شخصیات سوریة وفلسطینیة تنفی منع سوریة

شخصیات سوریة وفلسطینیة تنفی أن تکون سوریة منعت عقد مؤتمر دمشق

نفت مصادر إعلامیة سوریة وفلسطینیة رسمیة الأنباء التی ترددت عن أن دمشق قد أشارت للفصائل الفلسطینیة المقیمة فی سوریة بعدم عقد المؤتمر الوطنی الذی کانت تعد له رداً على مؤتمر أنابولیس، واعتبرت إشاعة هذه الأخبار تعبیرا عن أمانی جهة سیاسیة محددة ولا أساس لها على أرض الواقع.

واعتبر رئیس اتحاد الصحفیین السوریین إلیاس مراد فی تصریحات خاصة أن کل ما نشر من أخبار عن أن دمشق قد منعت عقد المؤتمر الوطنی للفصائل الفلسطینیة أمر لا یعتد به، وقال: "إذا قرر الفلسطینیون بوسائلهم السیاسیة والسلمیة ورأوا أن مصلحته تقتضی عقد المؤتمر فإن سوریة لا یمکن لها أن تتدخل فی قرارهم، ولذلک فأمر المؤتمر شأن داخلی لا یمکن لسوریة أن تتدخل وتمنعه، فمن حق الفلسطینیین دائما أن یعبروا عن آرائهم بحریة کاملة، وبالتأکید لا یوجد توجه سوری أو مانع من عقد مثل هذا المؤتمر کما لم یکن أی مانع لدى سوریة عبر التاریخ أن یعبر الفلسطینیون عن آرائهم".

ونفى إلیاس مراد أن تکون لدمشق أی نیة للمشارکة فی مؤتمر أنابولیس إذا لم یتضمن المؤتمر بندا أساسیا یتعلق بمسألة هضبة الجولان.

من جهته وصف المسؤول الإعلامی فی اللجنة التحضیریة لمؤتمر الفصائل فی دمشق، التصریحات الصادرة عن أن السلطات السوریة قد ألغت المؤتمر، بأنها "اختلاق وتمنیات لفریق أوسلو، وتمنیات لأولمرت"، وقال: إن "المعلومات التی تتحدث عن قرار السلطات السوریة تأجیل مؤتمر دمشق غیر صحیحة على الإطلاق، ونحن الآن ندرس الترتیبات والإجراءات المناسبة لعقد هذا المؤتمر، أما المصدر الذی نقلت عنه صحیفة "القدس العربی" الخبر فهو مصدر مفبرک، لأن السوریین لم یمنعوا المؤتمر على الإطلاق، والتشاور الآن یجری بین الأطراف المعنیة بعدم المشارکة فی مؤتمر أنابولیس".

ورفض رجا الربط بین الموقف السوری من مؤتمر المعارضة العراقیة الذی تم تأجیله قبل عدة أسابیع وبین الحالة الفلسطینیة، من حیث أن القضیة الفلسطینیة تعتبر برأیه جوهر الصراع کله فی الشرق الأوسط والتی لا یمکن حسم الصراع فیها بحلول استعجالیة، على حد تعبیره.

وقد نفى مصدر سیاسی رفیع المستوى فی المکتب السیاسی لحرکة المقاومة الإسلامیة "حماس" هذه الأنباء عن توجه سوری لإلغاء مؤتمر دمشق.

واعتبر الکاتب والمحلل السیاسی العراقی فاضل الربیعی المقیم فی سوریة أن الحدیث عن قرار بمنع دمشق لمؤتمر الفصائل الفلسطینیة أمرا سابقا لأوانه، على اعتبار أن مؤتمر أنابولیس فی حد ذاته لا یزال غیر واضحا، وقال: "من المبکر الحدیث عن موقف سوری برفض المؤتمر الفلسطینی الوطنی الذی دعت له الفصائل الفلسطینیة المعارضة لمؤتمر أنابولیس على اعتبار أن مؤتمر أنابولیس مازال غیر واضح المعالم، ومن المعلوم أن الجانب الفلسطینی کان قد أرسل مندوبا إلى دمشق وتمنى على السوریین مساعدة الجانب الفلسطینی، وأکد لهم أن الرئیس عباس غیر عازم على التنازل عن القضایا الرئیسیة وأن وجود سوریة فی أنابولیس مهم وأنه من الأفضل عدم السماح بعقد المؤتمر".

وأشار الربیعی إلى أن السوریین من زاویة المصلحة القومیة فإنهم إذا حضروا سیدعمون الجانب الفلسطینی کی لا یتنازل أکثر، ولذلک فإن تأجیل مؤتمر دمشق یأتی فی إطار البحث عن طریقة لمنع السلطة من الانزلاق إلى مزید من التنازلات، والمسألة لا تتعلق بإلغاء وإنما تأجیله بما یمکن من دراسة المعطیات الناجمة عن مؤتمر أنابولیس، على حد قوله.

ووصف الربیعی الحدیث عن خشیة قادة الفصائل الفلسطینیة من طرد سوریة لهم استجابة للضغوط الأمریکیة والإسرائیلیة بـ "السخیف"، وقال: "أنا واثق من أن الموقف السوری موقف متوازن، والحدیث عن الطرد کلام سخیف ولیس له أی معنى، فهذه کلها عبارة عن أوهام، ذلک أن سوریة ذکیة وتدیر الملف بحکمة بالغة"، على حد قوله.    

وکانت صحیفة "القدس العربی" الصادرة  أمس الجمعة قد نقلت عن مصدر فلسطینی أن دمشق منعت الفصائل الفلسطینیة المعارضة لمؤتمر انابولیس من عقد اجتماع مناهض للمؤتمر، وأنها رضخت للضغوطات الأمریکیة والعربیة والأوروبیة والفلسطینیة أیضا لأنها لا ترید أن تسوء علاقاتها أکثر مع الإدارة الأمریکیة، کما أنها تعول على أن یضغط الأمریکیون على تل أبیب لإحیاء المفاوضات على المسار السوری. وتحدث خبر "القدس العربی" عن استیاء یسود قادة الفصائل الفلسطینیة، ولکنهم یخشون البوح به، خشیة قیام سوریة بطردهم من أراضیها.

ن/25