قوات الاحتلال تصعّد أعمال القتل
قوات الاحتلال تصعّد أعمال القتل وسط استمرار فرض الحصار على قطاع غزة
غزة. وکالة قدسنا للانباء.
صعَّدت قوات الاحتلال من عدوانها ضد قطاع غزة، وأمعنت فی تشدید حصارها الذی أحکمته منذ منتصف حزیران/ یونیو 2007، لیطال الوقود والمحروقات، بعد أن طال السلع والمواد الغذائیة وحرم المدنیین من حقهم فی حریة التنقل والحرکة الأمر الذی ضاعف من معاناتهم وأسهم فی وفاة (44) مریضاً. کما صعّدت من توغلاتها وأعمال القتل التی ترتکبها سواء عبر عملیات القصف الجوی أو المدفعی، أو من خلال فتح نیران رشاشاتها عشوائیاً فی المناطق السکنیة التی تکون مسرحیاً لعملیاتها الحربیة خلال التوغلات، ما تسبب فی إستشهاد (40) شخصاً منذ مطلع الشهر المنصرم.
و أسفر الحصار الإسرائیلی عن مضاعفة معاناة المدنیین، وتسبب فی وفاة حوالی (17) مریضاً، بسبب حرمانهم من الحصول على جرعات الدواء الضروریة للحفاظ على حیاتهم، أو بسبب منعهم من الوصول إلى المستشفیات، أو بسبب نقص المستلزمات والمواد الطبیة الضروریة خاصة فیما یخص مرضى الفشل الکلوی. فیما حرمت قوات الاحتلال عشرات المرضى ممن کانوا یتلقون العلاج فی المستشفیات العربیة خارج الأراضی الفلسطینیة المحتلة من العودة إلى دیارهم، وبالنظر لظروف انتظار معظمهم اللاإنسانیة، ونقص النقود اللازمة لمواصلة علاجهم، وتوفی عدد کبیر منهم رصد المرکز سماح قوات الاحتلال عودة جثث (27) شخصاً منهم إلى القطاع.
وبسبب الحصار یتواصل احتجاز أکثر من ستة آلاف فلسطینی ممن قدموا إلى قطاع غزة لأسباب مختلفة قبل التاسع من حزیران المنصرم، ولا تقف معاناة هؤلاء العالقین عند حد انتهاک حقهم فی حریة التنقل والسفر بل ینتهک معظم حقوقهم الإنسانیة.
وأفاد مراسل وکالة قدسنا للانباء، ان الحصار طال أوجه النشاط الاقتصادی کافة فی قطاع غزة، حیث أصیبت قطاعات الصناعة والبناء والإنشاءات، والزراعة والتجارة والسیاحة بشلل أفضی إلى إفقاد عشرات آلاف العمال المحلیین لفرص عملهم وکبَّد المستثمرین المحلیین خسائر ستحول دون قدرة الکثیر منهم على العودة لمزاولة نشاطهم الاقتصادی فی المستقبل. کما تسبب فی نقص حاد فی کثیر من السلع وارتفاع أسعارها بشکل کبیر، فی ظل توسع ظاهرتی البطالة والفقر بشکل غیر مسبوق فی تاریخ الأراضی الفلسطینیة المحتلة.
ویترافق الحصار مع تصعید قوات الاحتلال لأعمال التوغل والقتل شبه الیومیة فی قطاع غزة، ووفقاً لمصادر مرکز المیزان فقد استشهد قوات الاحتلال (31) شخصاً، من بینهم ثلاثة أطفال، خلال شهر تشرین ثانی/ نوفمبر 2007، فیما بلغ عدد من اشهداء خلال الأیام الثلاثة الأول من شهر کانون الأول/ دیسمبر 2007 (9) أشخاص، لیرتفع بذلک عدد القتلى منذ مطلع عام 2007 فی قطاع غزة وحده إلى (305) شخصاً، وعدد القتلى الذین سقطوا منذ أیلول/ سبتمبر2000 إلى (2815) شخصاً، فی قطاع غزة.
وتواصل قوات الاحتلال توغلاتها فی قطاع غزة، التی بلغت (9) توغلات خلال شهر تشرین ثانی/ نوفمبر 2007، فیما صعدت من أعمال القصف المدفعی والصاروخی، وبلغ عدد حالات القصف التی رصدها المرکز (21) حالة، أسفرت عن سقوط ضحایا وألحقت أضراراً مادیة فی المنازل السکنیة والممتلکات الخاصة.
وعلى إثر ذلک أدان مرکز المیزان لحقوق الإنسان بشدة تصعید قوات الاحتلال الإسرائیلی، لأعمال القتل والقصف والتوغل، وتشدید الحصار المفروض على قطاع غزة، والذی طال الوقود. ویجدد مرکز المیزان تأکیده على أن الحصار یمثل شکلاً فظاً من أشکال العقوبات الجماعیة، التی تمثل انتهاکاً جسیماً لقواعد القانون الدولی الإنسانی ومبادئ حقوق الإنسان، وترقى لمستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانیة.
مستنکرا استمرار حالة الصمت وعدم الفعل من طرف المجتمع الدولی، وغیاب أیة تحرکات جدیة وفاعلة من شأنها وقف انتهاکات حقوق الإنسان فی الأراضی الفلسطینیة المحتلة وتوفیر الحمایة للسکان المدنیین، الأمر الذی یأتی فی صمیم واجبات المجتمع الدولی بموجب أحکام القانون الدولی الإنسانی والقانون الدولی لحقوق الإنسان. ویؤکد المرکز على أن الواجبات التی تفرضها هذه الاتفاقیات على قوات الاحتلال لا تقتصر على عدم المساس بحیاة السکان ومستوى معیشتهم، بل وضمان تمتعهم بحقوقهم الأساسیة التی یمثل الحق فی حریة التنقل والسفر أحد أبرزها.
وطالب مرکز المیزان لحقوق الإنسان المجتمع الدولی بتحمل مسئولیاته القانونیة والأخلاقیة تجاه المدنیین فی الأراضی الفلسطینیة المحتلة والتحرک العاجل والفاعل لوقف انتهاکات حقوق الإنسان فی الأراضی الفلسطینیة المحتلة، ولاسیما وقف أعمال القتل شبه الیومیة، ورفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطینی خاصة فی قطاع غزة وتوفیر الحمایة الدولیة للسکان المدنیین.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS