الاثنين 14 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

صواریخ المقاومة سوف تبقى

 المستشار السیاسی لرئیس الوزراء "هنیة" : لن تغیب عن مسامعنا تلک التصریحات للإمام الخمینی (رض) عن إسرائیل باعتبارها غدة سرطانیة لابد من استئصالها

 

قال الدکتور أحمد یوسف المستشار السیاسی لرئیس الوزراء الفلسطینی المقال إسماعیل هنیة :

ما العیب فی أن تکون شیعیًا ؟ فالشیعة الیوم هم عزُّ هذا الزمان، تحدوا الاستکبار العالمی الذی تمثله أمریکا وإسرائیل، ووقفوا إلى جانب المستضعفین من أبناء فلسطین، فعندما انتصرت الثورة الإسلامیة فی إیران، قام الإمام الخمینی (رض) بتحویل السفارة الإسرائیلیة هناک إلى سفارة فلسطینیة، افتتحها الرئیس أبو عمار (رحمه الله) ،وعندما اندلعت الانتفاضة الفلسطینیة فی دیسمبر 1987 وسقط هناک الآلاف من والشهداء والجرحى ومثلهم من المعتقلین والأسری، هبت الجمهوریة الإسلامیة فی تقدیم الدعم لأسرهم، واستضافت المئات منهم فی مستشفیاتها، وکانت تفخر بحضورهم على أراضیها، وأقامت نصبًا تذکاریاً یمجد تضحیاتهم فی أهم ساحات طهران وأطلقت علیه اسم میدان فلسطین ( ساحة فلسطین ) ، ولعلنا لا ننسى تلک المنح والعطایا التی قدمتها مؤسسات شیعیة فی لبنان لأهلنا فی الضفة والقطاع.

وأضاف: لن أنسى ـ من خلال مشاهداتی فی إیران ـ تلک الحشود الملیونیة فی جامعة طهران، التی کانت هتافاتها لفلسطین والمسجد الأقصى تهز جنبات المکان، وتجعلنا نفخر بنسبنا لهذه الأرض المبارکة، ولن تغیب عن عیونی تلک الرسومات الجداریة للشیخ أحمد یاسین والدکتور فتحی الشقاقی وأطفال الحجارة وهی تزین حوائط المبانی والساحات فی أشهر شوارع العاصمة طهران.. کنت أشعر بأن فلسطین تسکن کل بیت فی إیران.

وزاد: صحیح نحن ننتمی عقائدیًا إلى أصحاب المذهب السُنی، ولکننا جمیعًا أبناء دین واحد، ومشروعنا فی رؤیة الإسلام یحکم حیاتنا، وأن نکون طلیعته الرسالیة للعالمین هی فی النهایة المحرک لنشاطنا السیاسی والدافع لکل لعملنا الجهادی.

وتابع: لن تغیب عن مسامعنا تلک التصریحات للإمام الخمینی (رض) عن إسرائیل باعتبارها غدة سرطانیة لابد من استئصالها، وکذلک کلمات الدعم والتأیید لقضیتنا على لسان کل من سماحة مرشد الثورة على خامئینی، والرئیس محمود أحمدی نجاة، التی تؤکد لنا حیویة عمقنا الإسلامی وفعالیته. وأکد أن الشعب الفلسطینی یعتز بالعلاقة مع إیران کما العلاقة بالسعودیة ومصر، وفلسطین ستبقى قضیتنا المرکزیة التی نحشد لها جموع الأمة، ونُعدُّ لتحریرها سواعد الرجال من مکة إلى طهران.

وأضاف السید احمد یوسف : صواریخ المقاومة سوف تبقى ـ بالنسبة للفلسطینیین ـ أداة ردع قابلة للتطویر والعمل على خلق حالة من "توازن الرعب"، إذا ما استمر الاحتلال فی غیه واستکباره، وتمادی فی عدوانه ووحشیته على أرضنا وشعبنا. 

وأکد یوسف فی لقاء مع المکتب الإعلامی للأمانة العامة لمجلس الوزراء :  "صواریخ المقاومة ستبقى رسالة إنذار للإسرائیلیین،منوهاً إلى أن هذه الصواریخ التی أبدعت إنتاجها محلیاً فصائل المقاومة ربما لا تشکل ـ الآن ـ تهدیدًا لإسرائیل، ولکن  ما یعرفه الخبراء فی هذا المجال هو أن هذه الصواریخ التی ما یزال تأثیرها محدوداً کونها لا تحمل رؤوساً تفجیریة قاتلة، فإن بالإمکان تطویرها فی غضون فترة زمنیة قصیرة لجعلها تحقق حالة من الرعب والهلع  کافیة لجعل الإسرائیلیین یعیشون وضعیة من الألم لا تقل عما یعانیه شعبنا جراء الاجتیاحات المتکررة على مدننا وقرانا فی الضفة الغربیة وقطاع غزة".

وأوضح یوسف أن المقاومة تستخدم هذه الصواریخ ـ بإمکانیاتها المتاحة الآن ـ للرد على العدوان الإسرائیلی والتصدی له،ولقد قلنا فی الحکومة العاشرة والحکومة الحادیة عشرة بأننا على استعداد لوقف إطلاق نار شامل ومتبادل ومتزامن مع إسرائیل، وإن کافة فصائل المقاومة سوف تلتزم بالموقف الوطنی الذی تستدعیه ضرورات التخفیف والتخذیل، بسبب الاحتلال والحصار المطبق على أهلنا فی قطاع غزة.

وذکر أن إسرائیل نجحت فی إقناع العالم بأن عدوانها المتواصل على الشعب الفلسطینی هو بسبب الصواریخ التی تطلقها فصائل المقاومة من قطاع غزة، فی محاولاتها الممنهجة لخداع الرأی العام العالمی، وبهدف التغطیة على جرائم الاحتلال شبه الیومیة على شعبنا فی الضفة الغربیة والقطاع. 

وأشار إلى أن حماس التزمت بالتهدئة من جانب واحد قرابة عام ونصف إلا أن إسرائیل ظلت تنتهک هذه التهدئة، وواصلت مسلسل القتل والاغتیال للکوادر الفلسطینیة فی الضفة الغربیة وقطاع غزة.

ونوه أحمد إلى أن اللجنة الرباعیة وضعت العربة أمام الحصان حین أصرت على شرط الاعتراف بإسرائیل، لأن هذا الشرط کان معناه أن المطلوب هو عدم تحرک الأمور قید أنملة، والعمل بکل السبل على إجهاض حماس قبل أن تدب الحیاة فی الجنین، ویرى شعبنا ثمرة منحهم الثقة فیها.

وأوضح أن الغرب إلتف ـ خاصة الولایات المتحدة ـ لما تریده إسرائیل، فوضعوه شروطًا علینا ولم یحملوا الطرف الإسرائیلی فی المقابل  بأیة التزامات تجاه حقوقنا وثوابتنا الوطنیة،ولقد طرحنا على الغرب والرباعیة وکل من وجه إلینا هذا السؤال تساؤلات مشروعة، وللأسف لم نجد منهم آذانًا صاغیة، قلنا لهم:

وأضاف،بأی إسرائیل سنعترف؟! ما هی حدود هذه الدولة التی تتحدثون عنها؟ وهل الجولان ضمن أراضیها؟ وهل مزارع شبعا منها؟ وأین حدود الدولة الفلسطینیة المزمع إقامتها؟ وماذا عن حق العودة ؟ وما مصیر الفلسطینیین (عرفات ، أبو مازن، م ت ف) الذین اعترفوا لإسرائیل بهذا الحق؟ هل التزم الطرف الإسرائیلی بالاستحقاقات والتعهدات التی قطعها على نفسه فی اتفاقات أوسلو وطابا ...الخ؟ وماذا حدث للتفاهمات والاتفاقیات التی تم توقیعها مع الإسرائیلیین؟! فهل أوفوا بما عاهدوا علیه أنفسهم للطرف الفلسطینی أم لا ؟ وهل القانون الدولی یفرض على شعب أو حکومة تحت الاحتلال أن تمنح شرعیة للمحتل؟ هل انتهى الاحتلال أم مازلت إسرائیل تماطل، ویغطی الغرب تعنتها وتعدیاتها؟ وماذا عن جدار الفصل العنصری الذی رفضه العالم وطالبت محکمة العدل الدولیة فی لاهای عام 2004 بهدمه والتعویض للفلسطینیین الذین تضرروا منه؟

وأکد یوسف أن قضیة الاعتراف بما لها من تداعیات دینیة وسیاسیة وقانونیة وأخلاقیة وعسکریة علینا وعلى المنطقة بأسرها، کون فلسطین/الأقصى تجسد قضیة مرکزیة فی وجدان الأمتین العربیة والإسلامیة، ویتجاوز التعاطی معها ـ بکل تأکید ـ أبعادها المحلیة، فإنها تفرض على المجتمع الدولی محاورتنا والتعاطی معنا، وإدراج رؤیتنا السیاسیة وما لدینا من تصورات وحلول فی حزمة مساعیه وجهوده لتحقیق الاستقرار والأمن والازدهار بالمنطقة، ولیس فقط الرضوخ للمنطق الإسرائیلی وإملآءاته المناقضة للأعراف والقوانین الدولیة.   

وقال یوسف ،إن رؤیة حماس (الحرکة والحکومة) هی إعطاء الأولویة لإنهاء الاحتلال، وتعتمد هذه الرؤیة على أن المقاومة هی حق مشروع للشعب الفلسطینی، فطالما أن هناک احتلالاً، فالقوانین والشرائع الدولیة تعطینا الحق فی مقاومة الاحتلال.

وأضاف:ومن هنا، فمن التجنی اتهام مقاومتنا المشروعة للإحتلال بالارهاب، فلقد استباحت إسرائیل عبر إرهاب الدولة کل أشکال التعدی على أرضنا وشعبنا، وأطلقت العنان لآلتها العسکریة أن تقتل وتدمر وتقترف المجازر بحق المدنیین، ولم نسمع من المجتمع الدولی استنکاراً وتندیداً بمثل هذه الممارسات الإرهابیة، وللأسف کانت إسرائیل تجد ـ دائمًا ـ من یمنحها الحصانة، ویغطی الجرائم التی ترتکبها بحق الانسانیة على أرض فلسطین.

وزاد: لقد حرصت حماس (الحرکة والحکومة) على التعاطی مع الأجواء السیاسیة التی اعقبت فوزها فی الانتخابات التشریعیة ینایر 2006، وطرحت رؤیتها السیاسیة القائمة على فکرة الهدنة طویلة الأمد، والتی تتضمن انسحاباً إسرائیلیاً من المناطق التی احتلتها عام 1967، مقابل وقف شامل لإطلاق النار، على أن یتم إطلاق سراح کافة الأسرى والمعتقلین، والتعاطی مع حق العودة وفق القرار 194 الصادر عن الأمم المتحدة.

وأکد یوسف ،أنه مع تعثر الجهود السلمیة، فإن خیارات المقاومة المسلحة تبقى هی المرشحة لمواجهة الاحتلال وانهائه،لافتاً الى أن حماس (الحرکة والحکومة) سعت لشرح موقفها السیاسی للعدید من الجهات الأوروبیة والأمریکیة، وتعاطت بإیجابیة فی حواراتها مع هذه الأطراف، وشهدت تفهماً أفضل تجاه طروحاتها السیاسیة ورؤیتها لانهاء الاحتلال.

وتابع قائلاً:للأسف بقی الموقف الأمریکی على حاله من الإنحیاز لإسرائیل، وممارسة الضغط على الأطراف العربیة والدولیة لاستمرار سیاسة الحصار والعزلة السیاسیة على حماس (الحرکة والحکومة) حتى یومنا هذا، ولولا هذه السیاسة المتعنتة لشهدنا انفراجاً فی العلاقة مع حماس، وتواصلاً یمهد الطریق لفرص نجاح الجهود والمبادرات السلمیة بالمنطقة.

وأوضح یوسف ،أنه برغم الصراع القائم بین فتح وحماس، فإن هاتین الحرکتین تمثلان نبض الإجماع الوطنی، ولا یمکن لأی طرف أن یتجاهل الطرف الآخر، للأسف لم تسلم فتح بفوز حماس، وعملت على عرقلة جهودها فی تحقیق الإصلاح والتغییر الذی وعدت به الشارع الفلسطینی، وعانت حکومة حماس من تمرد حرکة فتح وکوادرها داخل أجهزة السلطة الأمنیة والمدنیة، وظلت سیاسة المناکفة هی دیدن الحرکة، ولم تمنح الحکومة الفلسطینیة فرصة للإلتقاط الأنفاس حتى فی حکومة الوحدة الوطنیة التی انخرطت فیها ـ ظاهریاً ـ حرکة فتح، وشارک وزراؤها فی اجتماعات الحکومة الحادیة عشر التی ترأسها إسماعیل هنیة.

وأضاف: بالطبع من خلال الحکومة العاشرة آثرت حرکة فتح عدم الدخول مع حرکة حماس فی شراکة سیاسیة، وکانت رهاناتها على فشل حماس فی إدارة شؤون الحکم لغیاب التجربة، وقلة الطاقات المؤهلة من کوادرها... ونجحت حرکة حماس ـ برغم کل التعقیدات التی وضعت فی طریقها ـ من أن تمضی قدماً، وتتکیف مع ظروف الحصار الذی فرضه العالم علیها، وتتخطى عقبة العزلة السیاسیة بالتواصل مع عمقها العربی والإسلامی، ونجاح بعض وزرائها ونوابها ومسؤولیها الکبار فی زیارة العدید من العواصم الغربیة.

وأضاف: أن الوطن فوق الجمیع، وأن من الأکرم لک أن تخلع عباءة السلطان لتظلل وحدته، فهذا خیر لک وأنفع من الجلوس على أطلال کرسیٍ لوطن محتل، تبدو فیه کالرجل الذی فقد ظله،وسأقول لک ـ یا سیادة الرئیس ـ ما قلته أنت لرئیس الوزراء إسماعیل هنیة: " أن یصلح الله حاله ویهدیه إلى الصراط المستقیم".

و أضاف :إذا تعاطینا بصدق وتجرد وإخلاص مع مواقف إخواننا الشیعة فی لبنان، لاستوجب الأمر منا إظهار کل معانی الحب والتقدیر لهم، فبفضل مروءتهم ودفاعهم عن المخیمات لم یجرؤ أحدٌ على التعرض لهم ـ بشکل عام ـ فی لبنان، ویشهد على ذلک إخواننا فی مخیم برج البراجنة،وإذا نظرنا إلى التغطیات الإعلامیة لتلفزیون المنار خلنا أنه لفلسطین.

وذکر :لقد وقف الشیعة فی لبنان خلف القضیة وحملوها، وعلى رأسهم سماحة الأمین العام حسن نصر الله، الرجل الذی یمثل بمواقفه وزن أمة، والذی جعل من القدس والمسجد الأقصى عنوانًا للتضحیة والفداء.. لن ینسى شعبنا ذلک الاستقبال الحافل لمبعدی مرج الزهور، والاحتضان المعبر لقضیتهم ومعاناتهم منذ الیوم الأول للمحنة.. لن أنسى ما حییت تلک الکلمات التی همس بها أحد کوادر حزب الله الذی رافقنی وأنا فی طریقی للقاء سماحة الأمین العام حسن نصر الله، حیث قال: "نحن تربیتا على حب فلسطین، ندافع عن لبنان، ولکنَّ عیوننا ترنو إلى المسجد الأقصى، أما قلوبنا فمسکونة بالقدس وأکنافها، وهذه التضحیات هی فداءٌ لها".. هذه الکلمات وروحها سمعتها ـ أیضا ـ من سماحة العلامة محمد حسین فضل الله عندما التقیت به فی مکتبه بالضاحیة الجنوبیة عام 2001.. إن فلسطین والمسجد الأقصى هما عنوانٌ لکل ما تقدمه إیران وحزب الله لشعبنا وقضیته.

وقال:عار یجلجل على تلک الأفواه التی تسعى للإساءة إلى تلک العلاقة الأخویة التی تربطنا بأمتنا العربیة والإسلامیة، وما تمثله من عمق استراتیجی لقضیتنا بکل أبعادها السیاسیة والتاریخیة والدینیة.

ن/25

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


| رمز الموضوع: 131491







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)