الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

اختتام أول مؤتمر دولي حول "طوفان الأقصى وغزة".. تحليل الحرب الإعلامية والدبلوماسية ضد المقاومة

انطلقت مراسم اختتام أول مؤتمر دولي تحت عنوان "طوفان الأقصى وغزة؛ الروايات والحقائق" صباح اليوم (الثلاثاء) في جامعة آزاد الإسلامية في طهران، بمشاركة عدد من المسؤولين العسكريين والمدنيين والشخصيات الدولية.

وكان من أبرز المتحدثين في المؤتمر: عباس عراقجي – وزير الخارجية الإيراني ومحمدمهدي طهرانجي – رئيس جامعة آزاد الإسلامية وناصر أبو شريف – ممثل حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في طهران وحجة الإسلام علي كريميان – الأمين العام لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية وحميدرضا مقدم‌ فر – أستاذ جامعي ومسعود ده‌ نمكي – مخرج سينمائي وأكبر نصراللهي – رئيس كلية المجتمع والإعلام ومحمدهادي همايون – نائب رئيس جامعة آزاد الإسلامية للعلوم الإنسانية والفنون وزهره خوارزمي – أستاذة بجامعة طهران وناشطة في مجال المقاومة.

 

وحيد جلال‌ زاده: لا أؤمن بالفصل بين الميدان والدبلوماسية

 

وتحدث وحيد جلال‌ زاده، مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية، خلال المؤتمر عن العلاقة بين الميدان، الدبلوماسية والإعلام، مؤكدًا أنه لا يرى انفصالًا بين الميدان الدبلوماسي والعسكري، واصفًا إياهما بأنهما "سيف ذو حدين في يد القائد"، حيث يمكن لكل منهما أن يكون مقدمة وأداة لدفع الآخر، مشددًا على أن الإعلام يجب أن يغطي كليهما.

 

وأضاف أن الدبلوماسية جزء من المقاومة، وهي ركن أساسي في منهجها، مشيرًا إلى أن الشهيد إسماعيل هنية وصف الراحل أميرعبداللهيان بـ"وزير خارجية المقاومة".

 

كما شدد على أن وزارة الخارجية الإيرانية تعتبر نفسها جزءًا من منهج المقاومة، معتبرًا أن الدبلوماسية، المقاومة، والإعلام هي عناصر متكاملة في مدرسة المقاومة الهادفة إلى التوعية والتعبئة.

 

وفي حديثه عن السياسة الخارجية، أوضح جلال‌زاده أن إيران اليوم هي المتحدث الوحيد باسم محور المقاومة في العالم، مؤكدًا أنه لا يوجد أي بلد آخر يدافع عن المقاومة في المحافل الدولية كما تفعل إيران.

 

وأشار إلى زيارته الأخيرة للبنان، حيث طلب منه وزير الخارجية اللبناني دعم مواقف لبنان في بعض القضايا على الساحة الدولية، مؤكدًا أن هذا المسار يجب أن يستمر لما فيه خير وصلاح للجميع.

 

مقدم‌ فر: خلق فجوة بين الشعب والقيادة هو تكتيك في الحرب الإدراكية

 

أكد حميد رضا مقدم‌ فر، مستشار القائد العام للحرس الثوري والأستاذ الجامعي، أن الهدف من الحرب الإدراكية هو إدارة الإدراك، مشيرًا إلى أن العلوم الإدراكية تشكل الأساس في هذه الحرب. وأضاف أن تكتيكات هذه الحرب تشمل إزالة الشرعية، فقدان الثقة، إزالة الأمل، وزرع الفجوة بين الشعب وقادته.

 

وتحدث مقدم‌ فر عن الحرب الأخيرة التي شنها الكيان الصهيوني ضد فلسطين وجبهة المقاومة، مشيرًا إلى أن الحرب تضمنت جبهتين: جبهة عسكرية واضحة وجبهة حرب ناعمة، التي كانت مزيجًا من الحرب الدبلوماسية، الإعلامية، السيبرانية، وأنواع متعددة من الحرب الناعمة.

 

كما أشار إلى أن الكيان الصهيوني في الـ75 عامًا الماضية قام بعدة خطوات في مجال الإعلام، مثل إنشاء بعض الوسائل الإعلامية الكبرى أو الاستثمار في بعضها، حيث عملوا بشكل مستمر على تحسين نفوذهم في مجال الإعلام والوعي العام. وأوضح مقدم‌ فر أنه في الحرب الأخيرة، بجانب الحروب الأخرى، استخدم الكيان الصهيوني الحرب الإدراكية بمساعدة وسائل الإعلام.

 

وأشار حميدرضا مقدم‌ فر، مستشار القائد العام للحرس الثوري، إلى أن الحرب الإدراكية، رغم كونها غير معروفة على نطاق واسع، إلا أن تأثيرها بالغ الأهمية. وأوضح أن المفكرين الغربيين قد أشاروا في وقت سابق إلى أن ساحة المعركة في القرن الواحد والعشرين ستكون عقول البشر، وهو ما رأيناه بشكل أكبر في الحرب الأخيرة، حيث كانت هذه الحرب مشابهة لتجارب صهيونية في حرب الـ33 يومًا والـ23 يومًا.

 

وقد قدّم مقدم‌ فر تعريفًا بسيطًا للحرب الإدراكية، حيث قال إنها "القدرة على التأثير على الإدراك والمعرفة لدى فرد أو مجتمع بهدف تغيير سلوكهم لتحقيق الأهداف المطلوبة". ولفت إلى أن هدف هذه الحرب هو تغيير المعتقدات والقيم والمعايير الاجتماعية من خلال تغيير الإدراك الفردي والجماعي، مما يؤدي إلى إدارة تلك التغييرات وتغيير الحسابات.

 

كما أشار مقدم‌ فر إلى بعض التعريفات الخاطئة التي تربط الحرب الإدراكية بالحرب النفسية، وناقش الفروقات بينهما. وقال إن الحرب النفسية كانت موجودة منذ العصور القديمة، ولا تزال تُستخدم حتى الآن باستخدام مختلف التكتيكات. إلا أن الفارق الرئيسي بين الحرب النفسية والحرب الإدراكية يكمن في الأهداف: الحرب النفسية تستهدف التلاعب بالأفكار عبر وسائل مثل الشائعات والكذب، بينما تهدف الحرب الإدراكية إلى تغيير المعتقدات العميقة والإدراك بشكل أساسي.

 

وأشار حميدرضا مقدم‌ فر، مستشار القائد العام للحرس الثوري، إلى أن العدو في الحرب النفسية يسعى إلى تضليل الرأي العام باستخدام تقنيات متنوعة مثل الشائعات والأكاذيب، بينما في الحرب الإدراكية، الهدف هو تغيير المعتقدات والمعرفة والأفكار الفردية والجماعية. وأوضح أن هذا النوع من الحرب يعتمد على تغيير الإدراك والفهم للأفراد حتى يتغير حساباتهم.

 

وأضاف مقدم‌ فر أن الحرب الإدراكية تعتمد على ثلاثة ركائز أساسية: أولاً، فهم دماغ الإنسان، وثانيًا، علم الأعصاب، وأخيرا، الذكاء الاصطناعي.

 

وأشار مقدم‌ فر إلى أن الدور الأهم في الحرب الإدراكية هو إدارة الإدراك، حيث أن المفاهيم أحيانًا قد يتم فهمها بشكل خاطئ في المجالات المعرفية. وبيّن أن هناك فرقًا بين العلم والفهم، وأوضح أن الشخص الذي يمتلك علمًا قد لا يكون بالضرورة ذا فِهم عميق، بينما قد يكون الشخص عالمًا دون أن يمتلك بصيرة.

 

وأكد مقدم‌ فر أن في الحرب الإدراكية، الهدف هو إدارة الإدراك، حيث تشكل العلوم المعرفية الأساس لهذه الحرب. وأضاف أن من بين التكتيكات المستخدمة في هذه الحرب، هو تقويض المصداقية، إضعاف الثقة، تجريد الشرعية، القضاء على الأمل، وخلق فجوة بين الشعب والقادة.

 

وأوضح مقدم‌ فر أن الهدف الرئيسي لهذه الحرب هو تغيير الحسابات والتوقعات، حيث أن ساحة المعركة هي الصورة الذهنية التي يحملها الناس. وبيّن أنه في هذا السياق يتم إرساء فكرة أن الحقيقة هي ما يُرى، مما يسهل عملية تشويه الذهن بدلًا من تغييره بالكامل. من بين التكتيكات المستخدمة أيضًا هي تقويض الشرعية، التكييف العقلي، والتلاعب بالواقع.

 

نصر اللهي: حرب غزة كانت معركة العالم الغربي ضد المقاومة

 

قال الأمين العام لأول مؤتمر دولي حول "طوفان الأقصى وغزة: الروايات والحقائق" في هذا الحدث: "منذ افتتاح المؤتمر في 27 نوفمبر 2023 وحتى الآن، ورغم مرور نحو 16 شهراً، لم تتوقف أعمالنا بل استمرت بشكل دائم. وهذا يدل على أن الجامعة لم تنظر إلى هذا الحدث من زاوية عابرة".

 

وأضاف نصر اللهي: "في هذه الـ 13 شهراً، عقدنا 35 جلسة حول مؤتمر طوفان الأقصى، كما أن موضوع فلسطين مهم جداً بحيث لا يقتصر على الافتتاح والختام فقط".

 

وأشار قائلاً: "نؤمن بأن الجامعة هي مكان مناسب للبحث والدراسة، وموضوع فلسطين هو موضوع غني يمكن البحث فيه في مختلف المجالات مثل المرأة، الأطفال، الاقتصاد، وغيرها".

 

وتابع: "ما روته وسائل الإعلام المختلفة عن الوضع في غزة وفلسطين ليس كل الحقيقة. على الأكاديميين أن يتعرفوا على الحقائق ويقدمونها للآخرين".

 

وقال أيضاً: "لا يزال هناك العديد من الغموض حول طوفان الأقصى. يجب أن نروي قصة طوفان الأقصى من البداية. ما حدث في طوفان الأقصى كان ردة فعل طبيعية من الشعب ضد عقود من الظلم والإذلال من قبل الكيان الصهيوني".

 

وتابع: "ما حدث في غزة وفلسطين ليس حرباً بين إسرائيل وحماس والمقاومة، بل هي حرب الغرب بأسره ضد المقاومة".

 

وفي ختام حديثه، قال نصر اللهي: "نتنياهو أعلن عن هدفين، وعند نهاية الحرب لم يحقق أيًا من أهدافه. اليوم نحن في حرب روايات، ومن يروي الحقائق بذكاء في هذه الحرب هو الفائز".

 

ناصر أبو شريف: طالما كان هناك احتلال، ستستمر المعركة

 

قال ممثل حركة الجهاد الإسلامي في إيران حول موضوع "طوفان الأقصى": معركتنا لم تنتهِ وستستمر طالما كان هناك احتلال.

 

وقال ناصر أبو شريف، ممثل حركة الجهاد الإسلامي في إيران، في كلمته: "في البداية، أهنئ الأمة الإسلامية بذكرى انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية. لقد حولت هذه الثورة إيران إلى حزام ناري حول الكيان الصهيوني وأمام سياسات الدول الغربية في المنطقة."

 

وأضاف: "أرسل تحياتي إلى روح الإمام الخميني الطاهرة، وأيضًا إلى الإمام الخامنئي الذي حافظ على خط الثورة في مواجهة القوى والمشاريع الغربية."

 

وقال أبو شريف أيضًا: "أهنئ الجميع بمناسبة ذكرى ميلاد الإمام حسين (عليه السلام) رمز العدالة في مواجهة الظلم والاضطهاد."

 

وتحدث عن "عاصفة الأقصى" وتطورات غزة قائلاً: "الأهم في هذا الموضوع هو أن "طوفان الأقصى" لم تنشأ في فراغ. الشعب الفلسطيني تعرض حتى الآن للعدوان وارتكاب أنواع الجرائم ضد الإنسانية ضده. منذ إعلان بلفور، كان الشعب الفلسطيني هو الذي تعرض للهجوم والجرائم. وقد أشار المؤرخون الإسرائيليون إلى هذا الموضوع. فقد نشر أحد المؤرخين الإسرائيليين كتابًا عن التطهير العرقي في فلسطين، والذي كشف عن عمليات التطهير ضد الشعب الفلسطيني. كما كتب مؤرخ آخر كتابًا بعنوان "سرقة ممتلكات الشعب الفلسطيني"، وقال بصراحة أن الكيان الصهيوني سرق ممتلكات وأملاك وتاريخ فلسطين."

 

وأضاف أبو شريف: "النقطة الأخرى هي الاحتلال الإسرائيلي. إحدى القضايا المتعلقة بغزة هي أنها محاصرة منذ سنوات. كما أننا نشهد تهويد القدس. كما نشهد بناء المستوطنات من قبل الكيان في الضفة الغربية ومناطق أخرى من فلسطين. مؤخرًا قال سموتريتش إن الفلسطينيين يجب أن يموتوا أو يعيشوا كما يريدون. في الواقع، هذا مشروع الكيان الفاشي الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني."

 

وقال ممثل حركة الجهاد الإسلامي في طهران: "في ظل الحكم الفاشي، نشهد عمليات ومخططات لحذف القضية الفلسطينية. في الوقت نفسه، طرح بايدن مشروعًا لتصفية القضية الفلسطينية، وكان هدفه الأول تعزيز الكيان في المنطقة، والثاني هو إقامة تطبيع بين النظام والدول الإسلامية مثل السعودية وماليزيا وإندونيسيا. كل هذه الجهود تهدف إلى احتواء المقاومة وإيران."

 

وأضاف: "العوامل الرئيسية التي أدت إلى 7 أكتوبر هي هذه القضايا التي تحدثت عنها. المقاومة في عملية طوفان الأقصى حققت انتصارًا. كانت هذه العملية أكبر ضربة تلقتها إسرائيل في تاريخها."

 

وتابع أبو شريف: "لقد شاهدنا مقاومة مذهلة لمدة 15 شهرًا ضد الحرب العدوانية من قبل الكيان. في هذه الفترة، تم قصف غزة بمئة ألف طن من المواد المتفجرة. ورغم ذلك، صمد الشعب الفلسطيني. في الوقت نفسه، شاهدنا صمتًا غير أخلاقي من الغرب. فشل الغرب تمامًا في القيم الإنسانية والأخلاقية. كما شهدنا ضعفًا في الدول العربية، وكان ذلك مخزيًا. ولكن رغم هذه الجرائم والمساعدات الغربية للكيان ، صمد الشعب الفلسطيني."

 

وأضاف: "دخل حزب الله الميدان ووقف، ووجه ضربات قاسية للعدو. هذا الانتصار الذي حققناه كان غير عادي. لم يتمكن الكيان الصهيوني من تحقيق أي من أهدافه. كان هدفه الأول هو تدمير المقاومة، لكن الكيان الصهيوني فشل. واضطر الكيان الصهيوني الآن للتفاوض مع المقاومة. هذه هي المسألة التي يجب أن نواصل مقاومتنا ضد النظام الصهيوني."

 

وتابع: "صحيح أننا تكبدنا خسائر وقدمنا العديد من الضحايا، لكن اعلموا أن جميع الأمم التي كانت تحت الاحتلال قدمت مثل هذه التضحيات. كما دفع العدو ثمنًا باهظًا. أول شيء هو استنزاف وتدمير سمعة العدو. رأينا أن هذه السمعة اهتزت، وشهدنا تغييرات في الرأي العام في العالم. أصبح العدو الصهيوني ضعيفًا ومقسّمًا داخليًا. كما نشهد هجرة معاكسة من الأراضي المحتلة. حتى الآن، غادر 82 ألف إسرائيلي من أصحاب رأس المال الكيان إلى الأبد. هذا الكيان الآن يعاني من ضعف شديد ونحن على أعتاب مرحلة جديدة. يجب أن نسيطر على جميع عناصر القوة."

 

وفي الختام، أكد: "معركتنا لم تنتهِ وستستمر طالما كان هناك احتلال."


| رمز الموضوع: 400127







المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  2. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  3. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  4. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  5. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  6. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  7. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  8. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  9. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
  10. طهران ترفع الستار عن وثائقي للمقاومة في فلسطين وايرلندا
  11. حكومة الاحتلال تقرّر توسيع الحرب على غزة رغم التحذيرات
  12. وزير العلوم الإيراني: الرأي العام العالمي لا يعترف بالكيان الصهيوني
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)