المؤتمر الشعبی: یدعو لمجابهة مخاطر أنابولیس
المؤتمر الشعبی: یدعو لمجابهة مخاطر أنابولیس من خلال: إعادة بناء الوحدة الوطنیة والتمسک بالثوابت الوطنیة"
غزة. مراسل وکالة قدسنا للأنباء.
فی ظل الحصار الجائر والعدوان الغاشم على الوطن وخاصةً على قطاع غزة، وفی أجواء الصمود البطولی لشعبنا وتضحیاته الهائلة عقد الیوم المؤتمر الشعبی فی قطاع غزة تحت شعار "مجابهة مخاطر أنابولیس من خلال: إعادة بناء الوحدة الوطنیة والتمسک بالثوابت الوطنیة". وذلک بدعوة من اللجنة التحضیریة بحضور ، یمثلون فصائل وقوى العمل الوطنی، وأعضاء من المجلسین التشریعی والوطنی، ومؤسسات المجتمع المدنی، وأسر الشهداء، وشخصیات دینیة ونقابیة وثقافیة وأکادیمیة.
وأفاد مراسل وکالة قدسنا للانباء بغزة ، أن هذا المؤتمر الشعبی ینعقد فی ظروف دقیقة ومصیریة، مما یلقی علینا مسؤولیات کبرى لحمایة المشروع الوطنی الفلسطینی ، وفی ظل هذه الظروف سیعقد اللقاء الدولی فی أنابولیس فی 27/11/2007 حیث تتواصل المخططات الإسرائیلیة لخنق قطاع غزة ببطء باعتباره کیاناً معادیاً، ووسط تصاعد الممارسات العدوانیة الإسرائیلیة ضد شعبنا، واستمرار التوسع الاستیطانی وبناء جدار الفصل العنصری، ومواصلة اعتقال حوالی 11 ألف أسیر فلسطینی.
وقال مراسلنا : " ان دعوة بوش للقاء الدولی فی الخریف والتی تلت الاقتتال والحسم العسکری فی قطاع غزة هی فی أحد أهم استهدافاتها المعادیة تعمل لاستثمار الانقسام الفلسطینی وتعمیقه والإمعان فی تمزیق الصف الفلسطینی لإضعافه، فی وقت نحن فی أمس الحاجة لوحدته لمواجهة تحدیات العملیة السیاسیة والهجمة العدوانیة الإسرائیلیة.
وأضاف " إن المؤتمر الشعبی مجمع على مواجهة الاستهدافات والمخاطر التی ینطوی علیها انعقاد هذا اللقاء الدولی. فهو اجتماع لا یرتقی لصیغة مؤتمر دولی کامل الصلاحیات ینعقد بمشارکة جمیع الأطراف المعنیة بالصراع وعلى أساس قرارات الشرعیة الدولیة, وبهدف تنفیذها, وتحت إشراف دولی جماعی فی إطار الأمم المتحدة وتحت رعایتها. باعتبار المؤتمر الدولی هو الصیغة الناجعة لإیجاد حل سیاسی متوازن للصراع العربی الفلسطینی الإسرائیلی.
موضحا : " إن دعوة واشنطن تأتی فی سیاق سعی الولایات المتحدة لکسب تأیید فلسطینی وعربی یخرجها من مأزقها بفعل سیاستها العدوانیة فی العراق وأفغانستان وغیرها من دول المنطقة. وهی تصب فی محاولة استحداث مرجعیة جدیدة بدیلة لقرارات الشرعیة الدولیة, تخفض سقف الحقوق الوطنیة الفلسطینیة، وبما ینسجم مع رسالة الضمانات الأمریکیة لإدارة بوش إلى حکومة شارون فی 14/4/2004, والتی تلبی المطامع الإسرائیلیة فی ضم القدس والمستوطنات وشطب حق العودة للاجئین, وتقود إلى حل تصفوی للقضیة الفلسطینیة یقوم على الدولة ذات الحدود المؤقتة.
وقال القائمون على المؤتمر : " بینما ینعقد اللقاء الدولی بعد یومین. فإن حکومة أولمرت فی مفاوضاتها التحضیریة مع الجانب الفلسطینی کشفت مخاطر هذا اللقاء. فمن اشتراط الاعتراف الفلسطینی بإسرائیل کدولة یهودیة، مما یعنی شطب حق العودة، وشطب حقوق ملیون وربع ملیون فلسطینی فی أراضی الـ 48، إلى اشتراط تطبیق المرحلة الأولى من خارطة الطریق، لوضع المفاوضات فی دائرة أمنیة مفرغة، وإصرار الحکومة الإسرائیلیة على عدم تجمید الاستیطان وتفکیک البؤر الاستیطانیة وحتى عدم الوصول إلى وثیقة مبادئ وفق قرارات الشرعیة الدولیة أو وضع جدول زمنی ملزم للتوصل إلى حل.
موضحین إن لقاء أنابولیس بهذا الشکل سیتحول إلى اجتماع خطابات وصور وابتسامات وعلاقات عامة، وتطبیع عربی وإسلامی مع العدو الإسرائیلی کهدف أساسی لهذا الاجتماع الدولی.
و على ضوء کل هذه المعطیات فإن المؤتمر الشعبی الفلسطینی فی قطاع غزة اکد على القضایا التالیة:
أولاً: التمسک بالحقوق الوطنیة الفلسطینیة الثابتة والتی لا تنازل عنها والمتمثلة بـ:
1- إقامة الدولة الفلسطینیة المستقلة کاملة السیادة على جمیع الأراضی الفلسطینیة المحتلة بعاصمتها القدس، وإزالة المستوطنات ورحیل المستوطنین وهدم وإزالة جدار الفصل العنصری.
2- التأکید على حق العودة للاجئین الفلسطینیین إلى دیارهم وممتلکاتهم التی شردوا منها عام 1948 استناداً للقرار 194، واعتبار حق العودة حق جماعی وفردی مقدس ولا یمتلک أحد أی تفویض بالتنازل عنه.
3- إطلاق سراح جمیع الأسرى والمعتقلین شرطاً ملزماً لأی تسویة أو حل.
ثانیاً: ندعو الجانب الفلسطینی والدول العربیة للضغط من أجل مؤتمر دولی للسلام یقوم على أساس قرارات الشرعیة الدولیة، ویؤدی إلى حل شامل لکافة قضایا الصراع العربی الإسرائیلی وجوهرها القضیة الفلسطینیة بأرکانها الأساسیة، وبما یضمن انسحاب قوات الاحتلال الإسرائیلی من جمیع الأراضی الفلسطینیة والسوریة واللبنانیة المحتلة عام 1967، ویؤمن الحقوق الوطنیة الفلسطینیة فی تقریر المصیر والاستقلال والعودة، کما ندعوها لأخذ دورها الفاعل فی فک الحصار الظالم ولجم العدوان الوحشی على شعبنا الفلسطینی.
ثالثاً: إن خوض المفاوضات فی ظل الانقسام الفلسطینی یحمل مخاطر جمة، لأن الهدف الفعلی للسیاسة الأمریکیة والإسرائیلیة هو استثمار حالة الانقسام الفلسطینی لابتزاز جمیع الأطراف واعتصار التنازلات من الجمیع. وتحویل الصراع إلى صراع فلسطینی فلسطینی بدیلاً لأولویة التناقض الرئیسی مع الاحتلال ومقاومته حتى دحره عن جمیع الأراضی الفلسطینیة المحتلة.
کما وأکد المؤتمر أن مواجهة مخاطر أنابولیس تکون من خلال العمل الجاد لإنهاء الانقسام واستعادة وحدة الصف الوطنی. ولذا یدعو المؤتمر إلى حوار وطنی شامل مدخله تراجع حرکة حماس عن نتائج الحسم العسکری, مقابل عودة حرکة فتح إلى طاولة الحوار الوطنی الشامل. وفی هذا السیاق یجدد المؤتمر تأکیده على مبادرات الجبهتین الشعبیة والدیمقراطیة والمبادرة الوطنیة والأکادیمیین والمبادرات الوطنیة الأخرى وجهود حرکة الجهاد الإسلامی کأساس لحل الأزمة من خلال وضع برنامج لتطبیق إعلان القاهرة وما ورد فی وثیقة الوفاق الوطنی وآلیاتها. وذلک بتشکیل حکومة انتقالیة متوافق علیها تتخذ التدابیر الضروریة لعقد انتخابات رئاسیة وتشریعیة على أساس التمثیل النسبی الکامل وفی وقت متوافق علیه فی الضفة والقطاع، وإعادة تفعیل م. ت. ف. على أسس دیمقراطیة، وإعادة بناء مؤسسات المجتمع المدنی بطریقة دیمقراطیة انتخابیة وعلى أساس التمثیل النسبی الکامل وبما یؤمن الشراکة الوطنیة.
رابعاً: إن المؤتمر لا یرى بدیلاً عن الحل السیاسی الدیمقراطی للأزمة الداخلیة الخطیرة، إلا من خلال الحوار الوطنی الشامل بعیداً عن الحوارات الثنائیة التی سرعان ما تنزلق نحو المحاصصة وتفاقم الأزمة بدلاً من حلها.
ولذلک فإن المؤتمر یقرر تشکیل لجنة من عدد من الأعضاء لمتابعة الجهود وصولاً إلى الشروع فی الحوار الوطنی الشامل لإخراج شعبنا من کارثة الانقسام المدمر.
خامساً: التأکید على دور م. ت. ف. الممثل الشرعی والوحید للشعب الفلسطینی، باعتبارها أساس الشرعیة الفلسطینیة، والمرجعیة السیاسیة العلیا للسلطة، والدعوة للعمل الفوری على تفعیل مؤسساتها وتطویرها لتضم جمیع القوى والفصائل، ووضع الآلیات العملیة لتطبیق إعلان القاهرة ووثیقة الوفاق الوطنی، من خلال انتخاب المجلس الوطنی الجدید من داخل الوطن وخارجه وحیثما أمکن فی مناطق اللجوء والشتات، ووفق نظام التمثیل النسبی الکامل.
سادساً: یؤکد المؤتمر أهمیة التوافق الوطنی على حمایة سلاح المقاومة باعتباره حقاً مشروعاً وواجباً وطنیاً غیر خاضع للمساومة. کما یدعو إلى تشکیل جبهة مقاومة موحدة بمرجعیة سیاسیة واحدة. ویطالب المؤتمر الجهات الفلسطینیة المعنیة بتوفیر مقومات الصمود لشعبنا فی مجابهة الاحتلال وحتى دحره وانتزاع حقوق شعبنا فی الحریة والاستقلال والعودة.
سابعاً: توقف المؤتمر أمام الکارثة الإنسانیة التی یعانی منها قطاع غزة وخاصةً على صعید الحصار والعدوان والانهیار الاقتصادی والبؤس الاجتماعی. وهو یرى أن الواجب الوطنی یفرض على م. ت. ف. والسلطة الفلسطینیة والرئاسة بذل کل الجهود وعلى جمیع المستویات العربیة والإقلیمیة والدولیة من أجل رفع الحصار الظالم عن قطاع غزة ولجم العدوان، کما یدعو الرئاسة لإعطاء التوجیهات الملزمة لاستئناف دفع مرتبات جمیع العاملین فی الأجهزة المدنیة والأمنیة للسلطة ودون تمییز على أساس الانتماء السیاسی، وتوفیر المخصصات والرعایة والحیاة الکریمة لأسر الشهداء والجرحى والأسرى والمحاربین القدماء. وتکثیف ومضاعفة برامج الرعایة الاجتماعیة والبطالة للعمال العاطلین عن العمل وذوی الاحتیاجات الخاصة وللطلبة والعائلات الفقیرة خاصةً فی ظل نسبة البطالة الهائلة والارتفاع المریع لمعدلات الفقر المدقع.
ثامناً: یشدد المؤتمر على أهمیة صیانة الحریات الدیمقراطیة, وتحریم الاعتقال السیاسی, ووقف الملاحقات, وإطلاق جمیع المعتقلین السیاسیین, وتجریم اللجوء للسلاح فی حل الخلافات الداخلیة.
إن المؤتمر الشعبی فی قطاع غزة وهو ینعقد بین إعلان الاستقلال ویوم التضامن العالمی مع الشعب الفلسطینی، وهما من أهم إنجازات وحدته ومقاومته الشجاعة، یعتبر أن مجابهة مخاطر اجتماع أنابولیس الدولی، یحتم الأولویة القصوى للخروج من وضع الانقسام المأساوی الذی یعیشه شعبنا والذی یهدد بالخطر کل منجزاته الوطنیة، ویدعو إلى أوسع تحرک شعبی ضاغط على جمیع الأطراف المعنیة کی یستعید شعبنا وحدته فی مواجهة الاحتلال والاستیطان ولمواجهة مخاطر مؤتمر أنابولیس ومن أجل انتزاع حقوقه فی الاستقلال والعودة.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS