الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

المرأة شريكة الرجل
في مقاومة الاحتلال

جوان محمود صالح

وكالة القدس للأنباء(قدسنا) جوان محمود صالح _ فلسطين المحتلة

 

عُـرفَ دور المرأة الفلسطينية النضالي على مدى قرن وأكثر من الزمن، ودورها في صنع جيل قادر على تأدية رسالة عظيمة في فلسطين رغم ظروف القهر والاحتلال الرابض على أرضنا والذي يُـمعن في سياسات السرقة والتهويد لهذه الأرض بكل الوسائل غير الشرعية.

 

للمرأة دور فاعل اُشتهرت بهِ قبل قدوم الانتداب البريطاني لبلادنا وحتى يومنا هذا، حيث قاومت وتحدت الظروف القاسية في ظل غياب أرباب الأُسر، ومثّلث أيقونة من الصمود وتحدي الصعاب حتى أمست مثالاً يحتذى للنساء في كل دول العالم، رُغم غياب الضوء في دورها إلا أنها شاركت بشكل مباشر ودفعت بنفسها ثمناً للحرية، وأبنائها وأعزائها لهذا الوطن وضربت نموذجًا فريدًا في التضحية.

 

فالأم الفلسطينية مربية لأجيال دافعت ولا تزال عن فلسطين، وحملت على عاتقها تنشئة "جيل التحرير"، بما يتلاءم مع متطلبات كل مرحلة، وتحملت مشاق الحياة من تربية الأولاد ورعايتهم، خاصة إذا كان الزوج شهيدًا قضى برصاص الاحتلال أو أُصيب بقذائف الحقد الإسرائيلية غيّبته سجون الظلم الصهيونية.

 

 

 

المرأة الفلسطينية أيقونة المقاومة والثورة والتحدي وشريكة أساسية في النضال

 

قالت نسرين راضي الناطق الاعلامي باسم دائرة العمل النسائي في حركة الأحرار الفلسطينية: إن "المرأة الفلسطينية تُـمثّـل عنوانًا من عناوين الثبات بصبرها وصمودها وعطائها وثباتها فهي من قدمت نفسها وزوجها وفلذة كبدها فداءً للدين والوطن، فالمرأة الفلسطينية لا يُـقارن بها أحدٌ على وجه البسيطة، تلك المرأة التي يتنامى الاحترام لها مع كل محطة من محطات نضال شعبنا الفلسطيني ولازالت جاهزة وحاضرة في كل الميادين، ولن تُـقصر في أي مجال تخدم فيه مشروع المقاومة على طريق تحقيق التحرير والعودة".

وأضافت خلال تصريحاتٍ لوكالة قدسنا: "فالمرأة الفلسطينية تربي أبنائها على حب فلسطين وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وهي تعلم أن الضريبة لذلك صعبة والفقد ليس بالهين ولكن لابد من دفعها ليحيا الوطن ويخرج العدو الصهيوني مهزومًا من أرضنا وعلى الرغم من ذلك إلا أن المرأة الفلسطينية تزرع في قلوب أبنائها المقاومة والجهاد، وأن العدو الصهيوني لن يطول على أرضنا مهما تجبر ودمر فزواله قريب بإذن الله تعالى".

 

وحول الرسائل التي تريد أمهات الشهداء وهن حاملات أبنائهن على الأكتاف، تقول: إن "أبناءنا الشهداء أحياء ينعمون بجنان الخلد والفوز بالجنة أمنية لكل فلسطيني، و أن الوطن بحاجة لتضحياتنا وهذا أقل ما نقدمه لفلسطين ليعيش حرًا أبيًا دون وجود عدو صهيوني على أرضه وأن  لا تخف الأم على ابنها ولا تمنعه من أداء واجبه تجاه وطنه مهما كلّف الثمن".

 

وأكدت على أهمية الدور المحوري "للأم الفلسطينية في دعم المجاهدين غير المقتصر على رفع روح المعنوية لديهم بل هي مشجعٌ أساسي، لافتةً إلى أن "المجاهد ترفع معنوياته ويقاتل بكل قوة وعزيمة وصلابة لأن هناك من خلفه أمًا واختًا وزوجةً وابنًا يشدون من ازره في كل المواطن والميادين".

وشددت على أن المرأة الفلسطينية ستظل أيقونة المقاومة والثورة والتحدي وشريكة أساسية في النضال في كافة تفاصيل الحياة الاجتماعية والسياسية والوطنية وصمام الأمان للقضية والمشروع الوطني.

 

سند الرجل ودافعه للنضال

 

تقول نجاح البطنيجي عضو في دائرة العلاقات الوطنية – حماس إن "محددات سلوك الأفراد عبارة عن قدرات موروثة وقدرات مكتسبة القدرات الموروثة تأتي من الأب والأم والمكتسبة تأتي من البيئة والاحتكاك بالواقع وتتأصل في نفس الإنسان يوما بعد يوم".

 

وأضافت خلال تصريحاتٍ لوكالة قدسنا "شكّـلت المرأة الفلسطينية حالة معقدة ومتميزة في وجدانها زرعت الثورة والحرية فأرضعت أبنائها لبن العزة والكرامة يستشهد ابنها فتواصل الدرب مع إخوته وأبنائه ليثأروا من قاتليه وممن دنسوا أرض الوطن لأنها تملك يقينا كاملا بأن لا طريق للحياة الحرة الكريمة غير هذه الطريق".

 

وتابعت: "رسالة الأم الفلسطينية هي أنها لن تتراجع وستدفع الثمن غاليًا لأجل الحرية والكرامة فإن تقدم ابنها بطلًا مجاهدًا خيرًا من حياة الذلة والمهانة".

 

وأشارت إلى أن "هذه المواقف البطولية للمرأة وصبرها وصمودها وهي تحمل رفاة فلذة كبدها تزفه إلى الجنان تُـشكّـل جبهة خلفية وداعمًا قويًا للرجل بأن خلفه أمًا وزوجةً قوية تكمل الدرب الذي مضى عليه، كثيرا سمعناها تقول للعدو احفظوا أسماء أبنائي جيدا مهددة الانتقام ,وفعلا كم من شهيد رأينا هو ابن شهيد وأخ شهيد".

 

التنشئة والإعداد وصولا للتحرير

 

 الكاتبة الصحفية سميرة نصّار قالت: إن "تربية الأبناء على نهج المقاومة هو نهجٌ تراكمي من طفولتهم حتى وصولهم لمرحلة الشباب، ثم اذ أصبحت الأم لديها شهداء فهي تعيد مع احفادها نهج تربية إبنها على المقاومة ولذلك نحن نحافظ ع الاسرة الممتدة لنكمل المشوار".

وأكدت خلال تصريحاتٍ لوكالة قدسنا، على أن "التربية على مقاومة المحتل والحفاظ ع إرث الوطن ليس بالشيء الهين، حيث هناك تحديات ومعيقات تُواجه المرأة الفلسطينية عامةً، كالاحتلال واقامة الحواجز وظروف السلطة وهشاشة البيئية السياسية في الضفة".

وتابعت: "أما في غزة فهناك معيقات الحصار ومحافظة المرأة على الجبهة الداخلية في بيتها سواء كانت أم أو زوجه من أصعب المهمات في ظل المعيقات والانفتاح التكنولوجي والاعلام الرقمي الحفاظ ع الجبهة الداخلية كونها هي جبهة مرصودة ومستهدفة من العدو الصهيوني فالمرأة (ام-زوجة- اخت – جدة ) هي العين والعقل كي تحافظ على الجبهة قوية ويصبح من هناك يحمل الراية.

 

وحول مشاهدة أمهاتنا في رفع نعش أبنائهن الشهداء، اعتبرت أنها رسالة تحفيز للأمهات الفلسطينيات وللأبناء على استمرار المقاومة وليس ناتجة عن فرح بفقدها لفلذة كبدها بل تذكير إذا الابن غالي فالوطن أغلى وأثمن ودونه الأرواح والمُهج.

 

المرأة الفلسطينية ستظلّ نموذجاً يُحتذى به أمام العالم

 

قالت الإعلامية في إذاعة القدس كاميليا نعيم إن "المرأة الفلسطينية ستظلّ نموذجاً يُحتذى به أمام العالم أجمع، وهذا ما رأيناه اليوم من أمهات الشهداء في جنين وام النابلسي وغيرهن في كلمات عقب تلقيهن نبأ استشهاده أولادهن".

 

وأضافت نعيم في تصريحاتٍ لوكالة قدسنا " أنّ ما تقوم به الأمهات والزوجات في فلسطين تُظهر دور المرأة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الصهيوني، الذي يمضي بعدوانٍ ممنهجٍ في سياق خطةٍ شاملة للاعتداء على أبناء شعبنا بكل مكوناته، وكذلك الاعتداء على فلسطين أرضاً وبشراً".

 

وشدّدت على أنّ المرأة الفلسطينية تربّي أبناءها كما ربت أم إبراهيم النابلسي وغيرها ابنها على نهجٍ وطنيٍ ثابتٍ يؤكّد على مقاومة الاحتلال وعدم الاستسلام أمامه كما أظهر النابلسي في تسجيله قبل استشهاده.

 

وتابعت: "يجب رفع القبعة للمرأة الفلسطينية أمام ما تقدمه، ومنذ أكثر من 70 عاماً والمرأة الفلسطينية تناضل وتضحي"، مؤكّدةً على أنّ المرأة هي النواة الصلبة والأساسية والتي ربّت أبناء شعبنا على أن المقاومة حق مشروع للدفاع عن قضيتنا وصولاً لتحرير فلسطين، وأنّ المنهج الأساسي التي تربّت عليه المرأة وربّت الأجيال عليه ما رأيناه من الشهيد النابلسي اليوم، وهو ثابت لا يريد الاستسلام وهو يوصي بالاستمرار في مقاومة الاحتلال.

 

وختمت نعيم حديثها لوكالة قدسنا، بالتأكيد على ضرورة إعادة البوصلة الفلسطينية للوحدة وإنهاء الانقسام والالتفاف نحو مشروعٍ وطنيٍ موحد، يقوم على مقاومة الاحتلال.

 

 

 


| رمز الموضوع: 378969







المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)