الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

کیف یعیش الاسری المبعدون الی غزة؟

وکالة القدس للانباء (قدسنا) ـ خَطى ثلاثة اسرى فلسطینیین محررین ومبعدین إلى قطاع غزة خطوة جدیدة فی حیاتهم، تهدف للتکیف مع واقع الحیاة والتغلب على المعوقات التی یواجهونها بعیدا عن مسقط رأسهم وقراهم فی الضفة الغربیة.

الأسرى الثلاثة الذین جمعهم السجن والإبعاد هم: کمال شعبلو (40عاماً) من مدینة نابلس ، وعصمت مطاوع (46عاماً) من مدینة الخلیل ، والأسیر المبعد أیمن الشکشیر (33 عاماً) من مدینة نابلس ، کان الاحتلال الإسرائیلی قد أفرج عنهم وأبعدهم للقطاع، خلال صفقة تبادل الأسرى مع حرکة حماس برعایة مصریة فی 11اکتوبر 2011م .

وبعد مرور ما یقارب العامین على الإبعاد قرر الأسرى الثلاثة استغلال ما لدیهم من خبرة فی صناعة الحلویات واتفقوا سویاً بأن یقوموا بتنفیذ مشروع صغیر بفتح محل للحلویات فی شارع النصر وسط مدینة غزة .

ویقول الأسیر المحرر والمبعد أیمن شعبلو، الذی قضى فی سجون الاحتلال 9 سنوات ونصف، لمراسل "وکالة قدس نت للأنباء" صناعة الحلویات اکتسبتها قبل السجن خلال عملی فی احد المحلات بمدینة نابلس ، ونظرا للظروف الصعبة التی یعیشها القطاع، وعدم توفر فرص عمل، قررت ان افتتح محل الحلویات لمعرفتی بان أهالی غزة یعشقون الکنافة النابلسیة الشهیرة ".

ویضیف وهو یحضر الحلویات لزبائنه" تکلفت المشروع کانت عائق أمامی لفتح المحل فقمت باقتراح الفکرة على الأسیران المحرران عصمت وایمن وقررنا سویا خوض التجربة وبلغت تکلفة المحل 20 ألف دولار ".

ویبدوا من الیوم الأول لافتتاح المحل أن الأسرى الثلاثة استطاعوا أن یجذبوا أهالی غزة ، حیث اکتظ المحل بالزبائن الذین تهافتوا لتذوق الکنافة النابلسیة الشهیرة .

ویشرح ایمن بعض من المعاناة التی یواجهها کأسیر مبعد للقطاع ، ویرى ان أصعبها هو بعد أهله وذویه عنه، فیما یؤکد بأنه وجد بین سکان القطاع الأحباب والأصدقاء الکثیرون، وقد تزوج من فتاة من غزة ورزق منها بطفل.

ویبین ان أصعب ما یشعر فیه الأسیر بعد لحظة الإفراج هو تغیر نمط الحیاة وتطورها، مما یحتاج لفترة کبیرة للتکیف مع الحیاة التی ترکها فی حال وخرج فوجدها فی حال آخر .

الاحتلال الإسرائیلی لم یترک أیمن بعد ان أفرج عنه وأبعده للقطاع ، حیث قام باعتقال والده البالغ من العمر( 65 عاماً) ، بسبب مجیئه لغزة لرؤیته وتم حکمه 18 شهراً .

ویشیر إلى ان "الاحتلال یتعمد ان ینغص علیهم حیاتهم حتى بعدما أفرج عنهم من خلال مضایقة ذویهم فی مدینة نابلس والتعدی علیهم باستمرار".

من ناحیته یوضح الأسیر المحرر مطاوع ، کیفیة صناعة الکنافة النابلسیة قائلا " الکنافة النابلسیة تتمیز بطعمها الطیب ، وهذا یرجع لخبرة صانعها فی عمل مکوناتها الرئیسیة ، واستخدام المقادیر الصحیحة من الجبن والرشة والعجینة والقطر ".

ویتمنی مطاوع ان یلقى عملهم التوفیق، خصوصاً أنهم یعتزمون على تقدیم حلویات لم یعرفها أهالی غزة مثل "المدلوفة" المحشوة بالمکسرات وأنواع اخری .

ویعتبر مطاوع أن قطاع غزة هو جزء من الوطن ولا فرق بین الضفة وغزة ، لکن لا یخفی شعوره بالشوق لرؤیة أبیه وذویه وبلدته أملاً من الله ان یرده لمدینة الخلیل عما قریب .

ویبین ان أکثر اللحظات التی تؤلمه تکون فی أوقات المناسبات والأعیاد بسبب بعد الأهل والأحبة مضیفاً ان الأسرى المبعدین یعوضون ذلک من خلال تبادل الزیارات مع الأصدقاء وباقی الأسرى الذین تم تحریرهم خلال الصفقة .

وأعلن الأسرى الثلاثة امس الأحد، عن افتتاح محلهم حیث وجهوا دعوات مفتوحة لکل المواطنین بالقدوم وتذوق الحلویات مجاناً ، من جانبهم لبوا أهالی غزة الدعوة وشهد المحل إقبال کبیر ومبارکة الجمیع .

وعبر المواطن ابو علاء الزنط عن إعجابه لما یقدمونه من حلویات، ویشهد بان الکنافة النابلسیة التی یقدمونها لها طعم خاص قائلاً "أنا سعید لمشارکتی الأسرى المبعدین فرحتهم فی افتتاح محلهم الجدید ".


| رمز الموضوع: 143497







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)