من قبل الجیش"، على حد تعبیره.

وبینما بیّن هذا الضابط ما سببتها هذه الصواریخ من حرب نفسیة ومعنویة على الجیش الصهیونی، الذی یفترض به أی یجد الحلول لهذه الصواریخ، أظهر استطلاع للرأی أجرته صحیفة "یدیعوت أحرونوت" العبریة ومعهد "داحاف" الصهیونی أن غالبیة سکان "سدیروت" یفضلون مغادرة المغتصبة، کما تعتقد الغالبیة أن الحکومة بقیادة أولمرت "فشلت فی توفیر الحمایة للمدینة من صواریخ القسام، علاوة على تدهور الوضع النفسی للغالبیة".

فقد ذکر 22 فی المائة من الصهاینة أن لم یطرأ تغییر فی الوضع النفسی بسبب الصواریخ، قال 78 فی المائة إنه وضعهم ازداد سوءاً.

ورداً على سؤال حول إمکانیة مغادرة المنطقة لو توفرت الإمکانیة بسبب الصواریخ؛ قال 64 فی المائة من سکان "سدیروت" إنهم سیغادرون المنطقة، مقابل 25 فی المائة فی المستوطنات المحیطة بالقطاع.

وقال 57 فی المائة من المستطلعین أن أحدا من جیرانه قد غادر المنطقة فی السنة الأخیرة. وحول معالجة مسألة الصواریخ، قال 2 فی المائة إن أداء الحکومة جید، فی حین منحها 10 فی المائة علامة وسط، مقابل 86 فی المائة قالوا إن أداء الحکومة سیئاً.

واللافت من هذا الاستطلاع أیضاً تصاعد عدد الصهاینة المنادین بالتفاوض مع حرکة المقاومة الإسلامیة "حماس" بشأن مطالبها لوقف إطلاق الصواریخ؛ فبالرغم من أن 39 فی المائة من الصهاینة قالوا فی الاستطلاع إنه یجب احتلال غزة، وقال 34 فی المائة إنه یجب مواصلة سیاسة الاغتیالات، قال 14 فی المائة إنه یجب التحدث مع حرکة "حماس"، وهی نسبة کانت قلیلة جداً فی السابق.

وبالرغم من دعوة نسبة کبیرة من الصهاینة لشن عملیة عسکریة موسعة على قطاع غزة؛ حذّر عامی أیلون رئیس جهاز الاستخبارات الصهیونی سابقاً، وعضو المجلس الأمنی المصغر فی الحکومة الصهیونیة، قائلاً: "إنه قبل القیام بعملیة عسکریة واسعة فی قطاع غزة علینا أن نعلم کیف سنخرج منه؟".

وأضاف أیلون فی تصریحاتٍ إذاعیة له: "فنحن لن ندخل لغزة کما دخلنا إلى لبنان، فالهدف من العملیة العسکریة هو تقلیص عدد الصواریخ التی تطلق من القطاع اتجاه الأراضی الإسرائیلیة إلى أدنى حد.. هذا هو الهدف للعملیة إلى جانب محاربة قادة حماس والجهاد الإسلامی"، على حد تعبیره.

ومضى أیلون یقول: "فی حالة دخول الجیش للقطاع ففی المرحلة الأولى للعملیة العسکریة سیسجل ازدیاد فی عدد الصواریخ التی تطلق نحو إسرائیل".

ودعا أیلون فی تصریحاته إلى "تقویة العناصر البراغماتیة داخل قطاع غزة، ولیس فقط فی الضفة الغربیة قائلاً: "یجب أن تکون سیاسة إسرائیل مساعدة العناصر المعتدلة فی السلطة الفلسطینیة والمتمثلة فی رئیس السلطة محمود عباس وسلام فیاض رئیس حکومته".

وما یعزز تحذیر أیلون من اقتحام غزة ما وصفه جنود صهاینة للاشتباکات العنیفة التی وقعت الخمیس (20/12) فی منطقة المغازی (وسط قطاع غزة)، مع مجاهدی المقاومة الفلسطینیة بأنها "معارک حقیقة مع مقاتلین مدربین بشکل جید".

ونقل المراسل العسکری للقناة العبریة الثانیة، الذی رافق قوات الاحتلال خلال اجتیاحها للقطاع أمس الخمیس، شهادات لجنود الاحتلال الصهیونی الذین شارکوا فی التوغل، حیث قال الجنود إن ما حدث شرق المغازی، مختلف عن کل العملیات التی خاضها جیش الاحتلال فی قطاع غزة من قبل.

وأضافوا أن ما دار فی المغازی "معرکة بکل معنى الکلمة"، أدارها المقاومون بقوة، وأطلقوا النار خلالها بکثافة لم یسبق لها مثیل مستخدمین أسلحة مختلفة.

وقال جنود الاحتلال أیضاً إن الفصائل الفلسطینیة استخدمت "دمى" على شکل مسلحین، یحملون قذائف (ار بی جی) بهدف تضلیل قوات الجیش.

وفی رصد صهیونی لظاهرة إطلاق الصواریخ، التی أصبحت الهم الرئیس للکیان الصهیونی؛ فقد أکدت مصادر عسکریة أن المقاومة الفلسطینیة أطلقت، منذ عامین، ما یزید على ثلاثة آلاف وخمسمائة قذیفة صاروخیة وقذیفة "هاون" باتجاه أهداف صهیونیة داخل الأراضی المحتلة سنة 1948.

وتشیر المصادر إلى أن نصف عدد هذه الصواریخ أطلقت منذ منتصف حزیران (یونیو) الماضی، أی منذ الحسم العسکری الذی نفّذته حرکة المقاومة الإسلامیة "حماس" فی القطاع.

هذا وتشیر مصادر الاستخبارات الصهیونیة إلى مدى التطویر الحاصل فی تصنیع وتطویر الصواریخ الفلسطینیة، إن کان فی المواد المستخدمة أو فی طریقة حفظها بکمیات کبیرة، وهی لم تکن متوفرة فی السابق، إضافة إلى زیادة مدى ودقة هذه الصواریخ التی أصبحت تصیب أهدافاً محددة وتوقع قتلى وجرحى ودماراً کبیراً.

ن/25

 

 

 


| رمز الموضوع: 131880







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)