الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

لقاء انابولیس.. التمنیات ، المواقف والتحدیات

 فی لقاء أنابولیس بالولایات المتحدة طرحت مواقف فلسطین واسرائیل والولایات المتحدة، الرئیس الأمریکی جورج بوش ابتعد کثیرا عن المسائل الرئیسة مکتفیا بعبارات ضبابیة ناقصة تحتمل أکثر من تفسیر، دون الاشارة الى الثوابت التی یتمسک بها الجانب الفلسطینی، مدرکا أن شیئا لن یحدث فی ولایته على طریق التقدم نحو السلام، وأن کل ما أراده هو أن ترتب له وزیرة خارجیته لقاء احتفالیا، واظهاره کطالب سلام وداعیة للحریة والدیمقراطیة، ومع ذلک، وبعدوانیة واضحة رفض التعرض للکتل الاستیطانیة.

الجانب الفلسطینی على لسان الرئیس محمود عباس أعاد طرح مواقف شعبه، وثوابته أمام العالم. رابطا احلال السلام العادل والشامل، بتحقیق حلول عادلة لمسائل جوهریة کحق العودة والقدس واللاجئین والمستوطنات.

أما اولمرت فکان خطابه موجها للدول العربیة المشارکة داعیا ایاها الى التطبیع، دون أن یدفع ثمن ذلک، مؤکدا على الاسطوانة التی یرددها قادة اسرائیل فی علاقاتهم واتصالاتهم مع دول العالم وهی الشکوى من المقاومة التی تسمیها تل ابیب ارهابا ولم یطرح ما یثبت رغبة تل ابیب فی احلال سلام ثابت وشامل.

لقاء أنابولیس ترجمة لدعوة اطلقها الرئیس الامریکی، وما خرج به اللقاء هو اطلاق المفاوضات بین الاسرائیلیین والفلسطینیین  آملا احلال السلام خلال ولایته واقامة الدولة الفلسطینیة التی لم توضح او تحدد حدودها، وما تبقى من ولایته کافیا لتعزیز وضم الکتل الاستیطانیة، وبالنسبة للمفاوضات فان کل الدلائل تشیر الى أن اسرائیل لن تقدم فیها شیئا، فهناک الصراعات السیاسیة التی تنذر بانتخابات مبکرة، وهناک ملفات اولمرت الجنائیة وتقریر فینوغراد الذی سوف یستغله باراک ونتنیاهو، وهکذا یعود الجانبان الفلسطینی والاسرائیلی الى المربع الأول.

فلسطینیا، ذهاب أبو مازن الى اللقاء کان ضرورة، فهو لا یستطیع رفض الدعوة، حتى لا یتهم الجانب الفلسطینی بأنه یعرقل عملیة السلام، ذهب الرئیس الفلسطینی الى انابولیس حاملا ثوابت شعبه، وطرحها مجددا أمام العالم، ولا ضیر فی ذلک، وانطلاق المفاوضات أمر مرغوب، ان تحقق خلالها شیء على طریق انهاء الصراع دون المساس بهذه الثوابت، فهذا أمر جدید، وان لم یتحقق شیء ، فالصراع قائم، وعندها على الدول العربیة والاسلامیة والمجتمع الدولی تحمل مسؤولیاته، الرئیس أبو مازن لن یخسر شیئا ، وهو یدرک أن هناک عملا شاقا لانتزاع حقوق شعبه، واذا واصلت اسرائیل تعنتها فهو سیخاطب شعبه لیتخذ القرار.

لکن، هناک حقیقة ، من الواجب ادراکها، وهی أن بوش معنی بالخروج من مستنقع العدوان والمذابح التی ارتکبها فی اکثر من ساحة، وبالتالی، معنی بتحقیق السلام بین الاسرائیلیین والفلسطینیین کانجاز یفتخر به.

وایهود اولمرت یتعرض لضغوط داخلیة شدیدة على صعید التهم الموجهة الیه وتقصیره فی حرب لبنان، لذلک سیندفع نحو المفاوضات هروبا من وضع داخلی صعب ومواصلة الاحتفاظ بکرسی الحکم.

وفلسطینیا، الرئیس محمود عباس على درایة بکل هذه الظروف وعناصر الصورة، وسوف یحاول استغلالها، والتوصل الى حل للصراع، ولکن، لیس بأی ثمن ، مدعوما عربیا واسلامیا ودولیا بعیدا عن المساس بالثوابت مدرکا ایضا بأن الحل الذی تنادی به امریکا واسرائیل لا یلبی رغبات شعبه، وبالتالی، ان نجح فی معرکته، یکون قد حقق اختراقا ومکسبا له ولشعبه، وسیعرض ذلک للاستفتاء الجماهیری ، وان اصطدم بالتعنت الاسرائیلی والانحیاز الامریکی الاعمى، فانه سیلجأ ثانیة لشعبه لیعطی قراره.

 وهنا مدعوون أن لا ننسى بأن تل ابیب وواشنطن، تضمران حقدا وعدوانیة ضد ایران وسوریا وحزب الله، واذا ما نفذتا عدوانیتهما، فان طاولة التفاوض ستنقلب، ویضاف لقاء انابولیس الى محطات الفشل على طریق البحث عن سلام فی المنطقة.

ویبقى القول ، أن المطلوب حالیا من الرئیس عباس أن یکثف جهوده لتحقیق وحدة وطنیة فی الساحة الفلسطینیة بعیدة عن الاختراق، دون ان ینسى الاستمرار فی معرکة البناء الداخلی. المرحلة القادمة حرجة، ومعرکة التفاوض صعبة، فالرئیس الامریکی لم یطرح مواقف جدیدة، ولم یشر الى القضایا الاساسیة،ولم یأت على ذکر آلیات أو ضمانات.

ن/25

 

 

 

 


| رمز الموضوع: 140820







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  2. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  3. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  4. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  5. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  6. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  7. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  8. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  9. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
  10. طهران ترفع الستار عن وثائقي للمقاومة في فلسطين وايرلندا
  11. حكومة الاحتلال تقرّر توسيع الحرب على غزة رغم التحذيرات
  12. وزير العلوم الإيراني: الرأي العام العالمي لا يعترف بالكيان الصهيوني
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)