استعراض مسرحى والإرباک فى أنابولیس
دعا الرئیس الأمریکى جورج بوش القادة الفلسطینیین والإسرائیلیین إلى اجتماعات منفصلة فى البیت الأبیض للتمهید لقمة أنابولیس التى تنعقد الیوم الثلاثاء تحت رعایته بهدف تفعیل مفاوضات السلام فى الشرق الأوسط وسط مخاوف عربیة شعبیة ورسمیة. وأکد بوش التزامه الشخصى بتطبیق رؤیته فى إقامة دولتین، واحدة للفلسطینیین وأخرى للإسرائیلیین.
ومن المقرر أن یفتتح الرئیس الأمریکى القمة بکلمة یشدد خلالها أن تحقیق السلام فى الشرق الأوسط على سلم أولویات المدة المتبقیة لولایته التى تنتهى فى ینایر/کانون الثانى عام 2009. واستبعد مستشار الأمن القومى الأمریکی، ستیفن هادلی، أن یطرح بوش أفکاره الخاصة لکیفیة تحقیق السلام، مضیفاً: "حان الوقت لتدخل الأطراف إلى هذه العملیة عبر المفاوضات ولا أعتقد أن الرئیس خلص إلى أن الوقت مناسب لبدء طرح أفکاره حول نتائج قضایا محددة". وأستطرد قائلاً: "هذه لیست جلسة مفاوضات، بل لبدء المفاوضات".
ویفهم المتابعون من هذه التصریحات أن الإدارة الأمریکیة لیس لدیها اقتراحات ولم تقدم لأحد أى ضمانات ولا تنوى أن یخرج المؤتمر بأى قرارات مصیریة، مهمته الوحیدة تجمیع الأطراف المختلفة حول طاولة التفاوض، وهو ما لم یتحقق من قبل بهذا الحجم، ذلک أن دولا عربیة قلیلة اعترفت باسرائیل وجلست إلیها على طاولة المفاوضات العلنیة.. ویضیف هؤلاء المتابعون أن حضور 14 دولة عربیة جلسات مشترکة مع اسرائیل یعتبر مکسبا إسرائیلیا کبیرا حقق لها اختراقا فى جدار المقاطعة العربیة. ویکاد یتقلص حجم المناوئین للتطبیع بعد أن وافقت أکبر الدول العربیة على المشارکة.
وکانت سوریا أعلنت موافقتها على المشارکة فى مؤتمر "أنابولیس" للسلام، المقرر عقده الیوم بولایة ماریلاند الأمریکیة، ممثلة فى نائب وزیر خارجیتها، فیصل المقداد الذى سیرأس الوفد السورى للمؤتمر. وفى وقت سابق من الأسبوع، قرّرت المملکة العربیة السعودیة ودول عربیة أخرى، المشارکة فى المؤتمر.
وأشار وزیر الخارجیة سعود الفیصل إلى أنّه لن یقبل "بمظاهر مسرحیة" مثل مصافحة المسؤولین الإسرائیلیین، قائلاً إنّه من الضرورى أن ینصبّ الاهتمام على التوصّل إلى تحقیق تقدّم واضح حسب زعمه.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS