معرکة "حماس" الوحیدة هی ضد الاحتلال الصهیونی

أکد رئیس المکتب السیاسی لحرکة المقاومة الإسلامیة "حماس"، خالد مشعل، أنّ معرکة "حماس" الوحیدة هی ضد الاحتلال الصهیونی، مجدداً الدعوة لاستئناف الحوار الفلسطینی الداخلی بلا شروط.

وقال مشعل فی کلمة له عبر الهاتف، خلال مهرجان نظمته حرکة "حماس" مساء الجمعة (2/11) فی خان یونس (جنوبی قطاع غزة)، لتأبین شهداء الشرطة وکتائب القسام بلال أبو عواد، وماهر أبو طیر، ومحمود رضوان، وإسماعیل قدیح، الذین استشهدوا مساء الثلاثاء الماضی فی قصف صهیونی شرق خان یونس "نعلم أنّ الوضع معقد فی قطاع غزة، وإخوانکم فی الضفة الصابرة المحتسبة لا یقلّون عنکم معاناة، فقد اختلطت علیهم المعاناة من القریب والعدو، فقد اعتُقل مشایخهم وعلماؤهم وقادتهم، وضُربت مؤسساتهم ولوحقوا".

وأضاف مشعل قائلاً "مهما حصل من کل ذلک؛ معرکتنا الوحیدة ضد الاحتلال، وهذا هو میدان البطولة، أما الخلاف الداخلی ـ أسأل الله أن یقینا شره وأن یصلحنا جمیعاً وأن یعید لحمة الوطن ثانیة ـ؛ فما تعوّدنا إلاّ أن ننخرط فی معرکة العزة والشرف والدفاع عن شعبنا وأرضنا".

وجدّد مشعل دعوة حرکة "حماس" لاستئناف الحوار الفلسطینی الداخلی، وقال إنّ الحرکة تفتح الأبواب لاستئناف الحوار الوطنی، لکنه شدّد فی الوقت ذاته على أنها لن تستجدیه، داعیاً العقلاء فی حرکة "فتح" إلى العودة لحضن الشعب الفلسطینی.

وقال مشعل خلال تأبین شهداء الشرطة الفلسطینیة جراء القصف الصهیونی "نفتح الأبواب للحوار الوطنی وحل الأزمة الداخلیة؛ لإیماننا بأهمیته وضرورته وحاجة الشعب الفلسطینی له، لکننا أیضا لا نستجدیه".

واستهجن مشعل بشدة رفض الرئاسة الفلسطینیة للحوار الفلسطینی "فی وقت الحوار فیه مع (رئیس حکومة الاحتلال إیهود) أولمرت مرحب به فی کل الأوقات"، مضیفاً "ندعو العقلاء فی حرکة فتح إلى وقف الرهان على الاحتلال والإدارة الأمریکیة والعودة لحضن الشعب والحوار".

وأکد خالد مشعل استعداد حرکة "حماس" لمناقشة کافة قضایا الخلاف مع حرکة "فتح"، "فعلی طاولة الحوار تُعالَج کل الأزمات وتُفتح کل الملفات".

ووجه رئیس المکتب السیاسی لحرکة "حماس" حدیثه لقادة السلطة الفلسطینیة فی رام الله ولحرکة فتح مخاطباً إیاهم "اصحوا، انتم مأخوذون للخدیعة ، بوش لیس صادقاً (فی وعوده ومؤتمره أنابولیس)، وهو یرید أن ینقذ نفسه بعد الفشل فی العراق"، وأعاد إلى الأذهان أنه "لیس هناک أفق سیاسی حقیقی، فالأفق الحقیقی فی التحام حماس وفتح، والحوار بابه مفتوح، وفیه تُطرَح کل القضایا، نطلب الحوار ولا نستجدیه".

واتهم مشعل أطرافاً فلسطینیة بالتآمر مع الاحتلال الصهیونی وأطراف أجنبیة لمحاصرة قطاع غزة وتجویع سکانه بقصد إسقاط حرکة "حماس"، لکنه أکد فی المقابل أنّ "هذا الحصار فاشل وإلى زوال قریب"، داعیاً سکان قطاع غزة للصمود "فالنصر والفرج آت لا محالة".

وشدّد القیادی الفلسطینی البارز على أنّ مؤتمر الخریف بشأن الشرق الأوسط الذی تنظمه الإدارة الأمریکیة فاشل ولن یخرج بنتائج، قائلاً "لقد تساقطت أوراق مؤتمر الخریف قبل الأوان".

وأضاف مشعل أنّ هذا المؤتمر لا یهدف سوى لفرض الأجندة الأمریکیة والصهیونیة وتحسین صورة الرئیس الأمریکی جورج بوش من جهة؛ وتدعیم موقف رئیس الوزراء الصهیونی إیهود أولمرت من جهة أخرى، دون تقدیم شیء من الحقوق الفلسطینیة.

وقال مشعل فی تأبین الشهداء "رحم الله الشهداء الذین ارتقوا إلى العلا، ورحم من سبقهم ومن جاورهم ومن سیلحق بهم، هؤلاء الشباب الذین نفخر بهم وانتقلوا من میدان لمیدان کانوا فی البدایة فی میدان الدعوة والعبادة، وانتقلوا لمیدان الانتفاضة حتى وصلوا میدان الجهاد والاستشهاد والمقاومة التی أجبرت (رئیس الوزراء العدو الصهیونی الأسبق آرائیل) شارون المترنح بین الحیاة والموت أن یخرج من غزة، ثم حین أتى واجب حمایة الوطن والشعب دخلوا میدان الأمن عبر القوة التنفیذیة ومن ثم قوات حفظ التدخل والنظام حفظاً لأمن هذا الشعب".

وخاطب مشعل الآلاف الذین احتشدوا فی المهرجان، فی مشهد جماهیری حاشد، بقوله "أنتم یا أهلنا الأحبة فی خان یونس، بنی سهیلا، خزاعة، عبسان، وفی کل أرض الوطن؛ أبشروا بنصر الله، أعلم أنّ الظروف صعبة وأنّ أعداءنا یحیطون بنا وأنهم یحاصرون غزة ویجوِّعونها ویعاقبون أهلها، والاحتلال یقتل ویدمر ویجتاح والبعید والقریب یتآمرون علینا غیر الذین یرسلون عملاءهم للتفجیر والتخریب غیر الذین یخربون علینا فی کل المحافل، غیر الذین یغلقون أبواب الحوار معنا ویفتحونه مع أولمرت".

وأشار رئیس المکتب السیاسی لحرکة "حماس" إلى أنّ أحد الرافضین للحوار مع حرکة "حماس" قال لأحد الزعماء العرب "لا أستطیع أن أحاور حماس لأنها تقاتل أبنائی، فقال له (مستغرباً): فکیف تفاوض أولمرت وهو یقتل أبناء الشعب الفلسطینی کل یوم".

و وجه القیادی الفلسطینی البارز حدیثه لأهالی الشهداء قائلاً "یا أهالی الشهداء، فخر لکم أن یستشهد أبناؤکم، فلقد قدمت خان یونس وشرقها بطولة أسطوریة"، مشیراً إلى ما عرضته صحافة العدو عن حجم الصدمة التی شعروا بها فی المواجهة مع مجاهدی کتائب القسام شرق خان یونس، حتى قالوا واجهنا جیشاً نظامیاً.

وتابع مشعل "إنهم لیسوا جیشاً (مجاهدو کتائب القسام)، إنهم أبطال یفتدون دینهم ومقدساتهم بکل غال ونفیس"، ومضى یقول "حق لکم أن تفخروا بأبطالکم هؤلاء ما سقطوا إنما ارتقوا للعلى وسیکونون شفعاء لکم ولمن دربهم".

وأشار رئیس المکتب السیاسی لحرکة "حماس" إلى أنه کان فی زیارة قریبة إلى دولة قطر الشقیقة وقبلها جرت زیارات لبعض الدول، وقال "ظاهر الصورة قاتم ومؤلم، ولکن أقول بکل فخر واعتزاز: إن رصیدکم عند أمتکم عظیم، الجمیع فخور بکم ویدعون لکم"، وأوضح "على مستوى الشعوب هی کلها معکم، على صعید الدول والأنظمة الرسمیة معظم الدول مع الحوار الداخلی الفلسطینی، ولکن الإدارة الأمریکیة قاتلها الله تکف أیدی العرب وتمنعهم أن یخطوا خطوة نحو الحوار".

وأضاف مشعل "تظن أمریکا أنها قادرة على سحق حماس وعلى عزلها والاستفراد بها وعلى الاستفراد بالمفاوض الفلسطینی، وتعد عرسها الموعود فی مؤتمر الخریف الذی تساقطت أوراقه قبل الأوان".

وبشأن مؤتمر الخریف أکد خالد مشعل "نحن نعلم نوایاهم؛ لیس لدیهم إلاّ التطبیع مع العرب، ولیس لدیهم إلاّ تعزیز الانقسام الداخلی والعربی مع التحضیر للعدوان القادم على إیران وسوریة ولبنان وغزة"، مشدداً على أنه لیس لبوش مشروع سلام.

وجدّد مشعل دعوته لجماهیر الشعب الفلسطینی إلى الصبر والثبات، وأضاف "قال لی مسؤول عربی من إحدى الدول المعتدلة قبل شهر، حین هنأته برمضان: اصبروا وستنکشف الحقیقة بعد مؤتمر أنابولیس".

وختم مشعل بقوله "أعلم أنکم تعانون بین نار الحصار والتجویع ونار القلاقل، ولکنّ الله معنا، الجؤوا إلى ربکم، والفرج قادم".

ن/25