حاجز عسکری صهیونی فی قلب بروکسل!
للسنة السابعة على التوالی، نظّمت هیئات ومجموعات مدنیة مختلفة فی أنحاء العالم فعالیات أسبوع مقاومة الأبرتهاید الإسرائیلی، وذلک لغایة التثقیف حول سیاسات وممارسات الاحتلال الإسرائیلی العنصریة الارهابیة التی ترخی بتداعیاتها الثقیلة من المعاناة والالم والظلم والتهمیش على الشعب العربی الفلسطینی بمکوناته الثلاثة- فی أراضی الـ67 والـ48 والشتات.
رکزت فعالیات الأسبوع على فضح وتصویر وفهم" إسرائیل" کدولة أبرتهاید، والعمل على إنهاء التواطؤ الدولی مع دولة الاحتلال، الذی یضفی الشرعیة على نظام الاحتلال والأبارتهاید الإسرائیلی.
وشکّلت الفعالیات مرجعًا هامًا لحملة مقاطعة "إسرائیل" وسحب الإستثمارات منها وفرض العقوبات علیها "BDS"، والتی هی أکثر الطرق فعالیة لإنهاء التواطؤ الدولی معها وإجبارها على الإلتزام بالحقوق الدولیة، کما شکلت فعالیاته أساسًا للتضامن مع نضالات الشعوب الأخرى، والحرکات الإجتماعیة للعدالة فی العدید من البلدان.
ابدت الدولة الصهیونیة انزعاجها من "أسبوع الأبرتاید" الذی تقام فعالیاته سنویا فی عشرات الجامعات فی أنحاء العالم ویدعو أساساً إلى مقاطعة "إسرائیل" اقتصادیاً وأکادیمیاً وفرض عقوبات علیها نتیجة سیاستها القمعیة فی الأراضی الفلسطینیة المحتلة عام 1967 وسیاسة التمییز ضد عرب فلسطین المحتلة 1948.
وتعتبر"اسرائیل" هذا الأسبوع حربا اعلامیة لنزع الشرعیة عنها، فالجنرال باراک یحذر من نزع شرعیة إسرائیل ودفعها إلى زاویة جنوب أفریقیا"، ویقول: "إن إٍسرائیل تواجه "تسونامی سیاسیا"، وإن الجمهور لا یدرک ذلک"، وفی کلمته فی "المعهد لدراسات الأمن القومی" فی تل أبیب، موضحا: "إنه مع اقتراب أیلول/ سبتمبر سوف یصل التسونامی السیاسی إلى إٍسرائیل، وإن هناک حرکة دولیة سوف تعترف بالدولة الفلسطینیة فی حدود الرابع من حزیران/ یونیو 1967، ومن الخطأ عدم التنبه لهذا التسونامی"، مضیفا: "إن نزع شرعیة إسرائیل تلوح فی الأفق، وإن ذلک یعتبر خطیرا جدا ویتطلب العمل على مواجهته"، محذرا من "دفع إسرائیل إلى الزاویة التی بدأ فیها تدهور جنوب أفریقیا".
وفی صمیم فعالیات هذا الأسبوع للعام الحالی/2011 ترکز الحدث هناک فی قلب العاصمة البلجیکیة بروکسل، ظهر السبت 12/ 03/ 2011..! حیث فوجئ عابرو الشارع الأکثر ازدحاما فی بروکسل، بحاجز یقف أمامه شباب بزی عسکری، وترتفع إلى جانبه أعلام إسرائیلیة، وتجمع الکثیرون منهم لیتابعوا کیف یتم الإیقاف على الحاجز ومنهم من جرب عبوره ومقاومة حراسه عبثا..!
وجاء ذلک بمبادرة من عشر منظمات بلجیکیة، ناشطة فی دعم القضیة الفلسطینیة، مستثمرة أجواء یوم العطلة الذی یزدحم فیه شارع "نیو ستریت" "الشارع الجدید" بالخارجین للتسوق وسط العاصمة البلجیکیة.
وتقول الشابة البلجیکیة لارا دو وافرین، التی کانت إحدى المنظمین، لوکالة "فرانس برس"، إنهم یریدون "توعیة الناس لما یعیشه الفلسطینیون یومیاً فی الأراضی المحتلة"، مضیفة: "قلنا لأنفسنا إن الطریقة الأکثر واقعیة لنظهر التمییز الإسرائیلی هی أن نقیم حاجزا کالذی یقیمونه".
والحاجز کان عبارة عن مجسم معدنی على شکل جدار مطلی باللون الزیتی، فی أعلاه جزء یبدو شبیها بأعلى برج المراقبة، وأمامه وقف عدة شبان وفتیات یرتدون الزی العسکری، ویعتمر بعضهم الخوذ ملوحین ببنادق ومسدسات بلاستیکیة.
الجزء المخطط من القصة جاء مشهدا تمثیلیا، حیث درب المنظمون بعض الشبان على لعب دور الجنود الإسرائیلیین، والبعض الأخر لعب دور فلسطینیین یحاولون عبور الحاجز، وکان المارة المحتشدون للمشاهدة یتابعون کیف یصرخ الجنود ویلقون أمتعة الفلسطینیین، قبل أن یفتشوهم بعنف ویطردوهم.
وبین من لعب دور الجنود کانت الشابة لیری اشنداش التی تضع نظارة شمسیة داکنة وتعتمر خوذة عسکریة، فتقول "إنها تجربة صاعقة"، قبل أن توضح "أنا مصعوقة وأحس بالارتعاد تقریباً وأنا أقول وأفعل کل هذه الأشیاء، یجب أن تکون باردا جدا وتعانی رهابا کی تتصرف مثل الجنود الإسرائیلیین".
وقبل أن تعود اشنداش لإعادة تمثیل دورها کجندیة إسرائیلیة، تقول إنهم یأملون عبر ما یفعلونه أن المارة "سیتحققون أنهم لم یکونوا یعرفون ما یحصل على الحواجز"، وتضیف: "ربما یأخذون هذا النقاش إلى بیوتهم وعائلاتهم ویستعلمون أکثر عما یحصل فی الواقع، لیکونوا رأیهم الشخصی".
وجاء هذا النشاط فی إطار "الأسبوع العالمی لمناهضة التمییز العنصری الإسرائیلی"، الذی أقیم للمرة السابعة بین 7 و21 آذار/ مارس، ونظمت فعالیاته العام الماضی ما یزید عن 60 مدینة حول العالم، کما یبین القیمون علیه.
ومن بروکسل وعواصم العالم الى فلسطین المحتلة، حیث عقدت فعالیات أسبوع مقاومة الأبرتهاید الإسرائیلی فی الفترة ما بین 7 و21 آذار 2011، واشتملت على العدید من الأنشطة بما فی ذلک المحاضرات وعرض الأفلام إضافة إلى الفعالیات المتنوعة التی تسلط الضوء على معنى نظام الفصل العنصری وعلى نجاحات تجارب الحملة العالمیة لمقاطعة إسرائیل، کما واشتمل البرنامج على نشاطات تثقیفیة حول المظالم الکثیرة والمستمرة التی تجعل من حملة المقاطعة وحرکتها العالمیة والمحلیة عنصرًا حاسمًا فی معرکة الإطاحة بنظام الفصل العنصری الإسرائیلی.
نعرب عن تقدیرنا واحترامنا البالغ لکل اولئک الذین عقدوا ویعقدون اسبوع الابرتهاید الاسرائیلی فی الجامعات والنقابات الاوروبیة والکندیة والجنوب افریقیة، ونحث کافة المؤسسات العربیة المعنیة بمناهضة سیاسات التمییز العنصری الابرتهایدی على ان تتحمل بدورها مسؤولیاتها القانونیة / الحقوقیة / الانسانیة / الاعلامیة وان تتحرک من اجل تدویل قضیة العنصریة الابرتهایدیة الاسرائیلیة ضد ملایین العرب فی فلسطین، وان تقتدی بـ"اسبوع الابرتهاید الاسرائیلی" والعمل على تعمیمه على مساحات اممیة ممکنة.
وهذه مسؤولیة تاریخیة منوطة بالمؤسسات القانونیة الحقوقیة/ الانسانیة العربیة على امتداداتها الجغرافیة علیها ان تقوم بها بلا تاخیر او تقاعس، لأن التاریخ لن یغفر لها فی نهایة الأمر...!.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS