زحالقة: "أنابولیس" تضمن اعترافاً ضمنیاً بالکیان الصهیونی
زحالقة: "أنابولیس" تضمن اعترافاً ضمنیاً بالکیان الصهیونی کـ "دولة یهودیة"
شکک نائب عربی فی البرلمان الصهیونی، فی تصریحات له ، مسؤولی السلطة الفلسطینیة، بأحداث اختراقات جدیة خلال لقاء "أنابولیس"، مشیراً إلى أن الصحف والمصادر العبریة کشفت نتائج المؤتمر قبل انعقاده، وبالتالی فإن ما تمخض عنه لا یعبر عن أی إنجاز.
وأکد الدکتور جمال زحالقة، رئیس کتلة التجمع الوطنی الدیمقراطی فی البرلمان الصهیونی، أن لقاء أنابولیس لم یتمخض عن نتائج سوى الوعد بإجراء مفاوضات، مشیرا إلى أن ما تحدثت عنه السلطة الفلسطینیة "یجب أن یقرأ بالمقلوب"، وأهم ذلک أن الطرف الفلسطینی قبل بمعادلة الأمن مقابل المفاوضات، بمعنى أن هناک اتفاقاً على تطبیق المرحلة الأولى من خارطة الطریق، بکل ما تحمله من التزامات أمنیة.
وقال : " المطلوب من الطرف الفلسطینی، وهو الضحیة، والطرف الواقع تحت الاحتلال، أن یحافظ على أمن المجرم، وهو ملزم وفق هذه الخارطة بالمحافظة على الطرف المحتل والمستعمر". مضیفاً أن تنفیذ هذه المعادلة "مستحیلة " لأنه "لا یمکن وقف المقاومة ما دام هناک احتلال".
وأضاف زحالقة فی تصریحات لـ "قدس برس"، أنه : "مهما فعل الطرف الفلسطینی، فإن إسرائیل ستدعی دائما أن هذا غیر کاف، وستطلب المزید، وهذه ورقة تتحکم بها على هواها، حتى لو کانت هناک رقابة أمریکیة على تطبیقها".
وأوضح أن "النتیجة الثانیة لمسیرة أنابولیس، والتی جاءت قبل المؤتمر، تتمثل فی صفقة "الانقسام مقابل الکلام"، حیث اشترط الأمریکیون والإسرائیلیون موافقة "حکومة" سلام فیاض فی رام الله، وبدون تردد على أن شرط أی کلام (محادثات)، هو تکریس حالة الانقسام فی الساحة الفلسطینیة، وهذا أخطر ما فی الموضوع، لأن المفاوضات ستذهب هباء بینما یبقى الشعب الفلسطینی فی حالة انقسام، وهذا أول شرط لمجرد السماح للفلسطینیین بالحدیث".
وأضاف أن "إسرائیل استطاعت أن تفرض مسألة الاعتراف بها دولة یهودیة، کقضیة مرکزیة، وجرى التعبیر عن ذلک فی البیان المشترک، تحت یافطة "دولتان لشعبین"، وکل هذه المعادلة تحوی اعترافاً ضمنیاً بإسرائیل کدولة یهودیة ودولة للشعب الیهودی فقط، بکل ما یحمله ذلک من مخاطر على مصیر فلسطینیی الداخل ومصیر اللاجئین.
وحول تأثیر مفهوم دولتین لشعبین على فلسطینیی 1948، أکد النائب العربی أن "حقوق أکثر من ملیون وثلاثمائة ألف فلسطینی یعیشون متمسکین بأراضیهم داخل فلسطین 48، ستخضع لهذا المفهوم، وإذا تحول الأمر إلى اتفاق دولی، فإن هذا سیعطی شرعیة للممارسات الإسرائیلیة ضد فلسطینیی الداخل، ویفتح الباب أمام إسرائیل لسلب حقوقهم، وترحیلهم للدولة الفلسطینیة، أو تحویلهم لرعایا ولیسوا مواطنین، وتعریضهم لخطر الترانسفیر".
وأشار إلى أن التراجع عن حق العودة "سیمسّ بقضیة اللاجئین الفلسطینیین فی الداخل، حیث یوجد 250 ألف لاجئ فی الداخل، وهم الذین هجروا من مدنهم وقراهم، ویعیشون داخل فلسطین المحتلة عام 48، ولکن فی قرى غیر قراهم الأصلیة، وهذا یکشف بوضوح أن القضیة لیست قضیة دیمغرافیة کما تزعم إسرائیل، ولیس وجود أغلبیة یهودیة، بل هی قضیة الأرض، أی أن إسرائیل ترید تهوید المکان ولیس فقط الکیان".
وأکد النائب العربی فی البرلمان الإسرائیلی، أن الجانب الفلسطینی فی مؤتمر أنابولیس، لم یحرز أی إنجاز، "لأن البیان الصادر أکد على ضمان أمن إسرائیل، ومستقبلها کدولة یهودیة، ولم یتطرق إلى القضایا الرئیسة".
وأضاف "کل المعطیات تشیر إلى أن الجانب الفلسطینی خسر خسارة کبیرة من مؤتمر أنابولیس، فحتى الدولة الفلسطینیة التی یتحدث عنها بوش، لم یتطرق إلى حدودها، لأنها ستکون وفق المواصفات الإسرائیلیة، التی تشترط بقاء الکتل الاستیطانیة، وعدم العودة إلى حدود عام 67، وأن یبقى الغور بید إسرائیل، ومعظم القدس تحت السیادة الإسرائیلیة، وشطب حق العودة، وبهذا السیاق یأتی الحدیث عن الدولة الفلسطینیة من جانب بوش وأولمرت، ولیست هی بالطبع الدولة التی ضحى وناضل من أجلها الشعب الفلسطینی على مر السنین"، مشیراً إلى أن أجواء المؤتمر، رغم الحضور العربی، کانت بالأساس داعمة للموقف الصهیونی.
ورأى أن "حالة الانقسام فی الشارع الفلسطینی ستستمر، لأن هذا شرط واشنطن وتل أبیب على الطرف الفلسطینی، وحکومة فیاض کما هو واضح لا ترید أن تنتهی حالة الانقسام، حتى تتمکن من السیر برکب المفاوضات"، مشیراً إلى أن الأمریکیین والصهاینة "رفضوا إجراء مفاوضات أثناء حکومة الوحدة الوطنیة، وهم یطرحون المفاوضات الآن بعد أن أقیلت حکومة الوحدة، وما نتج عن حلها من انقسام فی الساحة الفلسطینیة، وبالتالی کما هو واضح فهناک رغبة من جانب حکومة فیاض لاستمرار حالة الانقسام"، کما قال.
وطالب زحالقة السلطة الفلسطینیة برفض حالة الانقسام، والشروع فوراً فی حوار وطنی فلسطینی، وإجراء مصالحة وطنیة، لمواجهة المخاطر التی تهدد المشروع الفلسطینی من جانب الولایات المتحدة الأمریکیة والکیان الصهیونی.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS