الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir
الذكرى السنوية الـ 34 لرحيل الإمام الخميني (رض)

محللون فلسطينيون لـ«قدسنا»: للإمام الخميني دورًا محوريًّا في حشد الدعم لفلسطين/ الإرث الفكري والعملي للإمام لا زال يطبق من خلال الدعم الشامل الذي تقدمه ايران للفلسطينيين

كان للإمام الخميني بعد نجاح الثورة الإسلامية في عام 1979 دورًا محوريًّا في حشد الجماهير الإيرانية أولًا حول رمزية القضية الفلسطينية كقضيةٍ عقائدية، وما لبث أن انتشر فكره وما منحه لهذه القضية من اهتمامٍ بارز بين الشعوب الإسلامية.

 

وكالة القدس للأنباء(قدسنا) جوان محمود صالح- فلسطين المحتلة
 

 

حمل مؤسس الثورة الاسلامية الامام الخميني(رض)، على عاتقه مسؤولية قيادة أعظم ثورة في التاريخ المعاصر، وأطاح بأكبر القواعد الاستراتيجية الغربية في منطقة الشرق الأوسط.
 

فى الثالث من يونيو بالعام 1989 رحل قائد الثورة الإيرانية الإسلامية، آية الله الخميني عن عمر ناهز 87 عاماً، بعد حياة طويلة قضاها ثائراً ضد الشاه محمد رضا بهلوى فى الداخل والمنفى، وبقدر شهرة الإمام فى التاريخ المعاصر بقدر اختلاف الآراء حول سياساته، ومواقفه الداخلية والخارجية، ومن خلال السطور التالية نستعرض أهم ما قال المحللون والخبراء عن الإمام المثير للجدل فى ذكراه السنوية الـ 34.
 

الإمام الخميني لا يزال فكرًا ونهجًا حيًا في قلوب اتباعه
 

يقول بروفسور التاريخ الحديث والمعاصر د.أسامة أبو نحل " بصرف النظر عن الأبعاد المذهبية، بالإمكان تقييم شخصية الإمام آية الله الخميني، بأنه شخصية دينية وازنة، تمكّن عبر عقودٍ عدّة من جذب اهتمام الجماهير الإيرانية في معارضته لحكم الشاه محمد رضا بهلوي, ولقد تمكّن باقتدار من إدارة دفّة الثورة الإيرانية بكافة أطيافها، من دينية ويسارية ومستقلة. ويعود السبب الرئيس لنجاح الإمام الخميني في مهمته، لتمتّعه بكاريزما قلَّ أن تمتّع بها أقرانه في القرن العشرين.
 

وأضاف في تصريح لوكالة القدس للأنباء(قدسنا) " وكان للإمام الخميني بعد نجاح الثورة الإسلامية في عام 1979 دورًا محوريًّا في حشد الجماهير الإيرانية, أولًا حول رمزية القضية الفلسطينية كقضيةٍ عقائدية، وما لبث أن انتشر فكره وما منحه لهذه القضية من اهتمامٍ بارز بين الشعوب الإسلامية، ولا سيّما بعد أعلن عن أن آخر يوم جمعة من شهر رمضان، هو يوم عالمي من أجل القدس ونصرة المدينة المقدسة. حتى بعد وفاته وإلى الآن يحتفل العالم الإسلامي بهذا اليوم من كل عام، كما سارت القيادات الإيرانية اللاحقة تسير على هديه في هذا الشأن، ووصل بها الأمر إلى أنها كانت -ولا زالت -الدولة الإسلامية الوحيدة التي تدعم حركات المقاومة العربية ضد المستعمرين الصهاينة.
 

يوم " القدس العالمي " دعوة من الامام التأثر لنصرة القضية الفلسطينية
 

كما قال الباحث والاكاديمي خالد شعبان " يعتبر الإمام الخميني أحد أهم الثوار التاريخيين الذين رسموا بصورة واقعية إزالة الظلم الواقع على كاهل الشعب الإيراني ,واسترداد كرامته , وموارده الطبيعية المنهوبة من إسرائيل والأمريكان، اللتان تمثلان في الواقع السياسي المعاصر الشيطان الأكبر باعتبارها عدواً للشعوب المحتلة المستضعفة ، وقد كان لأفكاره وآراءه دور كبير في تعزيز قيم الحرية والتخلص من الاحتلال لدى شعوب العالم.
 

وأضاف لـ«"قدسنا»: " يعتبر الإمام الخميني من أهم الداعمين للقضية الفلسطينية سواء خلال الثورة أو بعد الثورة، سواء في المجال الفكري من خلال ما أصدره من كتب و آراء وتصريحات أو من ناحية دينية. من خلال الفتاوى المتعددة حول القضية الفلسطينية أما ما قام به نصرة للقضية الفلسطينية بعد انتصار الثورة الإيرانية عام 1979 , فهي كبيرة والتي أهمها اعتبار إسرائيل غدة سرطانية يجب التخلص منها ، وتحويل السفارة الإسرائيلية في طهران إلى السفارة الفلسطينية ودعمه الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني للتخلص من الاحتلال الاسرائيلي ، فالإرث الفكري والعملي للإمام الخميني لا زال يطبق حتى الان من خلال الدعم  الكامل بجميع اشكاله الذي تقدمه ايران للشعب الفلسطيني .
 

واستطرد متحدثا عن مواقف ٌالإمام الراحل " تعتبر مواقف وقرارات الإمام الخميني في دعم القضية الفلسطينية إيجابية وزادت من اهتمام شعوب العالم بالقضية الفلسطينية ، ويعتبر الإعلان عن الجمعة الأخيرة من شهر رمضان (يوم القدس العالمي) هو من القرارات التي أقرها الإمام الخميني ، إذ ساهم في نقل القضية الفلسطينية إلى العالمية من خلال توسيع دائرة الاشتباك مع الاحتلال الاسرائيلي من الدائرة الفلسطينية والعربية إلى الدائرة الاسلامية وهو الأمر الذي ساهم في نشر القضية الفلسطينية إلى الرأي العام العالمي ، ويعتبر استمرار الاحتفال بيوم القدس العالمي أكبر دليل على نجاح دعم الشعوب الحرة للقضية الفلسطينية.
 

الخميني إمام المستضعفين
 

وقال المختص في الشأن الإيراني أحمد عروق " أنه لا يخفى على أحد سواء كان صديقاً أو عدواً لمحور المقاومة ما لعبته شخصية الإمام الخميني قدس سره, في رفع الظلم ونصرة الشعوب المظلومة في شتى بقاع الأرض والتي تترجم حالياً واقعاً لا يمكن إنكاره بما تمثله مكانة جمهورية إيران الإسلامية على جميع الأصعدة، حيث كان قدس سره منذ بداية تأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران صاحب نظرة وبصيرة بما يحقق رفعة الشعوب والدول الإسلامية وكذلك الدول المكلومة والمظلومة من قوى الشر.
 

وتابع عروق " إن أبرز ما يميز شخصية الإمام هو مدى اهتمامه بفلسطين وخاصة بالمسجد الأقصى والقدس  كونه على يقين تام أنها البوصلة الحقيقية للمسلمين. وكذلك أبرز ما يميز شخصية الإمام هو اطلاقه وتبنيه ليوم القدس العالمي والذي يمثل يوماً وطنياً لشتى البلاد والشعوب  لتجسيد مدى التعاطف والانتماء لفلسطين والقدس بجميع مكونات الدول الإسلامية  والعربية .
 

وفي حديث لـ«قدسنا»، أكد عروق أن شخصية الإمام الخميني وفكره ووضوح رسالته السامية قبل أكثر من 40عام, تترجم واقعاً نعيشه والتي كانت أبرز أسسها الوحدة الإسلامية لجميع الدول أمام قوى الشر. خاصة الولايات المتحدة الامريكية والورم السرطاني في الشرق الأوسط. "إسرائيل".
 

وأكد " أن فكر وشخصية الإمام الخميني بوصلة ومرجعية لجميع قوى المقاومة سواء في لبنان أو فلسطين أو العراق و البحرين أو اليمن...حيث كان رحمه الله وقدس سره صاحب نظرة عملياتية مبنية على أسس متينة تجاه فلسطين وقضيتها الأولى "القدس" حتى أصبحت كل مكونات الشعب الإيراني تنظر إلى فلسطين كقضية الأمة الإيرانية الأولى والتي وجب الدفاع عنها.
 

الأمام ترك أثراً في حياته ومماته في رفعة إيران اقليمياً ودولياً
 

بدوره قال المحلل السياسي مصطفي إبراهيم " تمر ذكرى وفاه الخميني في ظروف صعبة تعاني منها إيران وأوضاع إقليمية ربما من الصعب الحكم عليها ولكن في ظل علاقات سعودية إيرانية جديدة وتقارب سعودي سوري كل هذا يخدم إيران ويخدم ربما ما كان الإمام الخميني يتطلع له. ربما كانت الثورة الإيرانية التي اندلعت في عام 1979 هي بالنسبة للكثير من العرب جزءاً مما يعانيه الإسلام  والمسلمون من ظلم وعلاقات عربية مع الاستعمار حين كان يحكم الشاه إيران.

 

وأضاف لـ«قدسنا»: نستطيع القول إن الإمام استطاع أن يغير منطقة الشرق الأوسط وأثر على المستوى الدولي من حيث ما تبوأته إيران دولياً سواء كان حياً أو بعد وفاته من دور إقليمي , وعرفت حينها  بأنها تصدر الثورة للعالم وأنها هي من تدافع عن المستضعفين في العالم وانعكس ذلك كله على المنطقة العربية والإسلامية .
 

وأضاف " بالرغم من عداء الدول العربية لإيران كونها تتهم بأنها تصدر الثورة ولكن هناك القطع مع الاحتلال، وإيران بفضل الإمام استطاعت وضع حد للعلاقات مع الكيان مع قيام ثورتها .
 

وختم مؤكداً " الإمام الخميني هو من القليلين الذين أثروا خلال العقد القرن الحالي في مسار الوطن العربي والإسلامي وفي مسار إيران كجمهورية إسلامية من الدول الإقليمية المهمة ويحسب لها حساب كبير، ولها أعداء كثيرة.

 


| رمز الموضوع: 377413







المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)