القضية الفلسطينية والثورة الإسلامية

ان الثورة الإسلامية في إيران أحدثت تغييراً جذرياً في طبيعة الصراع ضد القوي الاستعمارية والصهيونية العالمية، بحيث يمكن القول بأن انتصار ثورة إيران الاسلامية منعطف تاريخي ومرحلة تاريخية في مجال المقاومة ضد الاستكبار.
وكالة القدس للانباء(قدسنا) ان الثورة الإسلامية في إيران أحدثت تغييراً جذرياً في طبيعة الصراع ضد القوي الاستعمارية والصهيونية العالمية، بحيث يمكن القول بأن انتصار ثورة إيران الاسلامية منعطف تاريخي ومرحلة تاريخية في مجال المقاومة ضد الاستكبار.
إن المقاومة ضد الصهاينة بعد انتصار الثورة الإسلامية في ايران، دخلت في مسار جديد وأخذت طابعاً اسلامياً. صحيح أنه وبعد احتلال ارض فلسطين من قبل المجموعات الصهيونية المدعومة من قبل بريطانيا، كانت المجموعات الدينية من أوائل المجموعات التي تصدت للصهاينة ، لكن بعد انتصار الثورة الإسلامية في ايران اخذت الصراع ضد الصهاينة طابعا اسلاميا .
إن الشيخ عزالدين القسام الملقب بشيخ المجاهدين في فلسطين، هو أول من أسس حركة إسلامية جهادية ﻓﻲ اﻟﻌﺷرﯾﻧﯾﺎت واﻟﺛﻼﺛﯾﻧﯾﺎت من القرن الماضي.
وبعد إقامة اسرائيل عام 1948، بدأت الحركات الفلسطينية المتأثرة بالفكرة الشيوعية، محاربة الصهاينة وكانت أول حركات مقاومة تتصدي للمحتلين. لكنها وبعد مرور ثلاثة عقود من النضال، تراجعت عن المقاومة ومواجهة المحتلين وخضعت لواقع الأمر وذلك بسبب تأثرها وعلاقاتها ببعض الحكومات العربية التي تعارض نهج المقاومة.
إن انتصار الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني(رض)، غير موازين القوي في المنطقة، وأدي إلي إحياء الثورة وحركة النضال الفلسطينية من جديد.
إن الثورة الإسلامية والمقاومة الثورية مبنية علي ركائز وأسس و مقومات أساسية نذكرها فيما يلي:
1-العمل بالفريضة دون النظر إلي النتائج التي سيؤدي إليها هذا العمل، وذلك بناء علي مبدأ« إننا مكلفون بأداء الفريضة وليس النتيجة.»
2-الشهادة هي مفتاح النجاح وتحقيق النصر النهائي، وان مكتب الشهادة لا يقبل الخضوع للظلم، والتزام الصمت أمام الأعداء لا يجلب لنا سوي مزيد من الضعف و الذلة.
3-الرجوع الي النفس و استيقاظ الضمير وترسيخ الروح الثورية والاعتماد على الطاقات الذاتية.
4-دعوة الشعوب الإسلامية للانضمام الى صفوف المقاومة.
5-الاعتماد علي القادة والعلماء والاعتماد على القوة النابعة من توجيهاتهم، وبالتالي اﻋطﺎء اﻻﻓﺿﻟﯾﺔ للقائد الشجاع.
الجدير بالذكر أن هذه الركائز الأسس و المقومات الاساسية كانت حاضرة خلال الحرب الإيرانية العراقية المفروضة على إيران والتي استمرت 8 سنوات. ان هذه الروح الثورية للشعب الإيراني أثرت علي شعوب المنطقة خاصة الشعب الفلسطيني وأثرت بشكل مباشر علي مسيرة نضاله ومقاومته. إن اندلاع الانتفاضة الاولي 10 سنوات بعد انتصار الثورة الإسلامية في ايران، يعتبر دليلاً واضحاً علي تأثير الثورة الإسلامية علي الشعب الفلسطيني ومقاومته.
إن بعد انتصار الثورة الإسلامية شهدت الساحة الفلسطينية تأسيس حركات مقاومة كحركة الجهاد الإسلامي وحركة حماس، وبدأت نضالها ضد الصهاينة المحتلين. إن هذه الحركات، وخلافاً للحركات الأخري، اعتمدت علي الشعب واكتسبت شرعيتها من ابناء الشعب الفلسطيني، حيث كانت تقودها شخصيات دينية ذات شعبية كالشيخ احمد ياسين. وبعد ذلك اختار الشعب الفلسطيني خيار المقاومة، حيث اعتبر التمسك بهذا الخيار بالنسبة لابناء هذا الشعب فريضة واجبة، لذلك رأينا هذا الشعب وسع نطاق مقاومته واستمر في نضاله ضد المعتدين. إن الشعب الفلسطيني اختار العمليات الاستشهادية الفردية كسلاح فعال خاصة بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية أو انتفاضة الأقصى. إن هذه العمليات احدثت نقلة نوعية في طبيعة الصراع حيث جعلت الصهاينة يشعرون بانعدام الامن في كافة الاراضي الفلسطينية. ولجأت بعض الحركات اليسارية كحركة فتح إلي الاعتماد علي هذا النوع من العمليات، ويمكن القول بأن اكثر منفذي تلك العمليات التي نفذت خلال انتفاضة الأقصي، ينتمون إلي حركة فتح.
وبالتالي يمكن القول بأن الشعب الفلسطيني رغم قلة الامكانات تمكن من الصمود أمام الأعداء وذلك عن طريق الاعتماد على الطاقات الذاتية.
من كتاب فلسطين القضية لزهراء مصطفوي
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS