غزة تنتفض رفضا لمؤتمر أنابولیس
غزة تنتفض رفضا لمؤتمر أنابولیس وتأکیدا على الثوابت الفلسطینیة
توقفت ظهر أمس الحیاة فی شارع عمر المختار أکبر شوارع مدینة غزة والذی احتضن مسیرة حاشدة شارک فیها مئات الآلاف من المواطنین الذین خرجوا رافضین لمؤتمر أنابولیس، ومؤکدین على التمسک بثوابت الشعب الفلسطینی.
وجاءت هذه المسیرة الحاشدة تلبیة لدعوة اللجنة التحضیریة للمؤتمر الوطنی للحفاظ على الثوابت لرفض مؤتمر أنابولیس وللتأکید على التمسک بالثوابت الفلسطینیة وعدم التفریط بها.
وانطلقت المسیرة الحاشدة التی شارک فیها الرجال والنساء والأطفال والشیوخ من میدان فلسطین وسط مدینة غزة، وتوجهوا وهم یرفعون الأعلام الفلسطینیة واللافتات التی أکدت على تمسکهم بالثوابت وعدم التفریط فی القدس والأقصى.
وجابت المسیرة اکبر شوارع مدینة غزة وهو شارع عمر المختار الذی امتلأ بالمواطنین وصولا إلى المجلس التشریعی غرب المدینة حیث کان هناک مهرجان خطابی، بحضور رئیس الوزراء الفلسطینی فی غزة إسماعیل هنیة.
واعتبر رئیس المجلس التشریعی الفلسطینی بالإنابة الدکتور أحمد بحر فی کلمة له أن مسیرات ومؤتمرات قطاع غزة الحاشدة رسالة عزة وتأکید على تمسک الشعب الفلسطینی وجماهیره الغفیرة بالثوابت والحقوق الفلسطینیة فی مواجهة مؤتمر أنابولیس والمساومة على الحقوق.
وأشار بحر إلى إقرار المجلس التشریعی قانون مشروع حق العودة للاجئین الفلسطینیین وسعیه لإقرار مشروع قانون تحریم التنازل عن القدس وأخر لحمایة المقاومة من أیدی من وصفهم بالعابثین والمستهترین "الذین ینسقون مع الاحتلال الإسرائیلی".
وردد بحر ومن خلفه الجماهیر الغفیرة المحتشدة نص وثیقة العهد والوفاء للقدس وحق العودة: نعاهد الله ثم نعاهد شعبنا أن لا نقبل أی حل للقضیة الفلسطینیة لا یضمن تحریر الأرض والمقدسات وعودة کل اللاجئین إلى دیارهم وبیوتهم التی شردوا منها بعد عام 48 وأن لا نساوم على أی جزء من مدینة القدس بجمیع أرضها وعماراتها ومسجدها الأقصى ومعابدها وآثارها ومقدساتها الإسلامیة والمسیحیة.
من جهته اعتبر القیادی فی حرکة المقاومة الإسلامیة "حماس" ورئیس اللجنة التحضیریة للمؤتمر الوطنی للحفاظ على الثوابت، الدکتور محمود الزهار أن هذه الفعالیات والمسیرات الجماهیریة ضد مؤتمر "أنابولیس" استفتاءً واضحاً وصریحاً لکل من على عینیه "غبش" ویساوم على الثوابت الفلسطینیة.
وقال الزهار مخاطبا الجماهیر المحتشدة "إن أرض فلسطین کلها للمسلمین والمسیحیین فقط وللشعب ولا یملک رئیس ولا دولة ولا أمة ولا جیل ولا الأمم لمتحدة أن تتنازل عن شبر واحد من أرضها".
وأضاف "أن حق العودة إلى مدن فلسطین (حیفا ویافا والمجدل ویبنا والناقورة) حق مکفول ولا ألف أمم متحدة تستطیع أن تنتزع هذا الحق"، مؤکدا "فلیذهبوا إلى ألف مؤتمر ومؤتمر ونقول باسم الشعب نحن لا نفوض أحد أن یوقع باسمنا على وثیقة تمس ثوابتنا الوطنیة ومن سیفعل ذلک سیحکم علیه التاریخ بالخیانة والخذلان".
وشدد الزهار على رفض الشعب الفلسطینی الاعتراف بدولة الاحتلال الإسرائیلی کدولة یهودیة، وقال "من یظن أنا نقر بدولة یهودیة فهو واهم لا اعتراف بدولة إسرائیل، ولن نتنازل عن الحقوق وفی مقدمتها المسد الأقصى والقدس المحتلة وحق العودة"، داعیا إلى توحید الصف الوطنی الفلسطینی قائلاً: "إننا احرص الناس على الحدة الوطنیة خدمة الوطن والمواطن ولیس لسرقه وهتک أعراضه وسنبقی دعاة وحدة"، وتعهد بالمضی فی طرقی تحریر الأسرى والحفاظ على المسجد الأقصى وصولاً لتحریر القدس "عاصمة الدولة والخلافة القادمة".
من جهته قال القیادی فی حرکة الجهاد الإسلامی ونائب رئیس اللجنة التحضیریة المؤتمر الوطنی الدکتور محمد الهندی "إن الجموع جاءت تقول نعم لفلسطین والقدس والثوابت والوحدة والمقاومة، وأتحدى خروج مسیرة من عشرة أشخاص تدعم أنابولیس سواء فی غزة أو الضفة".
وأضاف خلال کلمة له فی المهرجان "لیس منا أو أحد محسوب على شعب فلسطین یفرط بالقدس والثوابت والوحدة، وهذه أرضنا نرویها بدمائنا وندافع عنها بلحمنا ونسیجها بعظام صدورنا ولا نفرط بفلسطین وأرضها".
وتابع "نرید دولة تحمی الحقوق وتحرر الأرض وتحفظ الحقوق، وأوهام الدولة فی أنابولیس هی مؤامرة للالتفاف على الحقوق، وفتح باب التطبیع أمام المهرولون".
وقال القیادی فی الجهاد "فی أنابولیس یزرعون الفتن ویغسلون أیدیهم من فلسطین ویمرون عبر بوابة فلسطین للعصر الأمریکی والإسرائیلی، ویربطون مصیرهم بإستراتیجیة أمریکا و(إسرائیل) ولا یعطوننا دولة ولا یعطوننا سوى الوهم والسراب"، مضیفا "أنهم یتوهمون بإمکانیة القضاء على مقاومة الشعب مستغلین الانقسام الفلسطینی، لکننا شعب حی کم مرة تجاوزنا والمجازر والانقسامات، وثورنا فی وجه الاحتلال فی عدة انتفاضات وثورات".
وأوضح أن دولة الاحتلال فی مرحلة تراجع وتقهقر، فهی لا تستطیع حفظ أمنها، وجیشها تقهقر أمام إرادة الشعب ومقاومته.
وقال "نحن نزرع الشهداء فنحصد النصر، وهم یزرعون الأوهام فیحصدون الخیبة، وینقشع ظلام أنابولیس ویبقى الشهداء"، على حد تعبیره.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS