لإسرائیل مصلحة فیما نحن فیه من خلافات
شراب فی حوار لقدسنا: طالما أدرکنا بان لإسرائیل مصلحة فیما نحن فیه من خلافات اعتقد ان هذا کافی جدا للعودة الى الخیار الفلسطینی واستمرار المقاومة .
قال أستاذ العلوم السیاسیة بجامعة الأزهر الدکتور ناجی شراب فی معرض رده على سؤال حول تأثیر الحصار على المواطن الفلسطینی ،وما هی سبل الخروج من هذا الواقع المریر فقال " طبعا إسرائیل اعتبرت قطاع غزة کیانا معادیا ، حتى تعطی لنفسها المبررات لممارسة هذه السیاسیات التی تتحدث ، عنها الحصار و الاغتیالات و قطع الکهرباء ومنع وصول الوقود الى القطاع ،بما ان هذا الجزء یمثل کیانا معادیا واعتبار حرکة حماس حرکة إرهابیة تمارس العنف و الإرهاب من وجهة نظرهم المرفوضة کلیا ، ومن ثم إسرائیل تتذرع بهذه الذرائع للممارسة هذه السیاسات ، ولکن بمنظور القانون الدولی و بمنظور الشرائع الدولیة والأخلاقیة ، لا یمکن حصار شعب یبلغ ملیون و نصف نسمة فی هذا الجزء الساحلی الضیق المکتظ بسکانه ، کیف یمکن تبریر هذه العقوبات الجماعیة على الشعب الفلسطینی ، وهنا یجب ان یکون هناک إدراک وطنی فلسطینی حقیقی لتداعیات الآثار التی یمکن ان تترتب على هذا الحصار".
وحول الأولیة الوطنیة لذلک قال شراب فی حوار مع مراسل وکالة قدسنا للأنباء :" اعتقد ان تعطى المصالحة الوطنیة والوحدة الوطنیة أولویة من قبل الجمیع ، و لیس فقط من قبل طرف دون الأخر لان برائی، الکل یذهب الى خیارات مسدودة والخیار الوحید الذی یضمن للجمیع البقاء والشراکة ویضمن للجمیع مشارکة حقیقیة ومصداقیة أمام شعبه هو الخیار الفلسطینی- الفلسطینی ، و اعتقد ان الخیار الفلسطینی یجب ان یستند على الدیمقراطیة طالما ارتضینا بالعملیة الانتخابیة و العملیة الدیمقراطیة کأحد قواعد الممارسة السیاسیة وأسلوب وطریقة للوصول الى الحکم فعلینا جمیعا ان نحتکم الى الدیمقراطیة ".
وتابع شراب :" و لا شک ان هناک قضایا تحتاج الى إصلاح و تحتاج الى تفعیل و تطویر ، و کل شیء فی بنیتنا السیاسیة و الاقتصادیة و الاجتماعیة تحتاج الى إعادة تفعیل و تطویر ، و هذا مطلبا وطنیا ولکن ینبغی ان یتم الإصلاح و التطویر و التفعیل فی إطار رؤیة سیاسیة ورؤیة إصلاحیة شاملة وفی إطار منظومة سیاسیة ، الکل یحتکم إلیها ویتفق علیها بعیدا عن فرض وجهات النظر التنظیمیة الضیقة".
وأضاف : " لذلک لا یبقى أمام الفلسطینیین إلا خیار الوحدة الوطنیة وخیار المصالحة والعودة ، الى القضیة الفلسطینیة لان هذه المرحلة خطیرة جدا بالنسبة للقضیة الفلسطینیة ، لان اللاعب الرئیس فی الداخل هم الفلسطینیون ، والفلسطینیون بخلافاتهم و انقساماتهم یمکن ان یضعفوا من قدرة المفاوض الفلسطینی ویمکن ان یضعفوا من مکانة القضیة الفلسطینیة إقلیمیا ودولیا ، و هذه کلها خسارة الکاسب الوحید من ورائها هی إسرائیل ، ینبغی ان ندرک ذلک و طالما أدرکنا بان لإسرائیل مصلحة فیما نحن فیه من خلافات اعتقد ان هذا کافی جدا للعودة الى الخیار الفلسطینی واستمرار المقاومة ".
ن/25