دولة الاحتلال الصهيوني قائمة على الأساطير والخرافات (تحليل)

وكالة القدس للأنباء، (قدسنا)، نجحت الصهيونية في احتلال أرض فلسطين بدعم القوى الاستعمارية ونقل اليهود إليها واستبدالهم بالشعب الفلسطيني المهجر، في تأسيس نظام ذي أيديولوجية "صهيونية" شريرة تسمى "إسرائيل" يقوم على مصادرة بعض وعود التوراة مثل "شعب الله المختار"، "الأرض الموعودة".

نظرا إلى تأكيد الصهيونية على التفوق العنصري اليهودي، الذي يحدد سلوك الاحتلال واستراتيجياتها، فإن التركيز على الطبيعة الشريرة للأيديولوجية الصهيونية ليس أمرا غريبا.

بعد قيام دولة الاحتلال، التي ارتبطت بارتكاب جرائم عديدة غير إنسانية، مثل مذبحة الفلسطينيين مثل دير ياسين وكفر قاسم، سعت القوى الاستعمارية إلى تحقيق أهداف إقامة "مستعمرة يهودية" كـ "ثكنة عسكرية" في جغرافية فلسطين، وبذلوا جهدهم لتجهيز هذه المستعمرة بأحدث الأسلحة والمعدات العسكرية وأكثرها فتكا. لذلك، وكحامية للاستعمار، انتصرت دولة الصهاينة نوعا ما في جميع المعارك بسبب الدعم الذي تلقته. الانتصارات التي عززت فكرة الأسطورة التي لا تقهر لأنه حتى عام 2000، انتصر الصهاينة في كل الحروب التي خاضوها.

في هذا السياق، اعتبر الجيش الصهيوني أقوى جيش إقليمي، أي الجيش الرابع وخامس أحيانًا في العالم، والذي نجح عام 1967 في هزيمة جيوش أربع دول عربية في حرب متزامنة. لذلك اعتبر هذا الجيش أسطورة جديدة.

وأثبت سلاح الجو الصهيوني، الذي كان يمتلك أكثر المقاتلات الغربية تقدمًا، وخاصة مقاتلات الولايات المتحدة، قدرته على تدمير المقاتلات العربية في الساعات الأولى من حرب عام 1967. لذلك، اعتبر اليهود هذه القوة أسطورة.

في قسم القوات البرية، أثبتت دبابة ميركافا، التي كانت درعًا قويًا مضادًا للدبابات، فعاليتها وتفوقها في الحروب واعتبرت أسطورة. وبسبب التغيير في استراتيجيات الحرب، خاصة مع تحول قوى المقاومة إلى استراتيجية الحرب غير المتكافئة وإدخال الطائرات بدون طيار والصواريخ في معادلة الصراع، كشفت دولة الاحتلال، بمساعدة الولايات المتحدة، عن نظام دفاعي يسمى "القبة الحديدية" وأعلن عن قدراته، وظهرت أسطورة جديدة في المجتمع الصهيوني.

في الوقت نفسه، استثمر الصهاينة بكثافة في إنتاج الطائرات بدون طيار، وتعتبر الطائرات بدون طيار مثل هيرمس واحدة من أقوى الطائرات بدون طيار في العالم، والتي يمكن القول إنها أسطورة.

لقد استثمرت إسرائيل في الرأي العام حول هذه الأساطير وكأن الكيان الصهيوني هو حقًا نظام مستقر لا يقهر وأصبح حلمًا وأرضًا آمنة كما وعدت التوراة لليهود. تم هذا الاستثمار الدعائي الضخم وكشف النقاب عن أساطير جديدة وكبيرة بهدف تحفيز يهود العالم للهجرة إلى الأراضي المحتلة لضمان بقاء إسرائيل. لأن السكان هم حجر الزاوية لوجود إسرائيل، وإذا لم يتم إعادة توطين اليهود في الأراضي المحتلة، فسيختفي الكيان. لذلك، كان هذا النهج هو الذي حاول قادة الكيان الصهيوني التأكد من أن المجتمع الصهيوني آمن دائمًا وليس لديه مخاوف أمنية. لهذا السبب، في كل حروب القرن الماضي، لم يكن المجتمع الصهيوني على دراية بعواقب الحروب.

لكن مع بداية القرن الجديد تغيرت المعادلة وشهد المجتمع الصهيوني هزيمة أساطيره. في عام 2000، أُجبرت دولة الصهاينة على الانسحاب من جنوب لبنان بعد 18 عامًا، وفي عام 2005 أُجبرت على مغادرة غزة بعد 38 عامًا. أي أن عملية هزيمة الاحتلال، بل وهزيمة الأساطير الإسرائيلية، قد بدأت.

في عام 2006 وحرب 33 يومًا مع حزب الله في لبنان، بالإضافة إلى تحطيم أسطورة إسرائيل لا تقهر، انتشر عجز الجيش عن منع آثار الحرب على الأمن الداخلي، وعايشوا عمق الأراضي المحتلة.

وقصفت القوات الجوية للاحتلال جميع الأهداف المحددة مسبقًا على الرغم من العمليات العديدة، لكن نتيجة القصف لم يكن لها تأثير عسكري على الحرب، وظل حزب الله قوياً على الساحة. تم إطلاق صواريخ حزب الله في عمق الأراضي المحتلة كل يوم، مما تسبب في موجة من الذعر وتجربة المجتمع الصهيوني للتهجير لأول مرة.

كما تم تدمير عدد كبير من دبابات ميركافا في الحرب بواسطة صواريخ كورنيت الروسية التي وصلت على ما يبدو إلى حزب الله عبر سوريا، مما أدى إلى تدمير أسطورة ميركافا بشكل فعال.

في الحروب الصهيونية اللاحقة مع غزة، عجزت القبة الحديدية أيضًا عن منع استهداف صواريخ مقاومة غزة، ومع مرور الصواريخ المقاومة من سوريا إلى مرتفعات الجولان وصواريخ S-200 السورية عبر الأراضي المحتلة وهبوطها بالقرب من ديمونا كذلك، عدم قدرة القبة الحديدية على اعتراض صواريخ المقاومة بعيدة المدى التي أطلقت من غزة خلال حرب سيف القدس، فضلاً عن عدم قدرة القبة الحديدية وحتى مقاتلة F-16 الإسرائيلية على اعتراض وتدمير صواريخ حزب الله. طائرة حسان بدون طيار التي حلقت في السماء لمدة 40 دقيقة، لقد تحطمت أسطورة القبة الحديدية عمليا وأصبح الإرهاب أكثر الذعر في المجتمع الصهيوني.

إن هزيمة هذه الأسطورة التي تتضخم يوما بعد يوم، جعلت أساطير المصادرة من التوراة على وشك الانهيار، أي أن فلسطين لم تعد الأرض الموعودة. لهذا السبب نشهد تراجعا في قبول الجالية اليهودية في العالم للحركة الصهيونية والهجرة إلى الأراضي المحتلة، وإلى جانب ذلك، يشهد الكيان الصهيوني اتجاه هجرته العكسي في المرحلة الأخيرة من حياته. حاليا، هاجر حوالي 1.2 مليون يهودي من فلسطين المحتلة. ومع ذلك، تواصل إسرائيل الإصرار على إدراجها في إحصاءاتها السكانية.

يبدو أن أساطير تأسيس إسرائيل المزعومة وبقاءها قد تحطمت، والهزيمة النهائية لهذه المستعمرة الصهيونية باتت وشيكة.