انتهاکات إسرائیل الخطیرة لقوانین الإنسان
دعت مؤسستان حقوقیتان المجتمع الدولی "للنظر فی انتهاکات إسرائیل الخطیرة" لقوانین الإنسان الدولیة خلال العدوان على لبنان العام الماضی وإلزامها بوقف "خروقها الحالیة والمستقبلیة" فی حال نشوب حرب محتملة خاصة تلک المتعلقة بإقامة منشآت عسکریة بجوار وداخل المجمعات السکنیة.
وأصدرت المؤسسة العربیة لحقوق الإنسان ومرکز مکافحة العنصریة الفاعلان داخل أراضی 48 تقریرا موسّعا بعنوان "مواطنون تحت الخطر" حمّل إسرائیل مسؤولیة کبیرة عن مقتل وإصابة کثیر من المواطنین العرب خلال الحرب الثانیة على لبنان.
وأشار التقریر المستند لوثائق رسمیة وتحقیقات میدانیة وشهادات (80 شهادة) إلى أن الجیش الإسرائیلی أقام قبل الحرب قواعد عسکریة ثابتة وأخرى مؤقتة ملاصقة لقرى عربیة فی منطقة الشمال المحاذیة للبنان وأحیانا داخلها مما عرضها لنیران المقاومة اللبنانیة.
ودعا إسرائیل إلى إزالة القواعد والمنشآت المذکورة لأنها خطر على سلامة السکان المدنیین, ولفت لکونها هدفا عسکریا مشروعا حسب القانون الدولی الإنسانی, لکنه امتنع عن کشف أسماء هذه المواقع بسبب الرقابة الإسرائیلیة.
کما دعا إسرائیل إلى اتخاذ کافة الخطوات الحیویة لتوفیر ملاجئ وأجهزة إنذار وحمایة داخل القرى العربیة لمواجهة سقوط صواریخ فی حالات المواجهة, علاوة على خطة طوارئ لنقل المدنیین لأماکن آمنة خارج نطاق تبادل النار.
وأشارت المؤسسة الحقوقیة إلى أن العدوان على لبنان تسبب فی مقتل 1191 مدنیا لبنانیا وإصابة 4400 بجروح, کما قتل 44 مدنیا إسرائیلیا 21 منهم عرب، وجرح 4262 مدنیا, وقتل 117 جندیا إسرائیلیا مقابل 74 عنصرا من حزب الله و44 من الأمن اللبنانی.
وتبین بعد الحرب -حسب التقریر- أن إسرائیل قصفت الجنوب اللبنانی خلال الحرب -خاصة فی الأیام العشرة الأخیرة- بملیون ومائتی ألف قنبلة عنقودیة وقنابل حارقة لإشعال الحرائق, استنادا لشهادات ضباط وجنود فی المدفعیة فی حین أطلق حزب الله 3970 صاروخا.
وأوضح التقریر -المموّل من الاتحاد الأوروبی- أن المنظمات الدولیة أکدت أن إسرائیل وحزب الله خرقا القانون الدولی الإنسانی من ناحیة عدم التمییز بین الأهداف العسکریة والمراکز المدنیة.
واقتبس التقریر من تحقیق معمق لهیومن رایتس ووتش یؤکد أن إسرائیل نفذت غارات وعملیات قصف بدون قیمة عسکریة حقیقیة جلبت ثمنا مکلفا من المدنیین فی لبنان.
ولفت إلى أنه یتمحور حول مسألة معینة تتمثل فی قیام الجیش الإسرائیلی بتثبیت منشآت عسکریة ملاصقة لمجمعات سکنیة عربیة تعرضت بالتالی لإصابات کانت هی الأقسى خلال الحرب جراء النیران اللبنانیة المضادة مقارنة بقرى عربیة لم تثبت بمحاذاتها أو داخلها قواعد حربیة رغم کونها أقرب إلى الحدود, و"بدلا من أن تقوم الدبابات الإسرائیلیة بحمایة السکان فقد أرید لهم حمایتها".
ونوهت المؤسستان إلى خرق إسرائیل مبدأین أساسیین فی القانون الدولی هما "حصانة المدنیین" و"التمییز" بین المدنیین والعسکریین، وانتهکت وثیقة جنیف الرابعة بکل ما یتعلق بحمایة ضحایا الحروب والامتناع عن بناء قواعد عسکریة داخل مناطق مأهولة أو بجوارها.
کما یشیر التقریر إلى أن وثیقة جنیف الرابعة تلزم طرفی النزاع المسلح بإخراج المدنیین من مناطق إقامتهم إذا کانت قریبة من أهداف عسکریة موضحا أن إسرائیل فشلت فشلا ذریعا فی توفیر تدابیر السلامة قبل وخلال الحرب للمدنیین خاصة العرب الذین یعانون بطبیعة الحال من إهمال صارخ من ناحیة البنى التحتیة.
ونوهت المؤسسة العربیة لحقوق الإنسان إلى أنها لا تملک التقنیات والوسائل المطلوبة لفحص وجود نیة صریحة للجیش والحکومة فی استخدام القرى العربیة درعا بشریا لمنع حزب الله من قصف منشآتها العسکریة, لکنها أکدت أن المواطنین العرب تضرروا من الإجراءات الإسرائیلیة.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS