فصائل:"أنابولیس" محطة لتصفیة القضیة الفلسطینیة

خلال ندوة سیاسیة نظمتها "حماس" فی النصیرات / خمسة فصائل تحذّر: "أنابولیس" محطة من محطات تصفیة القضیة الفلسطینیة

 أجمع قادة فی خمسة فصائل فلسطینیة رئیسیة على رفض مؤتمر "أنابولیس" واعتباره محطة من محطات تصفیة القضیة الفلسطینیة. وحذر القیادیون من سعی المؤتمر لفرض الحلول الاستسلامیة مؤکدین ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطینی والعودة للحوار، باعتبار ذلک ضمانة قویة لتمتین الجبهة الداخلیة ووقف الانحدار وتقدیم التنازلات.

جاء ذلک خلال الندوة السیاسیة التی نظمتها حرکة المقاومة الإسلامیة "حماس" مساء الجمعة (23/11) بعنوان "مؤتمر أنابولیس إلى أین؟" وذلک فی صالة نادی خدمات النصیرات، وسط قطاع غزة، وحضرها قیادیون من حرکة "حماس" وحرکة الجهاد الإسلامی، والجبهة الشعبیة لتحریر فلسطین، والجبهة الشعبیة "القیادة العامة" و"الصاعقة".

*المصری: المطلوب من المؤتمر رأس المقاومة الفلسطینیة

وأکد مشیر المصری أمین سر کتلة "التغییر والإصلاح" ممثلة "حماس" فی المجلس التشریعی أن هذا المؤتمر "یأتی فی مرحلة حساسة تمر بها القضیة الفلسطینیة ویأتی فی إطار سیاسة ممنهجة لتصفیة القضیة الفلسطینیة وحرفها عن مسارها وفرض أجندة خارجیة".

وأشار إلى أن موازین القوى فی فلسطین أخّرت هذا المشروع وأن الإدارة الأمریکیة شعرت أن مسیرة عقود من التسویة قد توقفت بفضل المقاومة.

وقال النائب فی التشریعی : أن أمریکا ترید أن تبث الروح لإعادة العملیة السیاسیة لتلمیع صورتها وللتغطیة على الإرهاب الذی یمارس بحق الشعب الفلسطینی وبث الروح فی جثة میتة، فی إشارة إلى عملیة التسویة، ولأنها ترى أن هناک قیادة ضعیفة، فی إشارة منه إلى فریق عباس فی رام الله، مستعدٌ أن یقبل بالدون وأن یقبل بکل الشروط التی تریدها أمریکا.

وأضاف أن مؤتمر "أنابولیس" فیه خطوة للعبث فی إرادة الشعب الفلسطینی وللزج به فی مغامرات هو فی غنى عنها.

وأکد المصری أن المطلوب من هذا المؤتمر هو "رأس المقاومة الفلسطینیة، وفرض الحلول الذی وصفها بالاستسلامیة ونزع سلاح المقاومة فی الضفة الغربیة". وقال: "إن الخطورة أن هذا المفاوض یجرى ویلهث وراء التسویة مع أنه جرب کل مبادرات التسویة التی أثبتت فشلها"، على حد تعبیره .

*البطش: "أنابولیس" هدفه تصفیة للقضیة

وفی مداخلته؛ اعتبر خالد البطش القیادی فی حرکة الجهاد الإسلامی أن مؤتمر "أنابولیس" هو محطة من محطات التصفیة للقضیة الفلسطینیة.

وأرجع عقد هذا المؤتمر إلى مجموعة من الأسباب أولها أن أمریکا والکیان الصهیونی یریدان أن یستفردا ویستنزفا المقاومة ویسعیان للاستقواء بطرف على طرف آخر.

وقال البطش إن الهدف الآخر من وراء هذا المؤتمر هو سعی أمریکا لإخراج نفسها من أزمة العراق وأفغانستان ومحاولة تبریر فشلها.

ودعا القیادی فی الجهاد رئیس السلطة الفلسطینیة محمود عباس بأن لا یذهب إلى المؤتمر لأنه إن ذهب فسوف یقدم تنازلات، الشعب الفلسطینی فی غنى عنها.

وعن کیفیة مواجهة هذا المؤتمر؛ دعا البطش حرکتی فتح وحماس إلى حوار فعال لتقلیص حالة الانقسام السائدة فی الضفة وغزة، والتوحد فی مواجهة العدوان.

*مزهر: حاشیة عبا متهاویة

وفى کلمة الجبهة الشعبیة لتحریر فلسطین؛ قال جمیل مزهر، القیادی فی الجبهة، إن من یراهن على تحقیق نتائج إیجابیة لهذا المؤتمر فإنه یراهن على الخداع التی مارسته سلطات الاحتلال على مدار السنین.

وأضاف مزهر أن مؤتمر "أنابولیس" یأتی فی ظل حصار خانق على قطاع غزة وعدوان مستمر وقتل متعمد واعتقالات مبرمجة.

وعن أهداف أمریکیا والکیان الصهیونی فی هذا المؤتمر؛ أکد أن أمریکا ترید التغطیة عن فشلها فی أفغانستان والعراق وتحقیق مکاسب للحزب الجمهوری وصنع إنجاز لبوش قبل الانتهاء من حکمه وللتغطیة عن هزیمة أولمرت ولبنان.

وأکد مزهر أن الرد على مؤتمر "أنابولیس" یأتی بعودة الحوار بین حماس وفتح واعتبار منظمة التحریر الفلسطینیة هی الممثل الوحید، وإعادة إحیائها، والتمسک بالمقاومة کخیار استراتیجی.

وشن القیادی فی الجبهة الشعبیة هجوماً لاذعاً على یاسر عبد ربه عضو الوفد الفلسطینی المفاوض لمؤتمر "أنابولیس" باعتباره صاحب "وثیقة جنیف" (التی تنازلت عن حق العودة للاجئین الفلسطینیین)، واصفاً الحاشیة التی تحیط برئیس السلطة عباس بالمتهاویة.

وقال فی نهایة کلمته أن مؤتمر الخریف لن یکون إلا مهرجاناً خطابیاً ولن یستفید منه إلا الأمریکان والصهاینة.

*الحکیم : "أنابولیس" سینعکس سلباً على القضیة الفلسطینیة

ومن ناحیة أخرى؛ أکد لؤی الدکتور عادل الحکیم متحدثا باسم الجبهة الشعبیة – "القیادة العامة" أن لقاء "أنابولیس" سینعکس على القضیة الفلسطینیة بنتائج سیئة.

وقال إن مؤتمر الخریف یأتی فی جانبین، موضحاً فی الجانب الأول أن السبب فی عقد هذا المؤتمر هو الانهزام الأمریکى فی العراق وأفغانستان وفشله فی إدارة الأزمة مع إیران وفى ظل الوضع المتدهور للحکومة الصهیونیة.

وعن الجانب الثانی أوضح أن تاریخ المفاوضات لم یجلب لنا سوى الخلافات الداخلیة، متسائلاً: "ماذا جلبت لنا المفاوضات مع الاحتلال؟!".

* الصاعقة: التنازل عن الثوابت خیانة لا تغتفر

بدوره؛ قال محیى الدین أبو دقة فی کلمة منظمة "الصاعقة" إن هذا المؤتمر "یأتی فی ظل الحصار على قطاع غزة والانقسام الداخلی"، داعیاً رئیس السلطة محمود عباس والوفد الفلسطینی أن لا یذهبوا إلى المؤتمر "لأن الذهاب یعنى التفریط بالثوابت الفلسطینیة"، واصفاً التنازل عن الثوابت الفلسطینیة "بالخیانة التی لا تغتفر لأحد".

ودعا أبو دقة إلى التمسک بحق عودة اللاجئین والتمسک بالمقاومة حتى اندحار الاحتلال عن هذه الأرض، مؤکداً فی الوقت ذاته على الوحدة الوطنیة على "قاعدة الانتفاضة ومقاومة مشاریع العدو الصهیونیة وتحریر کامل الأسرى فی المعتقلات الإسرائیلیة".

ن/25