الاثنين 14 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

حضورالعرب فی أنابولیس "انتحار جماعی"

مراقبون: حضورالعرب فی أنابولیس "انتحار جماعی" وإقرار بإسقاط حق العودة / الحضور العربی إلى "أنابولیس" یأتی فی ظل حصار خانق مفروض على غزة وعدوان صهیونی متواصل

 

 أصبحت المشارکة العربیة الواسعة فی لقاء "أنابولیس"، الذی عقد أمس الثلاثاء، استجابة لدعوة من الولایات المتحدة الأمریکیة، مدار نقاش واهتمام من قبل المراقبین السیاسیین للشأن الفلسطینی، وصل الحد ببعضهم إلى اعتبار ذلک "انتحار رسمی جماعی".

ففی الوقت الذی اعتبرت فیه وزیرة الخارجیة الصهیونیة تسیبی لیفنی أن المهم فی لقاء "أنابولیس" هو حجم المشارکة العربیة لا ما سیقدمه رئیس الوزراء إیهود أولمرت، شددت لیفنی على ضرورة أن لا یتدخل العرب فی المفاوضات التی ستجری بین السلطة الفلسطینیة والکیان الصهیونی.

وقد شارکت ستة عشر دولة عربیة فی المؤتمر ، أکثر من عشرة منها لا ترتبط بعلاقات رسمیة مع الکیان الصهیونی.

ویرى الدکتور عادل سمارة الخبیر فی الشؤون السیاسیة والاقتصادیة، أن الاجتماع الدولی فی "أنابولیس" لم یحضر له من أجل الفلسطینیین، ولکن ما یحدث حالیا هو إدخال أکبر عدد ممکن من الأنظمة العربیة فی عملیة التطبیع وتجاوز الفلسطینیین.

وأوضح سمارة أن ذهاب الموقف الرسمی العربی کاملاً إلى المؤتمر هو "انتحار رسمی جماعی"، محذراً من أن هذه الخطوة "سیعاقب علیها التاریخ"، ومشیراً فی الوقت ذاته إلى أن الخطورة تکمن فی أن "إسرائیل ستحقق علاقات طبیعیة واسعة مع العرب من خلال الفلسطینیین".

من جانبه؛ عبّر الدکتور عبد الستار قاسم، أستاذ العلوم السیاسیة فی جامعة النجاح الوطنیة فی نابلس، وأحد المفکرین الفلسطینیین، عن تشاؤمه حول الوضع الفلسطینی الراهن ومدى تمسک القیادة الفلسطینیة، بزعامة محمود عباس، بالحقوق الوطنیة.

وقال قاسم "إن کل الذی دافع عنه الفلسطینیون الیوم یتساقط أو یتم التلاعب به من قبل أشخاص بلا عمق وطنی ودون أی انتماء لهذه الأمة ولا حتى مشارکة جماهیریة مع الناس".

وأکد أنه و"بمجرد الجلوس على الطاولة مع الإسرائیلیین فقد أسقط حق العودة؛ لأن إسرائیل لا یمکن أن تجلس مع أی جهة فلسطینیة أو عربیة دون الإدراک أن هذه الجهة لن تطالب بحق العودة باعتبار عودة اللاجئین الفلسطینیین هی النقیض لوجود الإسرائیلیین على هذه الأرض، دون أن التفکیر بأن هناک مساحة من الأرض تتسع للجمیع، بل ترى فیهم خطراً على وجودها".

ووصف المحامی طلال أبو عفیفة، المعنی بالشؤون الفلسطینیة، مؤتمر "أنابولیس"، بأنه لقاء استعادة لمؤتمر "مدریر" للسلام ولکن بصورة جدیدة.

وقال أبو عفیفة إن مؤتمر الخریف لا یختلف تماماً عن مؤتمر مدرید، ففی حین صمم ذلک المؤتمر لاستیعاب القیادة الفلسطینیة والعربیة فی صف واحد لضرب العراق، یأتی مؤتمر "أنابولیس" الیوم تمهیدا لضرب إیران بعد أن تحولت الأنظمة العربیة إلى أداة فی ید أمریکا.

وشدد على أن الرابح الوحید من هذا کله هی الکیان الصهیونی الذی سیتاح له فی هذه الأثناء الجلوس مع أهم دولة عربیة بشکل طبیعی وهی السعودیة.

من ناحیة أخرى، تطرق أبو عفیفة إلى التحایل الصهیونی على الفلسطینیین من أجل إسقاط حق العودة عن طریق اشتراط ما یسمونه الیوم "الاعتراف بیهودیة الدولة" مؤکدا أن الکیان الصهیونی فی الوقت الراهن "لن یقدم للفلسطینیین شیئاً إلا بعد تقدیم اعتراف واضح بهذه الیهودیة.

ن/25

 


| رمز الموضوع: 131551







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)