فلسطین ولبنان قضیة واحدة
اختار الامین العام لحزب الله السید حسن نصر الله تطورات القضیة الفلسطینیة کی یتحدث بها فی خطابه فی الإحتفالات العاشوریة التی ابتدأت فی الیوم الأول من محرم الجاری . ومما لا شک فیه أن زیارة الرئیس الأمیرکی جورج بوش الى فلسطین والمنطقة کان الحدث الأبرز الذی شد أنظار السید نصر الله فتحدث عن دوافع بوش من هذه الزیارة المشؤومة ولم یتطرق لأحداث لبنان التی تطورت وربما تسارعت جرّاء الزیارة التی یقوم بها حالیا السید عمرو موسى الى بیروت حاملا معه المشروع العربی للحل فی لبنان.
یعلم الامین العام لحزب الله أن فلسطین ولبنان قضیة واحدة فلا فصل بین ما یجری فی فلسطین وما یجری فی لبنان , لأن لبنان وفلسطین یواجهان العدو نفسه فکلاها فی صراع مع التحالف الامیرکی الصهیونی . ففی لبنان توجد مقاومة وقوى وطنیة تتصدى لهذا الحلف الباغی وفی فلسطین هناک مقاومة وقوى ردیفة لها تتصدى لنفس العدو وفی کلا البلدین توجد حکومة لا تمثل أمانی شعبها بل تشکل خطورة کبیرة علیها , فأی نصر یحققه أحرار لبنان هو بالتأکید نصر لأحرار فلسطین وأی تقدم تنجزة القضیة الفلسطینیة هو أیضا إنجازا للبنان , ولنا فی انتصار صیف العام 2006 أفضل مثال على ما نقول , فعندما انتصرت المقاومة اللإسلامیة اللبنانیة فی ذلک الصیف الحار ضاعف نصرها من الصمود الفلسطینی وصلبه أکثر, ذلک لأن حاضرنا واحد ومستقبلنا واحد , العدو وحّدنا بعد أن وحدتنا اللغة والجغرافیا وکذلک التاریخ , إن للأحرار فی لبنان وللأحرار فی فلسطین قضیة واحدة بل هی قضیة الأحرار فی کل مکان.
بعد إجتماعه برئیس وزراء العدو وبالرئیس محمود عباس أدلى بوش بتصریحات خطیرة أکدت انحیازه الکامل لإسرائیل ودعمه لها فی جمیع المجالات وأعلن قبوله لیهودیة دولة إسرائیل کما نعى القرارات الدولیة المتعلقة بالقضیة الفلسطینیة الداعیة الى انسحاب اسرائیل من الاراضی التی احتلتها فی العام 1967 أو المطالبة بحق العودة للاجئین , ای انه یرید دفن القرارات 244 و338 التی تدعو للانسحاب الاسرائیلی ودفن القرار 194 المطالب بالعودة للاجئین وقد استعاظ عن الشرعیة الدولیة بشرعیة ابتکرها وأطلق علیها رؤیة بوش القائمة على خارطة الطریق وحل الدولتین تعیشان جنبا الى جنب واحدة اسرائیلیة موجودة منذ ستون عاما ومسلحة حتى الأسنان ویهودیة خالصة والثانیة فلسطینیة بلا أسنان ولا أحد یعلم حجمها أو شکلها او جغرافیتها أو موعد قیامها , وأغرب ما فی الأمر أن السلطة الفلسطینیة فی رام الله أشادت وتشید ببوش بإعتباره نصیرا لفلسطین ومحققا لأحلام شعبها.
فی خطابه الأول فی أول أیام عاشوراء دعا السید حسن نصر الله جمیع العرب الى نصرة المقاومة الاسلامیة والعربیة المتواجدة فی فلسطین ولبنان وعلى امتداد الارض العربیة من أجل الوقوف فی وجه المخططات الأمیرکیة-الاسرائیلیة بغیة قهرها والإنتصار علیها ونبّه الجماهیر العربیة الى مکر العدو والى لجوئه للدس الشیطانی لیترسخ بنفوسنا وجوب استبدال عدو الأمة الرئیسی والتاریخی الذی الحق جمیع أشکال الأذى بأمتنا بعدو آخر وهمی , بوش ومن خلفه اسرائیل یریدان ان یسوّقا لنا الجارة ایران کعدونا الأول ویقنعانا بأن اسرائیل النوویة الغاصبة لفلسطین لا تشکل خطرا على امتنا وعلى مستقبلها , وأن أمننا لا یهدده سوى ایران لأنها تملک قوة صاروخیة ومستقبل نووی , یرید منا هذا الرئیس أن نصادق العدو ونعادی الصدیق تبّا له ولکل من سار فی دربه ولهؤلاء أقول أن باب التوبة مفتوح لهم قبل ان یسقطوا فی هاویة لا خروج منها وبئس المصیر .
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS