هدف "أنابولیس" :إنطباع وجود عملیة تفاوضیة
موسى: عباس یرتکب خطأً تاریخیاً بتقدیمه هدف الدول على التحریر والاعتراف بـ "حقوق" للصهاینة
اعتبر الدکتور یحیى موسى النائب عن کتلة "التغییر والإصلاح"، ممثلة حرکة المقاومة الإسلامیة "حماس" فی المجلس التشریعی، أن هدف لقاء "أنابولیس" هو إعطاء الانطباع بوجود عملیة تفاوضیة بین الفلسطینیین والصهاینة وإطلاق صافرة البدایة لها، مشدداً على أن منظمة التحریر الفلسطینیة "عندما تنازلت عن الحصول على حقنا فی تقریر المصیر دخلت نفقا مظلماً لیس من السهل الخروج منه".
جاء ذلک فی کلمة ألقاها موسى أمام عشرات النسوة خلال الندوة التی نظمتها الحرکة النسائیة الإسلامیة فی منطقة المشروع بمدینة خان یونس (جنوب قطاع غزة)ـ حول "مؤتمر الخریف وحیثیاته والنتائج المتوقعة منه".
وأشار إلى أن أجندة مؤتمر "أنابولیس" غیر معلومة من سیحضره، واعتبر أن مشارکة دولة إسلامیة کبیرة مثل إندونیسیا ومالیزیا "یعنی دخول الدول الإسلامیة على طریق التطبیع مع الکیان الصهیونی".
ورأى النائب فی المجلس التشریعی أن الطرف الفلسطینی مجبر على الذهاب إلى "أنابولیس" ولیس مخیراً، مؤکداً على أن الطرفین الصهیونی و(الفلسطینی) سیخرجان من المؤتمر بکلام مبهم ودون إنجازات حقیقیة، لیثبتا أن المؤتمر لم یفشل".
وأکد أن الکیان الصهیونی سیحصل على هدفه وهو التطبیع مع الدول العربیة والإسلامیة، مشدداً على أن مشارکة الفلسطینیین فی المؤتمر هو بمثابة "إعطاء غطاء للکیان الصهیونی لإقامة علاقات مع الدول العربیة والإسلامیة واختراقها اقتصادیاً".
ولفت موسى النظر إلى أن أمریکا والکیان الصهیونی "تهدفان من وراء عقد المؤتمر الإبقاء على حالة الانقسام الفلسطینیة واستغلالها لحشد المؤتمرین للدخول فی حرب ضد من یصفوهم بـ "الإرهابیین" والحصول على تنازلات جوهریة من الطرف الفلسطینی فی قضایا اللاجئین والقدس والحدود"، مضیفا: "سیقدمون لأبی مازن فی المقابل بعض التسهیلات فی بعض القضایا الإجرائیة المرتبطة بتحسین معیشة الفلسطینیین".
وتابع موسى: "إنهم یشترطون اعتراف الفلسطینیین بالکیان الصهیونی کدولة یهودیة، مما یعنی أنه لا عودة للاجئین إلى دیارهم وممتلکاتهم التی هجروا منها سنة 1948، وإلغاء قرار الأمم المتحدة الخاص بذلک، مما سیعطی شرعیة لطرد أهالی الـ48 والاستیلاء على ممتلکاتهم وأراضیهم".
ونبّه إلى "خطورة اعتراف رئیس السلطة محمود عباس بالقدس الغربیة عاصمة للکیان الصهیونی، مما یعنی نقضا لقرار مجلس الأمن "1515" الخاص بها والذی یقر بأنها محتلة وأنها لابد أن تکون تحت الرعایة الدولیة".
وشدد موسى على أنه لا یوجد أحد فی العالم یعترف للکیان الصهیونی بأی شبر من القدس، منوها إلى خطورة تعامل عباس مع الضفة الغربیة کمساحة من الأرض یطالب بالحصول على جزء منها دون النظر لطبیعته وإقراره بمبدأ تبادل الأراضی، "فهو یتعامل مع قضیتنا باعتبارها قضیة مصالح وحدود، بینما هی قضیة مقدسات" على حد تعبیره.
وحول الأهداف الصهیونیة والفلسطینیة من المشارکة فی مؤتمر الخریف، أشار موسى إلى رغبة أولمرت برفع شعبیته من خلال الدخول فی مفاوضات مع الفلسطینیین فی ظل اتفاق کل من الیمین والیسار الصهیونی لأول مرة على ضرورة قیام دولة فلسطینیة لکی تکون عودة اللاجئین لها فقط ولکی یطالبوها بأداء الوظیفة الأمنیة فی قمع المقاومة، بینما یرید الفلسطینیون دولة فلسطینیة.
واعتبر موسى أن تقدیم هدف الدولة قبل التحریر "خطأ تاریخی، لأنها ستکون مطالبة بوظائف الاحتلال نیابة عنه"، معرباً عن اعتقاده بأنه "لن یتغیر شیء فی واقعنا الفلسطینی جراء عقد هذا المؤتمر کون الصهاینة لا یتعاملون معنا کشعب له حق تقریر المصیر".
وکشف النائب عن "حماس" النقاب عن أن السیاسة الأمریکیة فی المنطقة "قائمة على إعادة تقسیم الدول العربیة، کما یحدث الآن فی العراق وفلسطین ولبنان، مما یجعلنا أمام اتفاقیة سایکس بیکو جدیدة لیبقى الکیان الصهیونی دولة محوریة مسیطرة على المنطقة العربیة وذلک من خلال إثارة القلاقل فی المنطقة وتصنیف دولها إلى دعاة سلام وإرهابیین".
وأضاف موسى أن الکیان الصهیونی سیحشد "المعتدلین" فی حربها القادمة ضد إیران التی ستکون لخدمة الکیان الصهیونی، لأن حیازة إیران لقنبلة نوویة ستنهی أمن الکیان الصهیونی، "فهی تحاول إقناع العرب بأنها تحاول حل جوهر الصراع العربی الصهیونی لیکونوا معها فی حروبها القادمة"، کما قال.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS