الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

نقص المیاه بسبب القیود الاسرائیلیة یعوق الزراعة الفلسطینیة

نقص المیاه بسبب القیود الاسرائیلیة یعوق الزراعة الفلسطینیة

 

فی السهول المحیطة بقریة بردلة تتجلى آثار الحرب بین المحتلین الصهاینة والفلسطینیین على الأرض والمیاه بالألوان الطبیعیة حیث تحد المزارع الفلسطینیة التی یغلب علیها اللون البنی الحقول الخضراء التی یمتلکها مستوطنون یهود.

وتضررت الضفة الغربیة المحتلة بشدة من جراء الجفاف لکن مزارعین فلسطینیین یقولون إن القیود التی تفرضها اسرائیل على إمداداتهم من المیاه زادت الظروف سوءا اکثر بکثیر بالنسبة لهم عن المزارعین فی المستوطنات الیهودیة القریبة.

وفی الکثیر من المنازل بمدینة جنین بالضفة الغربیة انقطعت المیاه تقریبا منذ نیسان/ابریل . وبات سکان جنین ومئات القرى یحصلون على المیاه عن طریق شاحنات تقوم بتوصیلها لهم بأسعار باهظة.

وقال رئیس سلطة المیاه الفلسطینیة شداد عتیلی إنه اذا کان الفلسطینیون یریدون أن تکون لهم دولة فینبغی أن یکون لدیهم میاه.

وفی بردلة بشمال وادی الأردن یقول زیاد صوافطة إنه یحصل على میاه لا تکفی الا لزراعة الباذنجان والکرنب (الملفوف) والمحاصیل الأخرى فی نصف مساحة أرضه البالغة 125 فدانا.

ولتوضیح التباین یشیر صوافطة (60 عاما) وهو اب لأربعة ابناء الى بستان مزدهر للموالح الى جواره مملوک لمستوطنة میحولا الیهودیة ویغذى بالمیاه من خلال شبکة من مواسیر الری. ویقول صوافطة 'لا نحصل من الجمل الا على أذنه. اما بقیة الجمل فتذهب الى المستوطنات'.

وقال أوری شور المتحدث باسم هیئة المیاه الاسرائیلیة إن الفلسطینیین یحصلون على میاه اکثر من المنصوص علیها فی اتفاقات السلام المؤقتة. وأرجع نقص المیاه الى فلسطینیین یقول إنهم یستغلون نظام المیاه بشکل غیر مشروع.

ولطالما کانت المیاه موردا شحیحا فی الشرق الأوسط لکن المشکلة اکثر حدة هذا العام. فقد زاد نقص سقوط الأمطار من الضغط على الإمدادات التی تفرض علیها قیود بالفعل من اسرائیل التی تسیطر الى حد کبیر على المستودعات المائیة الرئیسیة الثلاثة للضفة الغربیة.

وقدر عتیلی رئیس هیئة المیاه أن المزارعین الفلسطینیین فی الضفة الغربیة وغزة یحتاجون الى 250 ملیون متر مکعب من المیاه فی العام من أجل الری فحسب لکنهم لا یحصلون الا على 20 فی المئة منها فقط او نحو 50 ملیون متر مکعب سنویا.

ویقدر اجمالی کمیة المیاه التی یحصل علیها الفلسطینیون من مواردهم الخاصة بهم ومن اسرائیل بنحو 205 ملایین متر مکعب سنویا.

وقال عتیلی لرویترز إن الناس والأرض عطشى وإنه لا یملک شیئا لیفعله حیال هذا.

ویشیر مسؤولون فلسطینیون الى أن اسرائیل تسیطر على نحو 50 بئرا بالضفة الغربیة ویبلغ اجمالی طاقتها 50 ملیون متر مکعب فی العام وتوجهها بالأساس الى المستوطنات الیهودیة التی یعیش بها نحو 250 الف شخص.

ویسیطر الفلسطینیون على نحو 200 بئر ضحل فی الضفة الغربیة وکثیر منها تم حفره قبل حرب عام 1967 التی احتلت خلالها اسرائیل الأراضی. وتنتج هذه الآبار نحو 105 ملایین متر مکعب فی العام لکنها من المفترض أن تمد 2.5 ملیون فلسطینی بالمیاه.

ویقول عتیلی إن فلسطینیی الضفة الغربیة یکملون إمداداتهم من الآبار بشراء ما یصل الى 45 ملیون متر مکعب من المیاه من اسرائیل. ویذهب خمسة ملایین متر مکعب أخرى یتم شراؤها من اسرائیل الى قطاع غزة لإکمال 50 ملیون متر مکعب من مستودع مائی.

ویرى مسؤولون وجماعات معنیة بالدفاع عن حقوق الانسان أن جزءا کبیرا من المشکلة بالنسبة للفلسطینیین هو أن کمیة المیاه التی توفرها اسرائیل والمحددة بحصص فی اتفاقات السلام المؤقتة التی أبرمت فی التسعینات لم تزد بما یتماشى مع النمو السکانی الفلسطینی.

وأضاف عتیلی أن هذا لیس عدلا وقال إن النقص فی المیاه یمکن تخفیف حدته اذا سمحت اسرائیل للسلطة التی یرأسها بحفر بئرین او ثلاث ابار جدیدة فی الضفة الغربیة.

لکن شور من هیئة المیاه الاسرائیلیة قال إن السماح للفلسطینیین بحفر مزید من الآبار سیفسد المستودعات المائیة الموجودة بالضفة الغربیة.

و وصف عبد الرحمن التمیمی مدیر مجموعة الهیدرولوجیین الفلسطینیین ، أزمة الضفة الغربیة بأنها 'خانقة' لأنها تؤثر على الأسر والمؤسسات التجاریة على حد سواء بینما تتحدث اسرائیل عن الحد من استخدام المیاه فی أغراض مثل أحواض السباحة والمروج الخضراء.

وذکر تقریر صدر مؤخرا عن جماعة بتسیلم الاسرائیلیة المعنیة بالدفاع عن حقوق الانسان أن الأسر الاسرائیلیة استهلکت ما متوسطة 3.5 أمثال کمیة المیاه التی استهلکتها الأسر الفلسطینیة.

وأرجعت الجماعة نقص المیاه فی المناطق الفلسطینیة الى سیاسة اسرائیل 'التی تنطوی على تمییز' فی توزیع موارد المیاه والقیود التی تفرضها على حفر ابار جدیدة.

وترجم هذا النقص الى تجارة رائجة لشاحنات توصیل المیاه فی عدة مناطق بالضفة الغربیة.

وجنین متصلة بشبکة المیاه لکن الإمدادات المتناقصة أجبرت الکثیرین على اللجوء الى باعة المیاه الذین ارتفعت أسعار سلعتهم بشدة نتیجة للطلب الشدید والإمدادات المحدودة.

وتوصل تقریر صدر مؤخرا عن منظمة الأمم المتحدة الى أن الفلسطینیین فی بعض المناطق الاکثر تضررا ینفقون ما بین 30 و40 فی المئة من دخولهم على المیاه التی توصلها لهم الشاحنات. ولم تجب هیئة المیاه الاسرائیلیة على عدة مکالمات هاتفیة من رویترز للحصول على معلومات مماثلة عن المستهلکین الاسرائیلیین.

وقال حسین رحال (73 عاما) وهو بائع میاه فی جنین بینما کان یقف الى جانب شاحنته فی طابور طویل من الشاحنات المماثلة تنتظر ملء صهاریجها 'لم أشهد مثل هذا النقص من قبل قط'. وأضاف أن بعض الآبار فی جنین جفت بالفعل.

وذکر زمیله هاشم عبد الحفیظ الذی أومأ برأسه موافقا على ما قاله رحال إنه أغلق هاتفه المحمول لأنه لا یستطیع تلبیة طلبات المتصلین الذین یطلبون المیاه وأضاف 'ظللت أجیب قائلا لا توجد میاه'.

وفی بردلة التی یعیش بها قرابة الفی فلسطینی یتذکر المزارعون ایاما افضل. حیث یقولون إن بردلة کانت تتمتع بفائض من المیاه حتى أواخر السبعینات حین حفرت اسرائیل ثلاثة آبار عمیقة الى جوار الآبار الأربعة الضحلة للقریة مما أدى الى جفافها.

ومنذ ذلک الحین خفضت اسرائیل من کمیة المیاه التی تضخها لمزارع بردلة من 240 مترا مکعبا فی الساعة الى 140 مترا مکعبا مما اضطر کثیرین الى خفض الإنتاج بما یصل الى 50 فی المئة واختیار محاصیل مثل الباذنجان والفول التی تستطیع الحیاة على الری لمرة واحدة فی الأسبوع.

وقال یوسف صوافطة وهو مزارع آخر من بردلة إن الأسعار انخفضت لأن الجمیع فی القریة یزرعون نفس المحاصیل المقاومة للجفاف.

ن/25


| رمز الموضوع: 142829







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  2. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  3. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  4. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  5. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  6. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  7. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  8. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  9. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
  10. طهران ترفع الستار عن وثائقي للمقاومة في فلسطين وايرلندا
  11. حكومة الاحتلال تقرّر توسيع الحرب على غزة رغم التحذيرات
  12. وزير العلوم الإيراني: الرأي العام العالمي لا يعترف بالكيان الصهيوني
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)