مؤامرة صهیونیة لتدمیر الاقتصاد المصری
دولارات مزیفة وبذور مسرطنة وتجسس اقتصادی واختراق لمجتمع رجال الأعمال
وقد تصدت الصحف المصریة لکشف أبعاد الفلوس المزیفة فی الأسواق وظهر اتجاهان :
الاتجاه الأول یرى أن الفلسطینیین وخاصة حرکة حماس هی التی سربت إلى الأسواق المصریة العملات المزیفة، وبرزت مقالات فی الصحف الحکومیة تلمح إلى أن انصارحرکة حماس بشکل خاص أو الفلسطینیین عموما استغلوا کرم الضیافة المصریة، وفتح الحدود لکی یهربوا أسلحة ومتفجرات ومسلحین وأوراق مالیة مزیفة إلى المدن المصریة، وکان واضحا أن هناک جهات حکومیة تغذی الصحف بأخبار مثیرة من قبیل القبض على مسلحین فلسطینیین فی محافظتی الشرقیة وبنی سویف وهم یحملون أحزمة ناسفة، أو أن أحد الفلسطینیین رفع العلم الفلسطینی فوق منشأة مصریة فی العریش أوالاشارة على لسان محللین سیاسیین إلى تصریحات للسید خالد مشعل قال فیها أن الفلسطینی إذا وضع قدمیه فی ارض لن یخرج منها ،وهو یقصد تحریر الأرض الفلسطینیة لکن البعض فی القاهرة فسرها على أنها توطین للفلسطینیین فی سیناء.وقد بدا واضحا أن هناک جهات أو شخصیات تحاول أن تستغل ما حدث على الحدود للوقیعة بین الشعب العربی فی القطرین مصر وفلسطین،بدلیل الکلام المفرط عن السیادة المصریة على حدودها والتصریحات غیر الموفقة لوزیر الخارجیة أبو الغیط ،والهیستریا التی سیطرت على تحلیلات بعض رؤساء تحریر الصحف الحکومیة وکأن هناک حربا بین مصر والفلسطینیین.
وفی المقابل کان هناک اتجاه أو تیار آخر یؤکد على أن الکیان الصهیونی هو الذی استغل الموقف لتسریب العملات المزیفة،بحکم انه –الکیان-خبیر فی مثل هذه الجرائم ،کما تتوفر لدیه تقنیات التزویر خاصة فی ظل وجود مافیا یهودیة أو أوروبیة فی فلسطین المحتلة 48 اعترف قادة العدو أنفسهم بوجودها وقوة تأثیرها،وقد تمکنت من قتل احد القضاة فی تل أبیب لأنه أصدر حکما قاسیا على احد أفراد المافیا.وضمن هذا التیار تحلیلات بأن اتفاقیة کامب دیفید هی التی قیدت ید السلطة المصریة فی حمایة حدودها بدلیل أنها لم تفلح فی إقناع قادة ما یسمى " إسرائیل" بمضاعفة عدد القوات الشرطیة المصریة على الحدود والتی تبلغ 750جندیا،فی حین أن قوات الشرطة التی تحاصر أی تظاهرة لحرکة کفایة فی وسط القاهرة یزید عددها عن 5الاف شرطی من الأمن المرکزی.
ومن الواضح أن أنصار التیار الأول الذی یحمل الفلسطینیین مسؤولیة تسریب العملات المزیفة إلى الأسواق المصریة هو التیار الموالی للحکومة ،وهو تیار شوفینی معاد للعروبة ،وهو یرى أن قضیة فلسطین قضیة فلسطینیة ولادخل لمصر فیها ،وان سیاسة ابومازن التفاوضیة هی الأجدى حتى وان کانت سیاسة استجدائیة،کما أن هذا التیار یدعو للتطبیع أو على الأقل لا یعارضه،أما التیار الثانی فهو عروبی إسلامی یرفض التطبیع مع العدو ،ویعتبر القضیة الفلسطینیة قضیة عربیة وإسلامیة بل وإنسانیة تهم جمیع حرکات التحرر الوطنی فی العالم کما تعنی حقوق الإنسان بکل منظماتها وباختلاف عناوینها وجنسیاتها،باعتبار أن الصهیونیة حرکة عنصریة إرهابیة تحتل أراض عربیة بدون وجه حق ولا تعترف بالشرعیة الدولیة،وهی جزء من المشروع الاستعماری الغربی الذی یرید أن یفرض هیمنته على منطقة تعد أغلى منطقة نفطیة فی العالم.
واقع الحال أن رصید العدو الصهیونی فی تدمیر الاقتصاد العربی فی مصر کبیر للغایة، وهو رصید یتنامى لأن المؤامرة متواصلة، وهدفها أن لاتنمو مصر وتتقدم بحیث تعود إلى موقعها القیادی الذی حققته فی عهد الزعیم العربی جمال عبد الناصر الذی أکد وناضل من اجل عروبة فلسطین ولعل أبعاد المؤامرة تتضح أکثر فی الجوانب التالیة:
1-استمرار الجدل واسع فی مجلسی الشعب والشورى حول تجسس العدو الصهیونی على الاقتصاد المصری ،ومحاولته ضرب عناصر القوة الاقتصادیة المصریة؛ حیث قدم بعض أعضاء مجلس الشعب طلبات إحاطة وأسئلة حول تغلغل الصهاینة فی بعض الشرکات فی مجال الغزل والنسیج والبترول والبلاستیک والمشارکة فی مزرعة مشترکة للأبحاث وغیرها من المشروعات. وقد آثار عدد من الأعضاء قیام العدو بالحصول على بیانات عن العمالة والإنتاجیة والتکالیف؛والتجسس على المناطق الصناعیة الجدیدة مثل العاشر من رمضان و6اکتوبر، وذلک لتحدید نقاط القوة التنافسیة فی الاقتصاد للعمل على ضربها، کما تقوم أجهزة الاستخبارات الصهیونیة بالتعرف على التکنولوجیا وفنون الإنتاج المستخدمة فی المصانع لمحاولة إجهاضها، کما تسعى لجمع بیانات عن براءات الاختراع والابتکارات الجدیدة وتحلیلها لمعرفة نقاط القوة والضعف، کما أن "إسرائیل" دأبت فی السنوات القلیلة الماضیة على توجیه رسائل مدعومة ببیانات إلى مستوردی السلع المصریة فی أوربا وأمریکا وغیرها من دول العالم تحذرها من شراء السلع المصریة بحجة أنها ملوثة، أو بحجة عدم مطابقتها للمواصفات، أو أن مصر استعانت بعمالة من الأطفال أو المساجین فی إنتاجها، وأن هذا ضد حقوق الإنسان، وذلک بغرض التأثیر على سمعة المنتجات المصریة فی الأسواق العالمیة، ومن المؤکد أن العدو الصهیونی یقوم بنفس الممارسات مع دول عربیة أخرى.
2-لم تکن إصابة الشعب المصری بالتسمم من جراء أکل فاکهة الصیف «المهرمنة» سوی حلقة بسیطة من حلقات المخطط الصهیونی الذی یستهدف صحة المصریین، وخصوبتهم، وهو المخطط الذی نفذه ببراعة وعلی أکمل وجه من أدخل المبیدات والهرمونات الصهیونیة ولتدمیر الثروة الزراعیة والانسان المصری معا،و خطورة تلک المبیدات لا تتوقف عند تغییر شکل وحجم وطعم الفاکهة فقط، أو عند تسببها فی إصابة المستهلک بتسمم بسیط، فهی تتعدی کل ذلک الى ما هو أخطر.. علی مستوی البیئة: تلویث المیاه لفترة طویلة تتجاوز عشرات السنین، ما یجعلها وسط ناقل للأمراض الممیتة، وعلی مستوی صحة الإنسان فإن هذه الهرمونات والمبیدات تسبب العقم المزمن للرجال، وتفقد النساء خصوبتهن!. هذا ما کشف عنه تقریر حدیث للشبکة الدولیة لتأثیر المبیدات «السبان»، وهی منظمة عالمیة تتخذ من الفلبین مقرا لها، حیث أکدت أن وزارة الزراعة المصریة استوردت من شرکات صهیونیة 12 نوعا من المبیدات الزراعیة تعرف عالمیا بـ «دستة الأشرار»، هذه المبیدات تتسبب فی إصابة الإنسان بالسرطان والعقم کما أنها السبب الرئیسی فی تشوه الأجنة، ومن هذه الدستة، مبید «دای برومو کلوروبربان» الذی یصیب الرجال بالعقم، کما أنه یترسب فی المیاه الجوفیة لفترة طویلة حتى بعد التوقف عن استخدامه، وهو ما أثبتته أیضا تقاریر صادرة منذ 25 عاما عن وزارة الزراعة الأمریکیة منعت استخدامه، بعد أن ثبت أثره علی المیاه الجوفیة فی الولایات المتحدة الأمریکیة ودول أخری عدیدة. وعلى رأس القائمة أیضا یأتی مبید »ایثلین دای- بروماید» الذی یؤثر علی خصوبة الذکور والإناث، ویسبب السرطان. کان قد تم استیراده لتعقیم الحبوب ورش أشجار الموالح، وهناک أیضا مبید «کلوردین»، و«هیتباکلور» اللذان یترسبان فی الخلایا البشریة ویسببان الأورام الخبیثة، ومبید «اتش- سی- اتش- لیندین» وکان یباع فی الأسواق خلال الفترة الماضیة بالرغم من انه محظور عالمیا، وله تأثیر خطیر علی أعصاب البشر والحیوانات، و«کامفیکلو أو توکسافین» الذی یدخل الجسم عن طریق البشرة، ویقتل أی شخص فی حالة بلعه، وهو أیضا سام للأسماک، وینتشر فی مساحات واسعة بمجرد رشه، و«د. د. تی» ویتراکم فی الجسم فی کل مراحل التغذیة ویؤدی للتسمم الحاد، و«تو- فور- فایف- تی» وهو مبید للأعشاب الضارة ویحتوی مادة الدیوکسیین القاتلة للإنسان والحیوان، واستخدمه الامریکان فی إبادة ثوار فیتنام فی القرن الماضی!.
3-لقد تورط مسؤولون کبار فی وزارة الزراعة المصریة فی استیراد خمسة آلاف شتلة زیتون إسرائیلیة وکانت فاسدة وأدت إلى تدمیر مساحة 130 ألف فدان فی محافظة الفیوم واستمر مسلسل تدمیر صحة المصریین واستوردت کلیة الطب البیطرى بجامعة قناة السویس عجول هولشیکة اسرائیلیة للتسمین وأتضح أنها مصابة بأمراض خطیرة، وفى استبیان حول زراعة الطماطم فی الموسم الشتوی 2000/2001 فی إحدى مناطق شباب الخریجین أتضح أن 85% من تقاوی طماطم الأنفاق اسرائیلیة وأن نسبة 100% من مستخدمى التقاوى یلجأون إلى جلب هرمونات محظورة کما تم استیراد مشمش مجفف وصلصة وبط وأوز ورومى وبن وشتلات فاکهة وتفاح وتبغ وأسماک تونة وتقاوی ومبیدات وأسمدة وآلات ری وکتاکیت، وفى دراسة عن الحروب عن الحروب الاقتصادیة أکد اللواء محمد جمال مظلوم أن المخطط الصهیونی فی مجال الهندسة الوراثیة یهدف إلى تدمیر صحة الإنسان من خلال مشروع رصد له الصهاینة نحو ملیاری دولار أطلق علیه اسم شلوع واستهدف إنتاج أسلحة تعتمد على توظیف الهندسة الوراثیة فی مجال الإنتاج الزراعی بالاعتماد على أجهزة کمبیوتر لها قدرة خارقة فی مجال الحسابات المعقدة، وتقترب وحدة شلوع من أنتاج برتقال یؤثر على الجهاز العصبی ویصیب بالتوتر والإجهاد الذهنی، وإنتاج مخصبات مشعة تستخدم فی إنضاج الطماطم سریعا تؤدى إلى الإصابة بالسرطان.
وفى دراسة للخبیر الزراعی عریان نصیف رصد فیها النتائج السلبیة للتطبیع ومنها إهدار المحاصیل والتربة وأن الوزارة لم تکتف بتسلل البذور الإسرائیلیة بل صرحت باستخدام التقاوى بأصنافها"خاصة الاوریت"، مما أدى إلى حدوث خسائر فادحة فی المحصول وإصابته ببعض الفیروسات التی أدت إلى تجعید الأوراق وعدم الإنبات، والمعروف أن أوریت یصاحبه استخدام هرمون تومست المحظور دولیا، وصنف تى فى یستلزم الرش بمبیدات تسبب إصابة المستهلک بالسرطان، ورغم تحذیرات علمیة من خطورة أصناف مستلزمات الإنتاج لزراعة الخضر الواردة من الکیان الصهیونی على النبات والإنسان لم یلتفت إلیها أحد فی وزارة الزراعة.
و دخلت الأسواق المصریة هرمونات مستوردة من الکیان الصهیونی محظور استخدامها وأخطرها الهرمون البودرة والهرمون السائلی تومان وهى هرمونات تؤدى إلى کبر حجم الثمرة الخوخ والفراولة بارتفاع کمیة المیاه مع انخفاض نسبة المادة السکریة، إضافة إلى دورها فی إصابة الإنسان بنزلات معویة وکذلک السرطان والفشل الکلوى.
4-وبفضل سیاسات التطبیعیین دخل البانجو إلى مصر فالکیان الصهیونی أمد زراعة المخدرات فی سیناء بأسمدة وکیماویات ومخصبات تحتوى على هرمونات تساعد على نمو نبات البانجو المخدر الذی یزرع فی سیناء، وهذه الهرمونات تساعد على نمو النباتات بمعدل یصل إلى 3 سنتیمترات یومیا وذلک بهدف الإسراع فی عملیة نضج وجنى المحصول قبل أن تنتبه الأجهزة الأمنیة فی حرب ضد المخدرات.
لهذه الأسباب مجتمعة نؤکد على وجود مؤامرة صهیونیة على مصر،تستغل أی حادثة للإساءة إلى الشعب الفلسطینی المناضل ،ومحاولة تشویة مسیرة الکفاح المسلح وتمهید البیئة السیاسیة لقبول المزید من التنازلات للعدو.
( المقال للکاتب المصری عادل الجوجری )
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS