إقتحام الاقصى: صفعة للجامعة ووزرائها
عن القدس العربی اللندنیة
الرد الاسرائیلی على مبارکة وزراء الخارجیة العرب للمقترحات الامریکیة باستئناف المفاوضات الفلسطینیة ـ الاسرائیلیة غیر المباشرة جاء اسرع بکثیر مما توقعنا، فقد اقتحمت القوات الاسرائیلیة یوم امس المسجد الاقصى، واعتدت على المصلین وحاصرت نسبة کبیرة منهم، واصابت برصاصها المطاطی وقنابل الغاز اکثر من اربعین شخصا على الاقل.
عندما یکون القادة العرب على هذه الدرجة من الهوان، ویذعنون بشکل مزر للاملاءات الامریکیة، فلماذا لا یقتحم المستوطنون الاسرائیلیون المسجد الاقصى، ویضعون حجر الاساس لهیکل سلیمان والکنیس الذی سیحتویه فی باحة المسجد الاقصى؟
اسرائیل لا ترید السلام، وترید من هذه المفاوضات ان تکون غطاء لتنفیذ مخططات الاستیطان والتهوید التی تمارسها فی الاراضی العربیة المحتلة والقدس على وجه الخصوص، ولعل المواطنین الفلسطینیین اصحاب الارض وحماة المقدسات العربیة والاسلامیة هم الادرى والاوعى بمثل هذه المخططات، فی وقت یفضل فیه الزعماء العرب ادارة وجوههم الى الناحیة الاخرى.
لن یتحرک العرب والمسلمون استجابة لنداءات المصلین المحاصرین فی الاقصى، ولن یطالب السید احسان اوغلو امین عام منظمة المؤتمر الاسلامی بعقد قمة عاجلة للقادة المسلمین، فهؤلاء یعیشون حالة تکلس مفتعلة، وبات الکثیر منهم یعتبر اسرائیل حلیفا فی الحرب المقبلة ضد ایران البلد المسلم.
اهالی الارض المحتلة، بصدورهم العاریة، وایمانهم الراسخ هم وحدهم الذین سیواجهون الرصاص الاسرائیلی، ویتصدون لمقتحمی اقصاهم من المستوطنین الاسرائیلیین، مثلما فعلوا دائما، فرغبة هؤلاء فی البذل والعطاء بلا حدود.
حکومة نتنیاهو الیمینیة العنصریة التی سیتفاوض معها العرب، والرئیس محمود عباس وممثلوه هودت الحرم الابراهیمی، ومسجد بلال بن رباح، کمقدمة او تمهید لتهوید المسجد الاقصى، وتقسیمه الى کنیس یهودی ومسجد اسلامی فی افضل الاحوال.
القادة العرب سیستمرون فی اشهار سیف السلام، والتمسک بمبادرتهم التی تعفنت على مدى سبع سنوات منذ اطلاقها من شدة الاحتقار الاسرائیلی لها، فالسید عمرو موسى امین عام الجامعة العربیة الذی 'نعى' عملیة السلام قبل عامین، وتعهد امام الملأ بانه لن یترک وزعماؤه مبادرة السلام العربیة على الطاولة الى الابد فی ختام اعمال القمة العربیة فی الدوحة فی آذار / مارس الماضی، تناسى جمیع وعوده هذه، وهدد بانه سیذهب الى مجلس الامن اذا لم یتم التوصل الى نتائج بعد اربعة اشهر من المفاوضات التی من المفترض ان تنطلق الاسبوع المقبل.
الانجاز الکبیر الذی حققه وزراء الخارجیة العرب اثناء اجتماعهم الأخیر فی القاهرة هو تحدید سقف زمنی للمفاوضات غیر المباشرة، وبعدها لن یذهبوا الى الحرب او قطع العلاقات مع اسرائیل، بل الى مجلس الامن، وکأنها المرة الاولى التی یذهب فیها العرب الى هذا المجلس وللاسباب نفسها.
اسرائیل ستستولی على المسجد الاقصى، وستدمر المزید من البیوت فی القدس المحتلة، وستوسع المستوطنات فی الضفة الغربیة، مستغلة غطاء الاشهر الاربعة التی منحها لهم وزراء الخارجیة العرب.
الشبان الفلسطینیون سیواصلون الدفاع عن مقدساتهم بصدورهم العامرة بالایمان، فقد اصطفاهم الله لهذه المهمة السامیة، وهم اهل لها.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS