الأمین المساعد للجامعة العربیة:

صرح السید احمد بن حلی الامین العام  المساعد للجامعة العربیة  :نحن نعتبر أن اجتماع أنابولیس جاء بعد جهد جهید من قبل الدبلوماسیة العربیة، على مدى 6 أشهر، یعنی منذ قمة الریاض التی فعلت مبادرة السلام العربیة، وکلفت لجنة المبادرة للتحرک، هذا الجهد الذی قامت به لجنة مبادرة السلام العربیة مع الرباعیة والأمم المتحدة وکافة الأطراف کانت نتیجته هذا اللقاء. الولایات المتحدة الأمیرکیة استجابت للطلب العربی الذی دعا لإقامة مؤتمر دولی للسلام.

وأضاف فی مقابلة مع صحیفة الشرق الاوسط : کان بفضل جهد دبلوماسی عربی، ویمکن تقاطع مع إرادة أمیرکیة، ما دامت مصلحتنا تتقاطع مع أی مصلحة إن کانت مع الولایات المتحدة أو غیرها، فلماذا لا نستفید منه، هذا جانب. الجانب الآخر، هذه المفاوضات التی استؤنفت بین الفلسطینیین والإسرائیلیین، أولا لم تستکمل کل الحلقة من خلال مفاوضات سوریة ـ إسرائیلیة، حتى تکون المفاوضات لها مقاربة شاملة، وهذا ما تنص علیه مبادرة السلام العربیة. جانب آخر، وهو أن ما یطلق من قبل عدد من المسؤولین الإسرائیلیین بشأن هذه المفاوضات لا یطمئن. فإعلان رئیس الحکومة الإسرائیلیة بأن تأریخ قبل نهایة 2008 سقف زمنی غیر معتمد، هذا کلام لا یطمئن. لأن المفاوضات إذا کانت هناک رغبة إسرائیلیة حقیقیة وجهد الراعی الأمیرکی ضاغط، بخلال شهر أو شهرین تنتهی المفاوضات إلى اتفاقیة، لأن هذه المفاوضات لا ینبغی أن تعمل فی فراغ، هناک سوابق وإنجازات تمت فی عدة مسارات ووصلنا إلى عدد من التعهدات بین أطراف القضیة.

هذه التعهدات والالتزامات التی تم التوصل لها خلال السنوات الماضیة، لا بد من البناء علیها. ولکن مع ذلک، نحن نقول إن هناک شهرین إلى 3 أشهر، هؤلاء الذین دخلوا المفاوضات، وإسرائیل وواشنطن على المحک. هل فعلا بعد شهرین أو 3 ومقترح أن تکون هناک وقفة أخرى فی موسکو لتقییم مسار هذه المفاوضات وجدیتها، وإطلاق المسار السوری. فنحن الآن نتابع عن کثب مسار هذه المفاوضات ومدى جدیة وصدقیة الجانب الإسرائیلی ودور الولایات المتحدة الأمیرکیة.

وأضاف : الوعود الأمیرکیة کذلک ترى سقفا زمنیا هو قبل نهایة 2008 والتی هی نهایة فترة ولایة الرئیس بوش الحالیة. وواشنطن فی مقدرتها الضغط على إسرائیل، التجارب السابقة فی تعامل أمیرکا مع إسرائیل فی مواقف تثبت بأن الولایات المتحدة إذا کانت حازمة وعازمة على الوصول إلى إنجاح المفاوضات، بإمکانها الضغط. فأمیرکا القوة القادرة للضغط على إسرائیل وإقناعها بفائدة السلام الذی طرحه الجانب العربی، والاستفادة من هذه الفرصة التأریخیة المتمثلة بمبادرة السلام العربیة.

واردف قائلاً :  لیس هناک ضمانات من قبل إسرائیل، التی عودتنا عبر التأریخ أنها دائما تحاول من خلال مناورات إجهاض مبادرة السلام العربیة. نحن مدرکون وواعون أننا أمام إسرائیل المعروفة بتلکؤها وتملصها من کل التعهدات. وهی مع الأسف الآن تعتبر نفسها أنها دولة فوق القانون، رغم أنها کانت ولیدة مشروع صادر عن الأمم المتحدة بموجب القرار رقم 181 عام 1947، فإنها الآن لا تعبأ بقرارت مجلس الأمن ولا الأمم المتحدة وتعتبر نفسها فوق القانون. فضلا عن ذلک، هناک اللجنة الرباعیة المشکلة من أمیرکا وروسیا والاتحاد الأوروبی والأمم المتحدة، وهی لها دور أساسی فی موضوع تنفیذ خارطة الطریق. فإذا کانت أطراف الرباعیة جادة، أعتقد أننا سنصل خلال الـ10 اشهر المقبلة إلى شیء عملی. لکن إذا تمادت إسرائیل فی سیاساتها وتصریحاتها لمحاولة ربح الوقت وتضییعه، فهی تقوم بعمل خطیر جدا والمفاوضات ساریة. فهی تقتل الفلسطینیین وتحکم الطوق والحصار على 1.5 ملیون نسمة فی غزة، فهذا عمل لا یتماشى مع الرغبة والإرادة فی تحقیق السلام. نحن نعتبر أن هناک مسؤولیة کبیرة على المجتمع الدولی بالنسبة إلى ما یتعرض له سکان غزة، ینبغی رفع الحصار هناک، وتوفیر کل وسائل العیش للأهالی هناک. ولا ینبغی أن یستمر هذا العقاب، وتستمر إسرائیل بدورها فی تشیید المستعمرات وإحکام الحصار على الشعب الفلسطینی وخاصة فی غزة، وسلسلة الاستهدافات والاغتیالات المتواصلة بشکل یومی.

ن/25