الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir
انهيار داخلي

رفض الخدمة والتفكك الداخلي يعصف بالاحتلال !

لطالما فاخرت (إسرائيل) بأنها قوة عسكرية لا تقهر، لكنها تواجه اليوم أزمة غير مسبوقة على جبهتها الداخلية، لينكشف على الأرض مشهد يفضح هشاشة الجيش (الإسرائيلي) وعجزه عن المضي قدمًا في معركة لم يعد يستطيع حسمها.

 

 

لطالما فاخرت (إسرائيل) بأنها قوة عسكرية لا تقهر، لكنها تواجه اليوم أزمة غير مسبوقة على جبهتها الداخلية. في وقت تكاد فيه أصوات التصفيق تتوقف في عواصم العالم الكبرى بينما تحتفل القيادة (الإسرائيلية) بـ "الإنجازات" العسكرية في غزة، ينكشف على الأرض مشهد يفضح هشاشة الجيش (الإسرائيلي) وعجزه عن المضي قدمًا في معركة لم يعد يستطيع حسمها.

 

فالحقيقة التي يتجاهلها الكثيرون هي أن الجيش (الإسرائيلي) بات يعاني من الانهيار الداخلي، وأول ضحايا هذا الانهيار هم الجنود أنفسهم.

 

"رفض الخدمة"

 

المجتمع العسكري (الإسرائيلي) يشهد ظاهرة غير مسبوقة: رفض الخدمة. الجنود الذين كانوا يوصفون سابقًا بالركيزة التي لا تتزعزع في الجيش (الإسرائيلي)، يعبرون اليوم عن حالة من الرفض العلني للوضع القائم.

 اللواء احتياط يتسحاك بريك، الذي يبدو أنه اطلع على الواقع بشكل دقيق، يصف الحال قائلاً: "عشرات بالمئة من جنود الاحتياط لن يستجيبوا عند استدعائهم".

 

هذا التصريح يعد زلزالًا في الهيكل العسكري (الإسرائيلي)، ويكشف عن عمق الأزمة التي يواجهها الجيش: الجنود ببساطة لا يريدون القتال. هذا التململ ليس مجرد "عوارض جانبية"، بل هو تعبير عن أزمة معنوية حادة.

 

 من القوة إلى التفكك

 

في حين يواصل قادة الجيش تقديم تقارير مزخرفة عن "الإنجازات" في الميدان، على أرض الواقع يبدو أن الصورة قاتمة أكثر من أي وقت مضى.

 

هذا الجيش، الذي كان يُعتبر رمزًا للقوة، يعاني من انهيار معنوي خطير. في حديث لرقيب في الجيش (الإسرائيلي)، نقرأ اعترافًا صريحًا عن تدهور الوضع داخل الجيش: "لا أحد يحسب لي حسابًا، لا أحد يهتم بحياتي الشخصية، كل القرارات تُتخذ من بعيد، بعيدًا عن المعاناة الحقيقية". هذا التعبير عن الاستياء هو فقط جزء من الصورة الكبرى التي تُظهر الجيش في حالة من التفكك والارتباك.

 

ليس فقط أن الجنود يرفضون الخدمة، بل أيضًا لا يستطيعون أداء المهام الأساسية. الجيش يواجه أزمة في عدد الجنود، وبالتالي يتم إرسال المقاتلين إلى وظائف غير قتالية، مثل العمل في المطابخ أو تنفيذ مهام "متنوعة" في القواعد العسكرية. هل يمكن أن يكون هذا هو جيش الاحتلال الذي كان يُعَرف بقوته العسكرية الضاربة؟ يبدو أن الإجابة أكثر مرارة من أي وقت مضى.

 

التفوق العسكري... هل هو وهم؟

 

أما على الجبهة العسكرية، فالواقع أكثر تعقيدًا. الجنرال في الاحتياط، يتسحاك بريك، يتحدث عن استنزاف الجيش (الإسرائيلي): "الجيش في وضع أصعب بكثير مما كان عليه في عهد هرتسي هاليفي". الاستنزاف العسكري هائل، والجيش يواجه صعوبة بالغة في تحديد أي أهداف واضحة يمكن تحقيقها في غزة.

 

 القتال ضد حماس أصبح أكثر تعقيدًا مما كان عليه، والجيش يقاتل في شبكة من الأنفاق المعقدة، بينما يتم استهداف جنوده من قبل مجموعات صغيرة لا تملك سوى الأسلحة البدائية لكنها قادرة على تدمير الخطوط الأمامية للجيش.

 

هل الحرب هي الحل؟

 

في الوقت الذي يستمر فيه الجيش في تأكيداته حول "الإنجازات"، يتضح أن النتيجة الحقيقية هي مزيد من القتل والدمار. الجنود الذين يسقطون في الحرب لا يموتون من أجل قضية مقدسة، بل يموتون من أجل استمرار حكومة المجرم  نتنياهو في الحكم.

 

وفي الوقت الذي يردد فيه رئيس حكومة الاحتلال المجرم بنيامين نتنياهو شعارات عن "تحقيق الأهداف" و"الضغط العسكري"، يزداد الوضع سوءًا على الأرض. هل من المعقول أن يكون الضغط العسكري هو الحل لإعادة الأسرى؟ أم أن الحرب نفسها أصبحت عبئًا لا يمكن تحمله؟

 

الاقتصاد (الإسرائيلي): إلى أين؟

 

الأزمة العسكرية تترافق مع أزمة اقتصادية. مع تزايد أعداد الجنود المفقودين والقتلى، وزيادة تكاليف الحرب، يبدو أن الاقتصاد (الإسرائيلي) في طريقه إلى حافة الانهيار. وفقًا لتصريحات اللواء بريك، فإن الوضع الاقتصادي في (إسرائيل) "سيصل إلى حافة الهاوية". فالعواقب الاقتصادية للحرب، من فقدان الوظائف إلى فرض المقاطعات الدولية، هي قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة. تزامن هذه الضغوط الاقتصادية مع تزايد الانقسامات الاجتماعية داخل (إسرائيل) يزيد من هشاشة الوضع الداخلي.

 

الضغط الدولي: (إسرائيل) في عزلة متزايدة

 

وبينما يحاول السياسيون (الإسرائيليون) التقليل من تأثير الضغوط الدولية، فإن الحقيقة تقول غير ذلك. فالعالم يتابع باهتمام نتائج الحرب، ومع تصاعد الأزمات الإنسانية في غزة، تزداد الدعوات الدولية لوقف القتال. ومع كل ساعة تمر، يبدو أن الجيش (الإسرائيلي) ليس فقط غير قادر على حسم المعركة، بل هو في موقف دفاعي أمام العالم.

 

في النهاية، يبرز السؤال الكبير: هل هذا هو الجيش الذي كان يُعتبر قوة لا تُقهر؟ الجنود (الإسرائيليون) أنفسهم يجيبون: "نحن لا نريد القتال".

 

ومع الانهيار المعنوي، والرفض المتزايد للخدمة، والتفكك الداخلي، يبدو أن الجيش (الإسرائيلي) يواجه تحديًا تاريخيًا أكبر من أي وقت مضى. في الوقت الذي يحاول فيه القادة العسكريون ترويج الشعارات عن "الإنجازات"، على الأرض يتفكك الجيش (الإسرائيلي) بوتيرة أسرع من أي تهديد عسكري. الحرب ضد غزة قد لا تكون المشكلة الوحيدة؛ بل تكمن المشكلة الكبرى في أن (إسرائيل) بدأت تعاني من حربها الداخلية، وجيشها الذي كان يُعتبر ركيزة قوته أصبح في حالة انهيار حقيقي.

 

المصدر: الرسالة نت


| رمز الموضوع: 403299







المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)