القاسم :الفلسطینیون الخاسر الأکبر فی أنابولیس

رأى محللون سیاسیون فلسطینیون, أن اجتماع أنابولس صب فی صالح الجانب الإسرائیلی ولم یحقق الوفد الفلسطینی من خلاله ما کان یرجوه، وعاد محملاً بأعباء أمنیة ومطالب أمیرکیة وإسرائیلیة بتفکیک بنى المقاومة کشرط لتقدم مفاوضات الوضع النهائی التی ستتناول القضایا الفلسطینیة الجوهریة.
فقد اعتبر أستاذ العلوم السیاسیة فی جامعة النجاح بنابلس عبد الستار قاسم، أن اجتماع أنابولیس لم یأت بشیء جدید یذکر، بل انتهى نهایة عادیة کباقی الاجتماعات والمؤتمرات التی شهدتها السنوات الماضیة بین الطرفین الفلسطینی والإسرائیلی.
وذکر أن الاجتماع خرج بمطالب أمیرکیة وإسرائیلیة واضحة, وأن تصریحات الرئیس الأمیرکی جورج بوش ورئیس الوزراء الإسرائیلی إیهود أولمرت کانت صریحة جداً فی الاعتراف بیهودیة إسرائیل وقیام دولة إسرائیلیة ومطالبة الفلسطینیین بتنفیذ البند الأول من خارطة الطریق الذی یقضی بملاحقة المقاومة الفلسطینیة فی الضفة الغربیة وقطاع غزة.
وأشار قاسم فی حدیث للجزیرة نت, إلى أن طریقة طرح رئیس السلطة الفلسطینیة محمود عباس أفکاره خلال الاجتماع لا توحی بحل قریب للقضیة الفلسطینیة, لأنه لم یتطرق إلى القضایا الجوهریة، وانصب ترکیزه فقط على الحقوق الیومیة والمعیشة.
من جانبه قال الکاتب والمحلل الصحفی صالح النعامی، إن عباس ابتلع کل وعوده السابقة لأبناء شعبه، عندما تعهد بأنه لن یذهب لأنابولیس قبل التوصل لوثیقة مبادئ تحدد مسبقاً مصیر القضایا الأساسیة للصراع مثل القدس واللاجئین والحدود والدولة وغیرها من القضایا.
وفی نفس الوقت تراجع وأعضاء وفده المفاوض عن تعهدهم بأنهم لن یصلوا "أنابولیس" قبل إعلان أولمرت تجمید الاستیطان ووقف البناء فی جدار الفصل العنصری، ورفع الحواجز العسکریة فی أرجاء الضفة.
ویرى النعامی أن الطرف الفلسطینی هو الخاسر الأکبر من هذا المؤتمر، مشیراً إلى أن الإعلان المشترک الذی تلاه الرئیس بوش فی مطلع کلمته یمثل استجابة مباشرة للطلب الإسرائیلی بألا تصدر عن هذا المؤتمر أی وثیقة مبادئ ملزمة، والاکتفاء بـ"إعلان نوایا" فقط.
من جهته رأى المحلل السیاسی مصطفى الصواف, أن اجتماع أنابولیس لم یحقق ما کان یطمح إلیه الجانب الفلسطینی، موضحاً أن عباس اعتبر أن انعقاد "أنابولیس" بحضور ممثلین عن عشرات الدول، یمثل إنجازاً للفلسطینیین، على اعتبار أن الدول المشارکة فی أعمال المؤتمر ستضغط على إسرائیل وتقلص من تشددها فی مواقفها، إلا أن الإعلان المشترک قد سحب منه هذا "الإنجاز"، حیث شدد على أن المفاوضات بین الجانبین ستکون "ثنائیة" فقط، مع احتکار الإدارة الأمیرکیة دور الحکم بین الجانبین.
وعبر الصواف فی تصریحات للجزیرة نت, عن خشیته من أن تتسبب نتائج اجتماع أنابولیس فی شطب حق عودة اللاجئین الفلسطینیین إذا وافق الجانب الفلسطینی على بدء المفاوضات علی أساس یهودیة الدولة التی رکز الجانبان الأمیرکی والإسرائیلی علیها خلال الاجتماع.
ن/25