الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

الانقسامات الداخلية
بالمجتمع الإسرائيلي

عربي 21

وكالة القدس للأنباء(قدسنا) مع حالة الاستقطاب التي يشهدها المجتمع الإسرائيلي في حمى الانتخابات المبكرة الخامسة بعد أقل من شهرين، تزداد المخاوف الإسرائيلية من زيادة الفجوات بين مكونات هذا المجتمع الذي يصفه علماء الاجتماع الإسرائيليون بأنه "ممزّق"، تتقاسمه الصراعات الأيديولوجية والأخلاقية.

 

 مع العلم أن المجتمع الإسرائيلي، كمجتمع من المهاجرين غير المتجانسين، يجمع بين جنسيات وأعراق وديانات وثقافات مختلفة، وأن عملية ربط لهذه المجموعات المتنوعة عملية معقدة ومليئة بالتوترات والصراعات، فكل مجموعة تحمل هوية مختلفة، سواء المتدينين والعلمانيين، الشرقيين السفارديم والغربيين الأشكناز، كلهم لديهم رغبات وأهداف وحساسيات مختلفة بالضرورة عن سواهم، وفي كثير من الأحيان تتصادم أولوياتها، وتتولد انقسامات تقسم المجتمع، وتقوض استقراره.

 

مولي فاليغ مديرة المدرسة الدولية في كلية أورانيم، وعالمة الاجتماع السياسي، أكدت أن "مستقبل المجتمع الإسرائيلي في ظل هذه النزاعات الداخلية تم تهميشه لسنوات عديدة بسبب إلحاح قضايا الأمن على باقي شؤون الدولة، وحتى عندما كان صناع القرار يبحثون في مناقشة جوهر المجتمع الإسرائيلي، اتضح أن الحل الذي ابتكروه كان مخطئا، لأنه قام على فرضية بوتقة الانصهار التي لا يمكن أن تجمع كل المكونات المختلفة للمجتمع الإسرائيلي في كيان واحد متجانس".

 

وأضافت في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل"،  أن "الدوائر الرسمية في إسرائيل، سعت لخلق سيادة لثقافة مهيمنة على ثقافة أخرى بين الإسرائيليين، وبدلاً من القضاء على الانقسامات الاجتماعية، عمل هذا النموذج على تعميقها، لأن نموذج الانصهار قام في أسوأ الحالات على الافتقار للخطاب، والإملاء من الأعلى، وفي أفضل الأحوال خطاب المواجهة، الذي أسس مفاهيم العنف الداخلي والانفصال بين الإسرائيليين أنفسهم، بدل اعتماد نموذج التعددية".

 

وأشارت إلى أن "المجتمع الإسرائيلي كمجتمع مهاجرين فيه العديد من الانقسامات، ويضم في جواره أقليات قومية ثقافية كبيرة، ولن يتمكن من تحقيق الاستدامة دون حوار بين المجموعات التي يتكون منها، وإلا فإنه في طريقه إلى نموذج التقويض نتيجة لسيادة مجموعة واحدة من القيم على القيم الأخرى، رغم أننا نتحدث بعيد جدا عن الواقع الذي يتجلى في الخطاب الساخن والمواجهة الذي يميز مثل هذه الأوقات الانتخابية".

 

يحمّل الإسرائيليون السبب الرئيسي في شيوع الانقسامات بينهم إلى مجموعة عوامل تتحمل مسؤوليتها الدولة ذاتهـا، لعل أولها اعتماد المركزية في فرض ثقافة أحادية لفئة واحدة من اليهود على من سواهم، وفي هذه الحالة تم حرمان باقي اليهود من التمتع بثقافاتهم المختلفة، وقضم حريتها في تشكيل شؤونها الخاصة بها، وثانيها اعتبار دولة الاحتلال أن الاختلافات بين الإسرائيليين مصدر تهديد أو تحدّ، وليس إثراء للدولة، خاصة وأن هذه الاختلافات سببها أن ثقافات الإسرائيليين غريبة ومنفصلة عن بعضها، ولا يوجد أي اتصال بينها.

 

المصدر:عربي21

 




محتوى ذات صلة

تحليل/ المستقبل: زوال الاحتلال وعودة الحقوق

تحليل/ المستقبل: زوال الاحتلال وعودة الحقوق

في ظل تعقيدات الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وتطوراته المستمرة، تبقى قضية إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني أحد أهم التحديات المطروحة على الساحة الدولية. هذه القضية ليست مجرد نزاع إقليمي، بل هي صراع يمتد لعقود طويلة.

|

سرقة التراث الفلسطيني: مخطط إسرائيلي لتزييف التاريخ

سرقة التراث الفلسطيني: مخطط إسرائيلي لتزييف التاريخ

  وكالة القدس للأنباء(قدسنا) تستمر إسرائيل في انتهاج سياسات تهدف إلى سرقة التراث الفلسطيني، سواء بالمعنى المادي المباشر أو من خلال محاولات متكررة لتزييف التاريخ وإعادة تصنيف المواقع الأثرية والثقافية الفلسطينية على أنها جزء من "التراث الإسرائيلي". تستند هذه ...

|

إيران ترد على اتهامات الاحتلال بضلوع طهران في حرائق أولمبياد باريس

إيران ترد على اتهامات الاحتلال بضلوع طهران في حرائق أولمبياد باريس

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني، إن الاتهامات وخطاب الكراهية الذي أطلقه وزير الكيان الإسرائيلي القاتل للأطفال ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية فيما يتعلق بأولمبياد باريس 2024 هو محاولة يائسة لصرف الرأي العام العالمي عن الإبادة الجماعية في غزة.

|

المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)