دعوة لإجراء مراجعة سیاسیة شاملة
غزة. وکالة قدسنا للأنباء.
أکدت الجبهة الشعبیة لتحریر فلسطین أن الهدف الحقیقی لاجتماع أنابولیس لیس إیجاد حل وتسویة شاملة وحقیقیة لقضیة فلسطین والصراع العربی – الإسرائیلی وفق مبادئ القانون الدولی وقرارات الأمم المتحدة، بل محاولة جدیدة لتصفیة الحقوق الوطنیة الفلسطینیة وتحقیق أغراض وأهداف أمریکیة – صهیونیة خلال هذا المؤتمر.
وأفاد مراسل وکالة قدسنا للأنباء ، أن الجبهة وقالت " لیس صدفة أن ینعقد لقاء أنابولیس فی 27 نوفمبر2007، وغداً فی 29 نوفمبر یکون قد مضى على مؤامرة وقرار تقسیم فلسطین ستون عاماً، حیث سرقت الحقوق ومزق الوطن وشرد شعبنا قبل ستة عقود، والیوم ینتقلون إلى مرحلة نوعیة جدیدة لتمزیق ما تبقى من هذا الوطن".
وأشارت الشعبیة فی بیان صحفی صادر عنها تعقیباً " حول ما جرى فی هذا اللقاء" أن حدیث الرئیس الأمریکی وترکیزه على خطة خارطة الطریق التی تنص فی بندها الأول على نزع سلاح المقاومة وحدیثه عن دولة فلسطینیة غیر محددة المعالم تقضی على الإرهابیین وتحافظ على أمن إسرائیل محاولة للقضاء على المقاومة المسلحة وکل أشکالها التی یخوضها شعبنا الفلسطینی والتی کفلتها مبادئ القانون الدولی، لافتة إلى أن الرئیس الأمریکی لم یتحدث بکلمة واحدة عن إزالة المستوطنات وجدار الفصل العنصری وأمن الشعب الفلسطینی الذی یتعرض لکل أنواع العدوان والإرهاب والاعتقالات والاغتیالات.
واعتبرت الجبهة إعلان الرئیس الأمریکی التزامه الکامل بأمن إسرائیل کوطن قومی للیهود یفتح الطریق ممهدة أمام مخططات صهیونیة عنصریة لا تستهدف تصفیة حق العودة للاجئین الفلسطینیین فی الشتات فحسب، بل تستهدف أیضاً ترحیل أهلنا الصامدین على أرضهم فی المناطق المحتلة عام 1948م تحت حجة الحفاظ على الطابع الیهودی للدولة الصهیونیة.
وأضافت الجبهة أنه تأکد من خلال اجتماع أنابولیس سعی الإدارة الأمریکیة إلى قطع الطریق على الدعوات الرافضة لبقاء إسرائیل فوق القانون الدولی عبر إدامة التفرد الأمریکی بملف الصراع العربی – الصهیونی وجوهره القضیة الفلسطینیة ومواصلة تغییب دور الأمم المتحدة وقرارات الشرعیة الدولیة واستبدالها بالمرجعیة الأمریکیة عبر الحدیث عن إطلاق عملیة مفاوضات جدیدة للدخول فی متاهات جدیدة وکأنه لم تجر عملیة مفاوضات جربها شعبنا واکتوى بمرارتها خلال خمسة عشرة عاماً بعد توقیع اتفاقات أوسلو، کانت نتیجتها المزید من الاستیطان وفرض الحصار ومصادرة الأرض وتهویدها.
ولفتت إلى أن حدیث الرئیس الأمریکی عن مفاوضات تتوصل إلى اتفاق قبل نهایة عام 2008 لیس أکثر من عملیة تضلیل وخداع تستهدف تحسین وتلمیع صورة الإدارة الأمریکیة بعد غزوها واحتلالها للعراق، خاصة وأنها تعد العدة لخوض الانتخابات الرئاسیة الأمریکیة القادمة.
وتعقیباً على کلمة رئیس وزراء العدو الصهیونی أکدت الجبهة سعی دولة الاحتلال الحثیث لتطبیع العلاقات مع الدول العربیة والإسلامیة ومطالبته بإنهاء المقاطعة دون أن تقدم إسرائیل أی التزام بالانسحاب من الأراضی الفلسطینیة والعربیة المحتلة.
وفی الموضوع اللبنانی والإقلیمی أکدت الجبهة أن إدارة بوش ودولة الاحتلال تسعیان بعد فشل العدوان الصهیونی على لبنان فی 12 تموز العام الماضی وصمود المقاومة اللبنانیة وانتصارها إلى تطویق النتائج الإستراتیجیة لهذا الانتصار وانعکاساته فی عموم المنطقة، من خلال تجدید الأوهام على مفاوضات وحلول سیاسیة وفق المرجعیة الأمریکیة لمواصلة سیاسة کسب الوقت وتمریر مخططات تستهدف سوریا وإیران ومحاصرة وضرب المقاومة فی العراق ولبنان وفلسطین.
وإزاء هذه المخاطر والتداعیات أکدت الجبهة تمسکها بخیار المقاومة والکفاح الوطنی بکافة أشکاله کخیار استراتیجی تفرضه طبیعة الصراع مع عدو استیطانی إجلائی یرفض السلام ویتنکر للحقوق الوطنیة الثابتة للشعب الفلسطینی.
کما دعت السلطة الفلسطینیة لإجراء مراجعة سیاسیة شاملة لمسیرة سنوات طویلة من أوهام الرهان على حیادیة أمریکا والتفاوض مع الکیان الصهیونی تحت رعایتها والخروج من هذا المجرى الذی دفع شعبنا ثمنه باهظاً والتمسک بعقد مؤتمر دولی کامل الصلاحیات تحت رعایة الأمم المتحدة ومرجعیة قراراتها ذات الصلة بالقضیة الفلسطینیة من أجل تنفیذها بدل التفاوض علیها.
کما شددت على ضرورة إنهاء حالة الانقسام الفلسطینی – الفلسطینیة کأولویة قصوى والعمل الجاد لإعادة توحید الساحة الفلسطینیة لبناء وحدة وطنیة جادة وراسخة تقوم على أساس التمسک بالثوابت الوطنیة وإعادة بناء وتفعیل منظمة التحریر الفلسطینیة الممثل الشرعی والوحید للشعب الفلسطینی ومشارکة کافة القوى الوطنیة والإسلامیة ضمن إطارها لمواجهة التحدیات الکبرى المحیطة بالشعب الفلسطینی.
ورفضت الجبهة کافة أشکال الحلول الانتقالیة التی تستبقی الاحتلال وإفرازاته وفی مقدمتها حل الدولة ذات الحدود المؤقتة وتأکید أن حق عودة اللاجئین الفلسطینیین إلى أرضهم ودیارهم التی شردوا منها عام 1948 هو أساس القضیة الفلسطینیة وجوهرها وأنه حق غیر قابل للتصرف أو المساومة.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS