الثلثاء 15 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

مصالحة الریاض ومصالحة القاهرة

بقلم: عمر عبد الهادی

یسیطر على المواطن العربی شعورلا یستطیع تجنبه وهو ان القرارات الکبرى التی یتخذها زعمائه  لیست ملکا لیمینهم بل تأتیهم من الغیر وینسحب هذا الإحساس على محاولات المصالحة فی القمة الرباعیة التی عقدت مؤخرا فی الریاض وحضرتها کل من السعودیة ومصر وسوریا والکویت, کما ینسحب نفس الإحساس على المصالحة الفلسطینیة المعقود مؤتمرها حالیا فی القاهرة ویشارک بها جمیع التنظیمات الفلسطینیة بما فیها فتح وحماس.
یعلم المواطن البسیط ان القادة المعتدلین العرب لا یملکون ان ینهوا خلافاتهم البینیة او بالتحدید خلافاتهم مع القادة العرب غیرالمعتدلین بدون الحصول على ضوء أخضر أمریکی إلا فی حالة ان جمیع الأطراف العربیة أصبحت ترى ما لم تکن تراه سابقا وهو أن القبضة الأمیرکیة على منطقتنا آخذة بالإنبساط والإرتخاء وأن الأمیرکی وإن لم یکن الآن فبالمستقبل القریب سوف لا یکون مؤهلا أو قادرا على دعم الأنظمة العربیة الموالیة له أو حمایتها من تربص شعوبها(المغلوبة على أمرها) بها.
وکما أسلفنا ما یجوزالحکم به على الحکام العرب یجوز الأخذ به عند الحدیث عن العلاقات البینیة الفلسطینیة فلیست السلطة الفلسطینیة سوى واحدة من الأنظمة العربیة المعتدلة (إذا جاز لنا تسمیتها بالنظام) بل أن وضعها أسوء من ذلک نظرا لانقیادها للإملاءات الإسرائیلیة , فإسرائیل هی من أتاح الفرصة لإرکان السلطة للتواجد فی مواقعهم وهی من سمح لمعظمهم بالإقامة فی الأراضی المحتلة وهی من تمنحهم إذن مغادرة فلسطین وإذن العودة إلیها بما یتناسب مع مصالحها وتوجهاتها.
یبرز لدینا سؤال کبیر..؟؟ هل تسیر دولنا العربیة المعتدلة نحو التمرد على الإملاءات الأمیرکیة وأحیانا الإسرائیلیة ؟.. فهل أدرک أخیرا قادة هذه الدول ان الله هو ربنا ..! ولا رب لنا سواه..؟ أتمنى بکل تأکید ذلک لکنی لا أظننی إلا حالما لأن نوع المادة لا یتغیر بالأمانی فالماء یبقى ماء والحدید حدید وبالقیاس نوع الرجال وخاصة الحکام منهم لا یتبدل من نفسه ولا یبدله سوى إرادة وتضحیات المستضعفین من المواطنین .
بلا أحلام وردیة وبلا شطحات فی عالم الأمانی نقول أن المصالحات سوف لن تأتی بثمارها وأن محور الإعتدال ما زال غیر منحازا لمصالح شعبه وما زال قاصرا ومرهون القرار, فالحاکم لا یرید  الألتفات لمصلحة أمته ولا یرید أن یضعها فوق مصالحه الخاصة وهو ما زال یعلم أن بقائه سلطانا مطلقا یتطلب منه السماح للغرباء فی التحکم بقرارات الأمة المصیریة الأمر الذی یتناقض حتما مع تطلعات الأمة . ویبقى أن نطرح أسئلة بسیطة ربما لا مفر من طرحها.. هل یتصالح الحق مع الباطل ؟ وهل تتصالح المقاومة مع الإستسلام ؟ وهل یتصالح الإستشهادی مع الأنانی والأنتهازی والوصولی ,
 ومما یدمی القلوب أن الإجابة على هذه الأسئلة تدخلنا فی حالة من الألم الشدید قد نتخطاه مستقبلا لکننا فی الوقت الحاضر نعجز عن إحتماله.

omarjahadi@yahoo.com


| رمز الموضوع: 141231







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)